مديحة عزت
التاريخ وسيناء
هذه الأبيات من أشعار الشاعر صالح جودت إلى أبطال مصر شهداء الحرب وإلى زعيم الحرب والسلام أنور السادات:
يـــــا شـــهيد العـــلا ورمــز الفـــــــــداء لك منى تحية البسلاء
لســـت أرثيـــه فــــالـــــرثاء لمــــــــيت وهو حى فى جنة الأحياء
يــطلـــق الـــله خــلــف كــــل شــــــهـيـد فارق الأرض فرحة فى السماء
أنــا صــــوت من ربـــى الجنة يـا مصــــر ينادى أنا سيف يرد الله به شمل
الأعادى
فـــى سبيـــل مصــر عــمرى وجهــــادى اذكرينى كلما ودعت الدنيا شهيدا
أنا حى عند ربى خالد رغـم التنـائى أكرم الناس الذى مثواه دار الشهداء
رحم الله أنور السادات الذى عاش لنصر مصر ومات شهيدا فداء نصر مصر مع كل شهيد فداء أرض مصر وكما يقولون لنا من رحاب الله وهم أحياء عند ربهم يرزقون بإذن الله: إن سألتم مصر عنى من أنا قالت فدائى.
وبعد كل عام وأنتم ومصر بألف خير بمناسبة عيد سيناء، وعيد سيناء يستهدف إحياء الذكرى الوطنية، ومازلت أسأل كلما حل عيد سيناء لماذا لا يعين وزير لسيناء حتى إقامة المشروعات وتشجيع رجال الأعمال على الاستثمار والقضاء على البطالة؟ لقد كنت أكتب هذا الكلام كلما زرت سيناء، سيناء التى يحكى عنها التاريخ.. سيناء الموقع والتاريخ حصن مصر الشرقى، ومعبر الأنبياء والرسل ومهبط الرسالات السماوية، والأمل بما يمكن أن تضيفه للاقتصاد المصرى.
فى سيناء حيث اتصلت الأرض بالسماء فى يوم مجيد من تاريخ العالم، حيث كلم الله موسى، واندك الجبل، وتلاشى أمام جلال الخالق سبحانه وتعالى.. وتسمعت فى جنبات الوادى المقدس كلمات رب العزة جل وعلا.. «يا موسى إنى أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادى المقدس طوى» وفى وديانها كانت أغنام نبى الله شعيب ترعى وعلى شطآنها كانت آيات الله دروسا يلقيها الخضر عليه السلام إلى سيدنا موسى.. وفى شمال سيناء فقد سارت عليه الأنبياء فكانت خطوات سيدنا إدريس عليه السلام متجها إلى أرض الكنانة حاملا معه رسالة السماء ومعلما لأبناء وادى النيل العظيم عقيدة البعث.. وهاهو أبوالأنبياء إبراهيم عليه السلام ومعه زوجته سارة وبرفقتهما السيدة هاجر، حيث تزوجها سيدنا إبراهيم وأنجب منها سيدنا إسماعيل أبوالعرب وجد النبى محمد - عليه الصلاة والسلام - وتحمل رياح سيناء قصة سيدنا يوسف عليه السلام، وكان لسيناء شرف استقبال سيدنا عيسى المسيح عليه السلام وأمه مريم وهو مازال طفلا ومعهما يوسف النجار فى رحلة الهروب إلى مصر، حتى كانت سيناء الطريق الذى سارت عليه قوات صلاح الدين لمواجهة الصليبيين.
وبعد.. وبصرف النظر عما تحظى به سيناء فى التاريخ ففى سيناء أيضا وهى عامرة بالموارد من أهمها الشعب المرجانية ونوادى الغطس تحت الماء ومساحتها تزيد كثيرا على مساحات دول مثل لبنان وقطر.
وعلى الماشى وبمناسبة الذكرى الثانية والثلاثين لعيد سيناء، سيناء يا عالم التي كان أمير الشعراء أحمد شوقى بك أول عضو معين فى مجلس الشيوخ عن دائرة سيناء عام 1927 وقد كتب له الشاعر خليل مطران يهنئه قائلا:
قبس بدا من جانب الصحراء
هل عاد عهد الوحى فى سيناء
يا شيخ سيناء التى بعث
الهدى من تيهها فى آية غراء
أين يا عالم تنمية سيناء التى كان واضع بداية مراحلها شهيد العلا أنور السادات.. أين؟
وأخيرا.. كل هذا الكلام كتبته كثيرا كلما كنت أزور سيناء وأعيش فيها أيام كان زوجى العزيز لايزال فى الجيش بعد حرب أكتوبر ومازلت أطالب بوزير لسيناء ونجعلها العاصمة الثالثة لمصر بإذن الله ونطلب من رب العزة أن يكفينا شر أنفاق القتلة البلطجية المتسلقين من حماس و أهلهم.
وهذه تحية وفاء لشهدائنا الأبرار الذين جادوا بأرواحهم فى سبيل رفعة هذا الوطن وسطروا صفحات المجد والفخار على هذه الأرض الغالية.. وتحية حب وعرفان لقواتنا المسلحة الباسلة درع هذا الوطن وعلى جميع الجهود التى تقدمها لأبناء سيناء من أرض البطولة والفداء.
والله محبة.. هذه تحية ودعاء الله يقدس روحه الفريق فؤاد عزيز غالى الذى حارب وانتصر على أرض سيناء وكان أول محافظ عسكرى لسيناء.
وإليكم الحب كله وكل عيد سيناء وأنا وأنتم والحبايب بألف خير وحب.
وتصبحون على حب.







