مديحة عزت
قراءة فى التاريخ القريب
اخترت هذه الأبيات لشاعر الشباب أحمد رامى يقول فيها :
يـــا دعـــاة الـحـــق هــــذا يـومـنــــا لاح فى آفاقه نور الرجاء
واصـلـوا الـسـيـر عـلـى وقـع الـمـنى فى قلوب عامرات بالإخاء
الـصـبـــاح بـاســــم الآمـــــال نــــــاد فاستنيروا بالهدى ثم سيروا
سدد الله خطاكم فى سبيل العاملين حقق الله مناكم فى سماء الخالدين
مـهمـا يكـن سبيلنـا إلى المنى طويل فصبرنا على الضنى بنصرنا كفيل
ومن ذكر التاريخ أذكر اليوم ذكرى وفاة واحدة من أعظم نساء التاريخ المصرى التى رحلت فى مثل هذه الأيام من شهر أبريل سيدة الصحافة والفن أستاذة الصحافة فاطمة اليوسف التى أودعنا جسدها القبر منذ «54 سنة» تاركة تاريخا عظيما «فنيا وصحفيا» فقد كانت أول سيدة فى مصر تصدر مجلة سياسية باسمها المسرحى وتصبح من أشهر الصحف السياسية فى مصر والتى أصبحت اليوم مؤسسة صحفية كبيرة بل من أكبر المؤسسات الصحفية فى مصر رحلت فاطمة اليوسف وتركت تاريخا صحفيا وقائمة بأسماء من كبار رجال الصحافة والأدب الذين بدأوا فى روزاليوسف وكبروا فى روزاليوسف وكانت العزيزة فاطمة اليوسف أول من بدأ فى توظيف الفتيات وهى التى جعلت من بعضهن أشهر الصحفيات وأقدر المديرات وأشرف العاملات فاطمة اليوسف التى لم أحب بعد أمى أما غيرها.. كانت أغلى عندى من وجدتىَّ .. كان فرق السن بيننا كبيرا ولكن كان التفاهم والتقاء الأرواح قريبا جدا.. صدقتها كما لم أصدق أحداً قبلها ولا بعدها كانت ترتاح لى وكنت أرتاح معها كنت ألتقط ما تريد أن تقول قبل أن تنطق وكانت تقرأ ما فى نفسى مجرد أن تلقانى.. علمتنى الكثير واختصتنى بأدق أسرارها وذكرياتها كانت ترتاح وتسعد كثيرا فى إعادة الماضى، كانت رحمها الله تقول لى.. من لا ماضى له ليس له مستقبل.ماضى الإنسان تاريخه الذى يستفيد منه فى المستقبل.. كانت تطلب منى الاحتفاظ بكل ورقة مكتوبة حتى لو كانت كارت معايدة كانت تقول كل كلمة لها وقت نرجع لها عند اللزوم،رحم الله أستاذة الصحافة فاطمة اليوسف التى آمنت برسالة قاسم أمين محرر المرأة وحققت أهدافه بتشغيل المرأة فى جميع المجالات على هذا النحو العملي ولم تكتب بسيرته وجهاده بقدر ما نفذت تعاليمه وكان إعجابها بجهاده واضحا.. ولما نزل بها قضاء الله دفنت إلى جواره فى مقبرته كأى تلميذة تؤمن بزعيم وتراه قمينا بالصحبة الطويلة فى عالم الخلود!! وكما قال عمر الخيام.. نفسى خلت من تلك الصحاب.. لما غدوا ثاوين تحت التراب.
وقبل أن ندخل فى قراءة التاريخ أحب أقول المثل القائل ما أشبه اليوم بالأمس.. وأقول ما أشبه الأمس باليوم.
أولا.. رغم أهمية وجود دستور للبلاد تدور معارك التكالب على الرئاسة.. والسؤال الذى يجب أن نسأله بوعى وجدية «أين الجيل الجديد الذى خلقته الثورة؟! مرة ثانية أين الأبطال المدنيون من الشباب بدأت الثورة بهم.. أين الأبواب الموصدة التى فتحها القادة أمام الجيل الجديد.. الجيل الذى عاش مكافحا محروما مضطهدا فى وطنيته مضطهدا فى آرائه واشتد به الاضطهاد حتى أحرق نفسه ليشعل ثورة عسى أن تأتى إليه بالنور.. لقد كانت المهمة الأولى للقادة.. أن يزيلوا الفساد ليطفوا على السطح جيل جديد من الشعب.. مجرد سؤال.. ورأى.
على فكرة الدستور ليس منحة من أحد وإنما هو ثمرة من ثمار جهاد الأمة السيادية التى يجب أن تكون بارزة فى نصوصه وعلى هذا الأساس نشترك فى العمل ونستعجل ظهور دستور الأمة فى أشد الحاجة إلى حياة دستورية صحيحة.
أما القراءة من التاريخ فسأكتفى هذا الأسبوع بالعناوين التى كانت من بداية فبراير عام 1953 تتصدر عناوين الأحداث بعد ثورة يوليو 1952 والاستفتاء على لجنة تعديل دستور «1923» وتعيين رئيس للجمهورية التى لم تكن أعلنت.
عنوان لمقال سليمان حافظ.. يقول:
أؤيد بقاء الأحكام العرفية بالقدر الحالى.. لقد ألغى البوليس السياسى!!
ومن عنوان لأحد أعضاء لجنة الدستور لم يذكر اسمه فى المقال.
المطالبة بمحمد نجيب رئيسا للجمهورية «7 سبع سنوات» تتجدد مرة واحدة.. محمد نجيب يستقيل من منصبه العسكرى قبل أن يتولى الرئاسة!!
وعنوان فى كل الصحف «البحث عن الدكتور عبدالرازق السنهورى ليبدى رأيه فى لجنة الدستور ولم تجده!!
المرشد العام للإخوان يتحدث والعناوين!!
الإخوان لاينضمون إلى هيئة التحرير!! الإسلام يؤيد الرأى المطلق لا الحاكم المطلق!! الوطنية كلمة لا وجود لها فى قاموس الحقيقة!!
وزعماء الإخوان أيامها فى حديث لهم فى روزاليوسف قال الأستاذ صالح عشماوى - المتحدث باسم الإخوان -:
الإخوان لم يؤدوا واجبهم فى الظروف الأخيرة!!
لقد ضعفت صلات الإخوان بالجامعة العربية!!
أما الأستاذ عبدالقادر عودة وكيل جماعة الإخوان فيقول.. المسلمون وحدهم هم الذين لايخشون الشيوعية!!
انتهى الإخوان ورجال القيادة إلى التوحد فى سبيل غايتين!! الإسلام قد أعطى المرأة حقوقا لايتمتع بها أكثر نساء العالم!!
والأستاذ فريد أنطون عضو لجنة الدستور: لجنة الدستور تنظر اقتراحا بإلغاء القضاء الشرعى والملى، الزواج ليس مسألة دينية بحتة بل ضرورة اجتماعية!! مطالبة أصحاب الأموال فى الخارج بإعادة أموالهم لمصر.. شهر سجن ومصادرة الأموال عقاب المهربين!!
على ماهر باشا.. البرلمان فى الدستور الجديد
حق الانتخاب مقصور على المتعلمين.. ونقترح للمرأة حق الانتخاب إذا أرادت!! سرية جلسات الدستور.وأنا أقول ياريت السادة لجنة دستورنا اليوم يعنى دستور «2012» يؤكدون على قصر الانتخاب على المتعلمين - حتى مصر تتخلص من جهلة الناخب والمنتخب كما حدث فى مجلسنا الأخير الذى لايعلم بجهل أعضائه إلا الله والناخبون الأميون!!
ومن عناوين السيدة روزاليوسف.. «الحرية» تصنع الدستور!!
وأخيرا.. أصدرت لجنة الدستور عام «1952» شروط رئيس الجمهورية:
«مصرى - مسلم - 40 عاما لاينتمى لأحزاب وإذا كان ينتمى إلى حزب فيجب أن يستقيل» ألستم معى كم أشبه الأمس باليوم!!
وهذه هديتى إلى الأصدقاء.. من الإخوان المسلمين.. هذه الوصية.. للزعيم الكبير حسن البنا من الوصايا العشرة للإمام حسن البنا.. الوصية العاشرة «الواجبات أكثر من الأوقات.. فعاون غيرك على الانتفاع بوقته وإن كان لك مهمة فأوجز فى قضائها»
وإليكم الحب كله وتصبحون على حب.









