مديحة عزت
مـن هنـا وهنـاك
أولا هذه الأبيات كتبها شاعر النيل حافظ إبراهيم لمصر، يقول:
وقــــــف الخلـــــق ينظــــــرون جميعــــا كيف أبنى قواعد المجد وحدى
وبنـــاه الأهــــرام فــــى ســالــف الدهـر كفونــى الكـــلام عنــــد التحــــدى
هـــــل وقفتــــم بقمـــــة الهــــرم الأكــبـر يومـــا فـرأيتــــم بعــض جهـــــدى
مـــــــا رمـــــانــــــى رام وراح سليمـــــــا مـــن قديـــم عنايــة اللــه جنـــدى
قــــــد عقــــــدت العهــــــود مــــن عهــــد فـرعــون ففى مصر كان أول عقدى
إن مجـــــدى فــــى الأوليـــات عـــريــــق مـن لــه مثــل أوليـاتــى ومجـــدى
أنـــــا إن قـــــــدر الإلــــــــه ممـــــاتـــــى لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدى
صدقت شاعر النيل فهذه هى مصر العزيزة أم الدنيا على مر السنين.. وتحول الحاكمين منهم الشريف ومنهم العظيم ومنهم المغتصب، حكمها الزمان وحكمت الشرق من عصر الفراعنة حتى يومنا ومصر هى مصر أم الدنيا.
منذ أكثر من «5000» سنة عندما كان الإنسان فى العالم كله يعيش فى الكهوف ويرتدى ملابس مصنوعة من جلد الحيوان الذى يقوم بصيده ولم يكن يعرف القراءة ولا الكتابة كان يعيش فى مصر على ضفاف النيل شعب يسكن المدن الكبيرة ويبنى مبانى ضخمة مثل الأهرامات والمعابد ويرتدى أفخر الثياب والمجوهرات ويعرف القراءة والكتابة ويسجل كل تاريخه على ورق البردى أو على جدران المعابد، إنه الشعب المصرى القديم، وكان يحكم مصر الشعب المصرى الذى أطلق عليه الفراعنة!
هذا الكلام ليس فلسفة منى، ولكنه من كتب التاريخ التى درسناها فى المدارس، التاريخ المحروم منه أولادنا اليوم بعد أن فقدت وزارة التربية والتعليم مهمتها و لم يعد فيها لا تربية ولا تعليم وطمس التاريخ على مر وزرائها منذ أواخر حكم مبارك حتى اليوم وزارة التربية والتعليم يا سيادة رئيس الوزراء مهندس إبراهيم محلب تحتاج لوزير يعلم ويعلم ووزير يربى ويؤدب أولادنا الأدب والخلق القويم والتربية والتعليم السليم والتاريخ الحق وليس إهمال تاريخ مصر القديمة والحديثة ولا يكتفى بما لا يعرفه ويعلم الجهل والبلطجة كما يحدث من الطلبة والتلامذة وحدث منذ قيام الثورة.. العلم يا سيادة رئيس الوزراء.. حتى تعود مصر مهد الحضارة مصر مهبط الأنبياء.
والآن حانت الفرصة ليستعيد هذا الشعب العريق مكانته وهذا المكان العبقرى صدارته. إن أمامنا الآن فرصة ذهبية لنستفيد من قوة جديدة ومتجددة هى فى الواقع تطوير واستثمار لقوة قديمة كنا نحن أصحابها يوما من الأيام.. ألا وهى قوة العلم.
وإذا كان التعليم فى الماضى ظاهرة حضارية ووسيلة تطور وتقدم فإنه اليوم أصبح أمنا قوميا وضرورة للبقاء.. إذن فلم يعد أمامنا خيار إلا أن نضع التعليم قمة أولويات العمل الوطنى.. وأن نجد له كل القوى الوطنية.. هذا لأن الفترة القادمة لا تتعلق بإتمام إنجاز وطنى فحسب، وإنما أيضا تتعلق بقضية أخطر بكثير هى أن نكون بالعلم والأدب نكون أو لا نكون!
مش كده والا إيه يا سيادة الرئيس السيسى، لقد أصبح التعليم فى السنين الأخيرة موضوعا قوميا يجب أن نشارك فيه كل القوى.
على فكرة يا ريس إن التقدم الاقتصادى فى حقيقة الأمر يقوم على الاستفادة من خبرات وقدرات بنى البشر.. و من ثمة فهو نتاج العملية التعليمية!
سيدى الرئيس السيسى.. ويا سيادة المهندس محلب إن أزمة التعليم التى نعيشها.. وثورة المعلومات والتكنولوجيا فى العالم.. تفرض علينا أن نتحرك بسرعة وفاعلية لنلحق بركب هذه الثورة.. لأنه كما سبق أن قلت.. فإن من يفقد فى هذا السباق العلمى والتكنولوجى مكانته لن يفقد صدارته فحسب، وإنما سيفقد قبل ذلك للأسف إرادته.. لذلك من الضرورى أن يتم التحرك بطريقة ديمقراطية وبأسلوب علمى.. بحيث تتحقق مشاركة جميع الفئات والأفراد.. ولا يهمل العلوم التربوية والنفسية وأهم مناهج العلم العلمى.. أملى ودعائى أن يبارك الله فى هذه الأرض الطيبة وأن يوفق شعبها ورئيسها فى تحقيق الأمل الكبير لمصر أم الدنيا!
إن التعليم عملية تغيير جذرى لمفاهيم الفرد ودائرة معلوماته ومرجعية سلوكياته وتنمية ودعم لقدراته وإمكاناته وخبراته.
وأخيرًا هذه تحية محبة واحترام إلى الدكتور حسين كامل بهاء الدين أعظم من تولى وزارة التربية والتعليم متعه الله بالصحة والعافية بإذن الله.. الوزير الذى قدم العلم والتربية وإليكم الحب كله وتصبحون على حب.







