مديحة عزت
الجهل وزمن العجايب
أولا هذه الأبيات لأستاذنا عباس محمود العقاد، كتبها فى زمانه وكأنه كتبها فى زماننا:
فشت الجهالة واستفاض المنكر فالحق يهمى والضلالة تجهر
بئس الزمان لقد حسبت هواءه دنســا وأن بحـــاره لا تطــهر
وكـأن كــــل الطيبــات يـردهـــا فيــه إلــى شــر الأمــور مدبـر
مـــا نـيــل فيـــه مطلــب إلا لـــه ثمـن من العرض الوفير مقدر
إنــا لفـــى زمـــن كـــأن كبـــاره يسـوى الكبائر شأنه لا يكبـر
هكذا أصبح زماننا اليوم يا أستاذنا العقاد عليك رحمة الله وغفرانه أنت والذين معك فى رحاب الله!
وبعد وعلى الماشى..
هذه أولا كلمة بكل الاحترام إلى الاقتصادى الكبير محمد بركات رئيس بنك مصر الجالس على مقعد طلعت حرب.. رحم الله طلعت حرب أحد أهم عظماء مصر وغفر له بقدر عطائه للاقتصاد المصرى الذى ارتفع به فى جميع مجالات الاقتصاد مال وتجارة وصناعة وفن، ونافس الطوائف فى جميع مجالاتهم وكان ندا لهم فى جميع المجالات التجارية والصناعية والفنية حتى البنوك والتجارة الاستهلاكية التى احتكرها اليهود فى مصر وكانت منافسته بافتتاح محلات شركة بيع المصنوعات المصرية التى جعلها مخصصة للمنسوجات المصرية، كل هذا كان نتاج بنك مصر لذلك أطلق عليها شركات بنك مصر.. على فكرة يا سيادة رئيس بنك مصر أول حساب جارٍ لى فى بنك مصر أيام كان رئيس مجلس الإدارة الراحل أحمد فؤاد الذى كان أول رئيس لبنك مصر بعد عائلة طلعت حرب واستمرت علاقتى ومعاملاتى مع بنك مصر حتى اليوم وكان كل شىء تمام يا سيادة رئيس البنك سيادة محمد بركات خطابات الودائع وخطابات كشف الحساب مستمرة حتى فجأة انقطعت خطابات البنك منذ أكثر من سبعة أشهر لا تليفونات ولا خطابات تقول لى مثلا: «أموالك فى الحفظ والصون»! أو خطاب يقول لى: «أموالك خطفها الغراب وطار»!
على فكرة لست وحدى الشاكية من فوضى معاملة عملاء البنك غير كثيرين منهم أطباء كثيرون، وكل عام وأنت والذين معك بألف خير يا سيادة محمد بركات.
وبمناسبة بدع رمضان ومسلسلاته والمدافعين عنها فى البرامج ليس فقط كلها شبه بعضها فى التفاهة.. والغلاسة.. والجهل.. وانتشار بعض المفردات اللى تغم بلد مثل من حق الكاتب يشغل خياله حتى لو غير وعبث فى التاريخ وكان أسوأ دفاع كان عن مسلسل «عابدين» الكويتى و«أمراض نسا» التافه، وقد تصورت أن الكاتبة الكويتية الأصل أرادت أن تكتب وتشغل خيالها فى التاريخ الفرعونى معتمدة على غياب وزارة الثقافة ونفاق وحب الرقابة للكويت التى سمحت لها بقتل تاريخ خديو مصر العظيم جناب الخديوى إسماعيل وليس جلالة الخديو لأن «جلالة الملك» كان الملك فؤاد أول صاحب الجلالة!
كان يجب أن يراجع الرقيب كتب «عبدالرحمن الرافعى» عن الخديو إسماعيل وعصره قبل أن يسمح لها بمسخرة تاريخ أعظم من حكم مصر.. ونرجع للمصيبة القادمة وهى الجزء الثانى لعابدين.. ثم المصيبة الأكبر لو كتبت عن الفراعنة فى ظل هذه الرقابة وتصورت أنها استعملت خيالها وقدمت.. الملكة «حتشبسوت» على أنها كانت راقصة بلدى.. «حتشبسوت» الملكة التى تحمل تسعة ألقاب «الحاكمة»، «قوية الذراع»، «القابضة على الأرضين»، «عظيمة القوى» «رفيقة آمون»، «سيدة التجلى»، «الوارثة»، «الجميلة الوجه» «الإلهة الطيبة»، لكن الست الكويتية خيالها جعل حتشبسوت راقصة.. والملكة «نفرتارى» من ألقابها «عظيمة المحبة» و«المشرقة كالشمس» قد يجعل خيال الكاتبة أن نفرتارى كانت شيخة زار! وأن الملك إخناتون سيجعله خيالها المريض منجم دجال يشوف البخت ويفك السحر.
ثم لو وصل الخيال الكويتى إلى أعظم فرعون حكم مصر فرعون مصر العظيم «تحتمس الثالث» الذى حكم مصر فى سن عشر سنوات إلى ما بعد التسعين، وكان أفضل من حكم مصر من الفراعنة عموما.. وتصورت أن سيدة قصر عابدين ستختم مسلسلها الفرعونى بهذه الأغنية تحتمس يا خولى الجنينة يا تحتمس
تحتمس ياغالى علينا يا تحتمس!
كلمة أخيرة إلى سيادة وزير الثقافة يا ريت تراجع زمن الكبير الراحل ثروت عكاشة وثقافته ويا ريت يا سيادة المسئول عن الرقابة هناك فرق بين حرية الإبداع ومسخرة التاريخ ومسح الأرض بتاريخ مصر وعظمائه ولو أردت المقارنة حاول تقدم مسلسلا عن الكويت وشوف كيف سنتعامل، لكن على رأى المثل «زرعت شجرة يا ريت رويتها بلو طرحت ما يجيش منه»
إلى العزيزة الغالية صديقة العمر الإعلامية سامية صادق ألف سلامتك يا سامية والشفاء العاجل بإذن الله.
وأخيرا.. هذا أحلى الكلام من روائع بشارة الخورى، هذه الأبيات:
قالوا البلاد فقلت أيهما
أهى الجريدة أم هى الوطن
إن كانت الأولى فحسبكم
قلم على الأوطان مؤتمن
وإليكم الحب كله وتصبحون على حب.







