السبت 17 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

صناعة النجاح

صناعة النجاح
صناعة النجاح


مع تجدد نشاط بركان العنف المصرى الذى افتتح موسمه الجديد من مسرح ميدان العباسية وما تبع ذلك من تزايد الخوف - بل الرعب - على مستقبل هذا البلد، يأتى خبر استمرار المهندس إبراهيم محلب رئيسا للمقاولون العرب إعلانا عن بقاء الأمل فى أن تسترد مصر عافيتها الذهنية وأن تستعيد قدرتها على اتخاذ قرارات مصيرية صحيحة وصائبة تضمن أن نستمر فى استثمار عناصر ثروتنا البشرية التى تعد سلاحنا الأقوى ورهاننا الحقيقى من أجل استعادة ما يليق بنا من موقع رائد على المستويين الإقليمى والعالمى.
 
قرار استمرار محلب فى موقعه لم يحكمه - فى رأيى - سوى تغليب المصلحة العامة وإدراك من يديرون شئون البلاد لحقيقة الرجل وحجمه على المستويين الشخصى والمهنى وفهمهم الصحيح لماهية المقاولون العرب وأنها ليست مجرد شركة اعتيادية من بين آلاف الشركات التى لا يسمع بها أحد خارج محيط البضع مئات من العاملين بها بل هى كيان عملاق يجب أن نعمل جميعا على تنمية وتفعيل قوته الناعمة - وبالتالى قوة مصر - تلك القوة والقوى الجبارة التى تظهر بوضوح وبشكل خاص فى محطينا الأفريقى بالغ الأهمية، حيث تتناثر فروع عديدة للشركة هناك وحيث يترجم الملايين من الأفارقة حسم المقاولون العرب إلى مصر والعكس ومن هنا فإن اختيار من يقود هذا الكيان الذى اشتركت مصر كلها فى بنائه وليس آل عثمان بمفردهم طوال أكثر من ستين عاما مضت، اختيار هذا القائد يجب أن يخضع لمعايير عملية لا تعرف ترف العاطفة ولاتعترف بتطرف الأهواء وقيادة وتوجيه واستغلال طاقات ومجهودات وفكر أكثر من مائة ألف عامل تضمهم وتحتويهم إدارات وفروع المقاولون العرب وشركاتها التابعة والمنبثقة، قيادة فريق عمل بمثل هذا الحجم الذى ربما يفوق حجم وتعداد بعض الدول ليس بالعمل الهين ولا بالمنصب التقليدى الذى يمكن أن تكله الدولة إلى شخص ما تنطبق عليه شروط ولوائح شئون العاملين وتحكمه الأقدميات وسنة التخرج والمقاولون العرب ليست شركة حصلت عليها مصر بالصدفة حتى نجعل مستقبلها عرضة للتجارب.
 
إبراهيم محلب الذى حكمت مصر له وعليه بأن يستمر فى موقعه يواجه مجموعة هائلة من الأعداء على رأسهم هؤلاء الذين يتهمونه بالملائكية ويروجون - حبا أو نفاقا - أن الخطأ لا يأتيه من بين يديه أو من خلفه.. الرجل وبشكل إجمالى قيادى ناجح، بل وشديد النجاح ولكنه يخطئ ثم يصيب وشخصيا كان مبعث فرحتى الحقيقية باستمراره فى العمل ليس بقاءه فى قيادة معركة العمل والإنتاج تلك المعركة التى وضع الرجل لها وقبل سنوات أسسها وضوابطها ولكن الفرحة والأمل مبثعهما أن يبدأ - أو يكمل - معركته الأهم فى الإصلاح والتجديد اللذين تحتاجها المقاولون العرب حتى يضمن عشرات الألوف من العاملين حقهم الطبيعى فى التعبير الديمقراطى عن آرائهم ومخاوفهم وشكاياتهم دون خوف من تعسف وغشم القيادات الصغيرة الهوجاء التى ترفض التخلص من ديكتاتورية الماضى، محلب، وبالرغم من استعانته بغير قليل من المعاونين شديدى الكفاءة إلا أنه فى حاجة إلى المزيد منهم فى كل موقع حتى تتقلص إلى أقصى درجة ممكنة فرص تزوير الإرادات قبل تزوير الذمم كما أنه فى حاجة إلى استغلال من لديه من مفكرين ومبدعين فى كل مجال وأن يجمعهم حوله - دون أن يحجبوا عنه الرؤية - ليشاركوه فى وضع مشروع قومى مصرى جديد تزرع المقاولون العرب - كعادتها - بذوره لتشترك فى رعايتها وتشارك فى استثماره فيما بعد كل المؤسسات والكيانات وعلى رأسها رئيس مصر المقبل أيا كان اسمه وتوجهه..
 
إمكانات المقاولون العرب - عن معاينة ويقين - بغير حدود وما تضمه من كفاءات بشرية يفوق توقعات أكثر المصريين تفاؤلاً وكل المطلوب من محلب فى الفترة المقبلة أن يضع كل كفاءة لديه فى موقعها الصحيح حتى نضمن أن نحصد فى سنوات قلائل مقبلة مئات الناجحين مثل رجل اسمه.. إبراهيم محلب.