
رفيق جريش
المرأة المصرية
عندما نتكلم عن بلادنا مصر فيأتى فى ذهننا صورة المرأة المصرية كما نعرفها ببشرتها وسمارها وعيونها وعاطفتها الجياشة وطبيعة قلبها وأيضاً هى الحمولة والصبورة، فإن مصر بأرضها ونيلها وصحرائها وزراعتها وجمالها طبعت على وجه كل امرأة مصرية وتطبعت كل امرأة مصرية بها، هذا ما جال فى خاطرى وأنا ألبى دعوة كريمة من السيدة السفيرة مرفت التلاوى رئيسة المجلس القومى للمرأة حضرت مؤتمر «هى والإرهاب» الذى عقد يوم 20 يناير الماضى بالتوازى مع هذا المؤتمر كان السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى يحتفل بعيد الشرطة ويكرم شهداء الشرطة ورأينا هذه الصور التى تحتضن أمهات الشهداء السيد الرئيس كأنها تحتضن مصر بأسرها وكانت فرصة لنتأمل مسيرة المرأة المصرية التى منذ اليوم الأول تعمل جنباً إلى جنب فى فلاحة الأرض وتربية الحيوانات فهى المعينة لرجلها وتتحمل ما لم يتحمله بشر، فبجانب فلاحتها كانت تربى الأبناء وتدبر البيت فلم تكن المرأة المصرية فى يوم من الأيام من تلك النساء اللواتى لا يعملن بل تكتفى بإدارة المنزل وهذا ما تؤكده لنا جدران المعابد الفرعونية التى تحكى لنا أخبار المصرى القديم، فالمرأة المصرية كانت دائماً فى طليعة كل تقدم، فهى قوية وتعرف ما تريد ورأيناها فى ثورة 1919 فى طليعة المتظاهرين كما هى إلى الآن فى طليعة من تظاهروا وطالبوا بالتغيير فى ثورة 25 يناير 2011 وفى طليعة أيضاً ثورة 30 يونيو 2013 عندما شعرت بالخطر الداهم عندما أرادوا إسقاط «مصر» وتغيير مناخ المحبة والألفة والانسجام بين أفراد المجتمع وأرادوا للمرأة المصرية أن تنغلق على نفسها فأبت واستنهضت عزيمتها واستدعت تاريخها الذى يزيد على 7000 سنة وقدمت أبناءها شهداء لأجل مصر سواء من المدنيين أو أبنائها فى الشرطة والجيش وكانت وستكون فى طليعة ممارسة الاستحقاقات الدستورية تساهم وتشارك بكل قوتها. وللأسف المرأة المصرية دائماً عرضة لأعمال أقل ما يقال أنها غير محترمة سواء فى الشارع أو المواصلات أو العمل أو حتى فى البيت الذى قد تتعرض فيه لعنف أو عدم تقدير واحترام لآدميتها وهذا ما نريد أن نغيره فى ثقافة مجتمعنا الشرقى ولن يأتى ذلك إلا بالتعليم والتكوين الإنسانى والخطاب الدينى المستنير الذى يحث على الترابط الأسرى واحترام كرامة المرأة ويغير من ذهنية وطباع الرجال وتصرفاتهم تجاة المرأة وأيضاً نظرتهم إليها فهى الأم والزوجة والأخت والابنة، كما علينا أن نعترف أن مجتمعنا مازال ذكورى النعرة ولا يفسح لها المجال إلا بحدود. نرى المرأة سفيرة ولكن بحدود ونراها وزيرة ولكن بحدود أيضاً ونراها قاضية ولكن بحدود ونراها ضابط شرطة أو جيش ولكن على استحياء نراها نائب محافظ ولكن لا نراها محافظاً لا أعرف لماذا؟ رغم أنها أثبتت نجاحاً فى كل المناصب التى تبوأتها، لذا أقول للرجل لا تخف ولصاحب القرار لا تخف فكثير من مشاكل مصر لن تحلها إلا المرأة المصرية المعروفة بحبها والتزامها ونقاوتها وصبرها الذى يفوق صبر أيوب.. فتحية للمرأة المصرية فى عيدها.∎