الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

منتخب الكبار.. أم منتخب الشباب؟

منتخب الكبار.. أم منتخب الشباب؟
منتخب الكبار.. أم منتخب الشباب؟




 
ظلت الشاشة الصغيرة حكرا على نجوم بعينها لسنوات طويلة وظلت المنافسة محدودة بين جيل الكبار فيما بينهم، إلى أن ظهر فصيل من النجوم الشباب، لا أقول إنه سحب البساط من تحت أقدام الكبار الذين مازالوا يملكون أدواتهم ويؤكدون موهبتهم التى تتنامى مع الأيام، ولكن بدأوا يشاركونهم فى المنافسة وفى الجماهيرية ويشكلون خطورة عليهم، وإن كنت أتمنى أن يظهر فصيل آخر لتشتد المنافسة ولنقضى على الاحتكار سواء فى كم الأعمال أو فى حجم الأجور.. ما أراه اليوم من منافسة قوية بين جيلين يذكرنى بقطبى الكرة المصرية الأهلى والزمالك اللذين ظلا محتكرين البطولات فى الوقت الذى ظلت فيه الفرق الصغيرة محلك سر ولا تفعل شيئا سوى الاكتفاء بالجلوس فى مقاعد المتفرجين إلى أن حدثت طفرة قوية فى الفرق الصغيرة التى أصبحت ندا لقطبى الكرة كما أصبحت لهم قاعدتهم الجماهيرية التى تمثل لهم الدافع المعنوى نحو الاستمرار فى حالة الانطلاق..
 
 
هكذا أصبح الحال فى ملاعب الدراما الرمضانية، تعددت الأقطاب ولم يعد هناك «عادل إمام» و«محمود عبدالعزيز» فقط ولا «نبيلة عبيد» و«نادية الجندى» ولا «يسرا» و«ليلى علوى» بل أصبحت الساحة تتسع للجميع ومليئة بالنجوم الشباب الذين صنعوا أنفسهم وسط الكبار.. السؤال الذى يطرح نفسه هنا مادامت المنافسة بين قطبى الدراما ستكون حامية الوطيس فى رمضان.. فياترى.. من سيهزم مَنْ؟ منتخب الكبار.. أم منتخب الشباب؟ وإن كنت أتمنى فى النهاية أن تكون النتيجة لصالح إسعاد الجماهير وإمتاعهم بصرف النظر عمن الفائز ومن الخاسر!!
 
منتخب الكبار يضم ولأول مرة هذا الكم من الفراودة وهو ما لم يتحقق لموسم درامى من قبل، «عادل إمام» «رأس الحربة» من المفترض أن يحقق الكثير من الأهداف خاصة بعد طول غياب عن التهديف التليفزيونى والذى بدأ يستعد له بقوة، «إمام» يعتمد فى رهانه وتحقيق النجاح والمراوغة على غيابه الطويل عن الشاشة الصغيرة واشتياق الجمهور لرؤيته داخل بيوتهم ولذلك ينزل «إمام» إلى الملعب بكل قوته الأدائية خاصة بعد اهتزاز صورته أمام جمهوره وتهديدهم بالعزوف عن رؤية أعماله بعد تصريحاته المتضاربة عن الثورة والثوار.
 
أما صانع الألعاب «محمود عبدالعزيز» والذى تتشابه ظروف غيابه عن الشاشة الصغيرة لسنوات طويلة مع «عادل إمام» فهو يميل إلى أن يعود إليها بأسلوب أدائى مختلف خاصة أن ترمومتر النجاح الفنى الخاص به متذبذب منذ فترة رغم «الحالة الخاصة» التى ظهر عليها فى فيلم «إبراهيم الأبيض» إلا أنها كانت حالة ساكنة وقتية لم تعلق بقوة فى الأذهان، كما أن تجربة «محمود المصرى» التى قدمها فى التليفزيون منذ أكثر من 12 سنة لم تكن على قدر كبير من النجاح مثل تجربته الأولى «رأفت الهجان» ولذلك فـ«باب الخلق» هى محاولة الإنقاذ الأخيرة لـ «محمود عبدالعزيز».. حارس مرمى الدراما المصرية «نور الشريف» والذى يعتبر إحدى تمائمها مازال يحتل صدارتها كنجم لها لا ينافسه فيها إلا «يحيى الفخرانى» التميمة الأخرى فكلاهما اعتاد اللعب على هذا الملعب تماما مثل لاعب الكرة الشراب الذى يتفوق على أمهر لاعبى «التيرتان» إذا نازله فى ملعبه ــ نور بعد رائعته الملحمية «الرحايا» يعود بملحمة أخرى هى «عرفه البحر»، ويشكل «نور» - كحارس مرمى - و«الفخرانى» - كخط دفاع - قوة ضد أى إختراق للدراما المصرية ويحميانها من أى هجوم مباغت، وأتصور أن «الفخرانى» فى «الخواجة عبدالقادر» سيتفوق على «وائل جمعة» فى دفاعه عن مرماه عندما نجح فى عرقلة أمهر لاعبى العالم «دروجبا» و«إيتو». رغم غياب «يسرا» العام الماضى عن الدراما بسبب أحداث الثورة، إلا أنها تعود هذا العام وكلها إصرار على تعويض ما فاتها من إحساس بطعم النجاح الرمضانى من خلال «شربات لوز»، والتى تحاول من خلاله إثبات أنها مازالت تحتفظ بلياقة أدائية عالية لاتقل عن لياقة الشباب. نفس اللياقة تحاول كل من «نبيلة عبيد» التى تحل ضيفة على الجزء الثانى من «كيد النسا» وشريكتها فى المسلسل «فيفى عبده» إثباتها وأنهما مازالتا قادرتين على العطاء، ولكن هل العطاء سيكون بنفس الأنوثة التى يحتاجها مسلسل اعتمد فى جزئه الأول عليها اعتمادا كليا؟! أم أن العطاء سيكون من خلال الاكتفاء بالأداء التمثيلى التراكمى فقط؟! الملعب سيكشف حالتيهما المهارية!!
 
«ليلى علوى» هى الأخرى غائبة عن الدراما الرمضانية العام الماضى بسبب الثورة واحتسابها على الفلول لزواجها من «منصور الجمال» عم «خديجة» زوجة «جمال مبارك» وكان لحالتها النفسية السيئة الدافع وراء هذا الغياب، ولكن هل زال السبب النفسى واستعادت لياقتها، خاصة أن المسلسل الذى تعود به يعتبر من العيار الثقيل الذى يحتاج إلى مهارة أدائية ونفسية عالية؟ وهو فى تقديرى لا يقل ضخامة عن فيلم بحجم «المصير» ليوسف شاهين والذى شاركت فى بطولته. «العمدة» صلاح السعدنى الذى يحتل خط الوسط وهو ما يمثل منطقة الأمان بالنسبة للدراما المصرية نتمنى أن يتألق كعادته فى المراوغة والتمريرات بمهارة عالية من خلال «الإخوة الأعداء». وعلى «حافة الغضب» يقف «حسين فهمى» تشاركه «إلهام شاهين» فى «قضية معالى الوزيرة» فى مركزى الجناح الأيمن والأيسر فى محاولة لتمرير الكرات علها تسفر عن أهداف تضاف إلى رصيدهما. على دكة الاحتياطى لمنتخب الكبار يجلس كل من «عزت العلايلى» و«فردوس عبدالحميد» فى «ويأتى النهار» وهو العمل الثانى الذى يشتركان فيه معا بعد «الشارع الجديد» وإذا كان «الشارع الجديد» قد قابلته عثرات أثرت على نجاحه الجماهيرى بشكل لافت، فإن أملهما فى تعويض ما فات معقود على «ويأتى النهار». كما تجلس كل من «بوسى» و«دلال عبدالعزيز» فى «الخفافيش» وكلتاهما غائبة عن جمهورها منذ فترة، صحيح قد تكون فترة قصيرة، لكن الخوف أن تكون هذه الفترة رغم قصرها قد أثرت على لياقتهما ومهاراتهما الأدائية، فى الوقت الذى يتمنى فيه «مصطفى فهمى» أن يصنع مع «إلهام شاهين» فى «قضية معالى الوزيرة» نفس النجاح الذى حققاه معا فى «قصة الأمس».
 
يقف منتخب الشباب ندا قويا شكلا وموضوعا، فمعظم التمريرات التى خطط لها المنتخب هذا العام قوية ومثيرة وحتما ستكون مختلفة لإصرارهم على المنافسة وبقوة. نحن لا نريد التأثير على الرأى العام، خاصة أن منتخب الكبار لديه أيضا من الإثارة فيما يقدمه الكثير، وسنترك للمشاهد الحكم، أما فيما يتعلق بمنتخب الشباب فيدخل المنافسة وفى قرارة نفسه الفوز بسبب عوامل كثيرة منها جماهيرية بعضهم التى تتصاعد بشكل مستمر، رغم أفول نجومية البعض الآخر - إلى حد ما - مثل «محمد سعد» الذى يطل على جمهور التليفزيون بعد فترة غياب طويلة امتدت لأكثر من 15 سنة. يعود إليهم بـ«شمس الأنصارى» والذى تغير اسمه إلى «الأبعدية». «سعد»   بداخله رغبة أكيدة فى استرداد جمهوره الذى افتقد الكثير منه بسبب تمسكه بشخصية «الليمبى» التى قدم منها ما يقرب من 9 نسخ عبر أفلام مختلفة، والتى أدت إلى انصراف جمهوره العريض الذى مل من تكرار الشخصية التى أصبحت فقيرة ولم يعد بها الجديد الذى يقدمه . تسخين «سعد» للنزول إلى الملعب كـ«رأس حربة» الشباب استغرق وقتا طويلا وتفكيرا كبيرا فى محاولة لتغيير وجهة نظر الجمهور تجاهه.. «كريم عبدالعزيز» هو «البلاى ميكر» أو «صانع الألعاب» الذى غاب أيضا عن جمهوره التليفزيونى العريض ليستعد له بـ«الهروب»، نجما مطلقا فى عالم التليفزيون، وليس كمجرد اسم من ضمن الأسماء. نفس الشىء بالنسبة لـ «أحمد السقا» الذى أعادته «الخطوط الحمراء» إلى الشاشة الصغيرة والتى شهدت بداياته الأولى من خلال مسلسل «من الذى لا يحب فاطمة». «السقا» الذى يتميز بلياقته البدنية والتى تعتبر السمة الأساسية فى معظم أفلامه فهو يعتبر «ليبرو» المنتخب الذى يعود إلى الشاشة الصغيرة بنفس اللياقة البدنية والأدائية. يحسب لـ«هانى رمزى» أنه يجيد تقديم الكوميديا السياسية عن كوميديا «الفارس»، ولذلك نجده متفوقا من بين جيله فى هذه النوعية التى يعود بها إلى الدراما التليفزيونية ليكون إضافة درامية إلى منتخب الشباب فى مواجهة منتخب الكبار. فى «ابن النظام» يشحن «هانى» كل طاقته كـ«خط دفاع» لمنتخبه، وكله إصرار على أنه لن يقبل فى هذه المباراة سوى الفوز وبأكبر عدد من الأهداف.
 
حلمها أن تقدم «تحية كاريوكا» هو الذى جعل «وفاء عامر» تدخل معسكرا مغلقا لدراسة هذه الشخصية الصعبة المعقدة لتطوعها بشكل مرن تراهن به، وسط هذا الكم الهائل من دراما رمضان القادم ويجعلها جاهزة للتسديد فى أى وقت. «شريف منير» حارس مرمى الدراما الرمضانية بعد أن قدم أوراق اعتماده فى «قلب ميت» وكان حائط صد قويا أمام التهديف ضد الدراما المصرية، يزداد إصرارا فى «الصفعة» على أنه لن يكون حائط صد فقط ضد العدو بصفته أحد رجال المخابرات الذى من المفترض أن يمنع تسريب أية معلومات إليهم، بل حائط صد قوى لمنع تسريب أية أهداف فى مرماه.
 
 
«فى غمضة عين» اكتشاف للجناح الأيمن «أنغام» كموهبة تمثيلية بعد أن صالت وجالت كنجمة غنائية لتشارك جناحها الأيسر «داليا البحيرى» فى الهجمات وتمرير الكرات محاولتين تحقيق أهداف عن طريقهما لمنتخبهما، أما الظهير الأيمن والأيسر فتمثلهما «حنان ترك» فى «الأخت تريزا» وهى حالة أظنها ستكون طفرة فى مسيرة «ترك» الفنية كشخصية مختلفة، وبالتالى سيكون الأداء مختلف بعد أن عاشت نفس الحالة الأدائية والمتميزة مع اختلاف النوعية فى «سارة» نفس الحالة أظنها ستكون مع «منى زكى» التى تعود إلى الشاشة الصغيرة بعد أن قدمت «السندريللا» منذ ما يقرب من 5 سنوات، ولكن هذه المرة صوتا فقط فى المسلسل الكارتونى «عروس البحر» وهو تنوع مختلف فى حياتها الفنية تقدمه لأول مرة .
 
يتبقى خط الوسط «أحمد رزق» فى «الإخوة الأعداء» ليكون هو صمام الأمان لاختراق منتخب الكبار. هذا التألق يعيشه «رزق» منذ أن قدم «العار» فى العام قبل الماضى.
 
يجلس على دكة الاحتياطى كل من «مصطفى شعبان» فى «الزوجة الرابعة» و«مجدى كامل» فى «ابن موت»، و«خالد صالح» فى«9 جامعة الدول العربية»، و«ياسر جلال» فى «النار والطين»، «أحمد عزمى» فى «الأخت تريزا» و«عمروسعد» فى «خرم إبرة» و«يوسف الشريف» فى «زى الورد»، وإن كان لايمنع أبدا أن يكون من بين الاحتياطى من هو أمهر وأكثر قدرة على التهديف من اللاعب الأساسى والدليل على ذلك «محمد ناجى جدو» الذى كان يعرف طريقه إلى المرمى للتهديف فى الوقت المناسب.
 
 المباراة حتما ستكون مثيرة، ولكن هل ستعتمد المباراة على النفس الطويل أما على المهارات الأدائية أم على النجومية أم على الخبرات التراكمية؟! هذا ما سنراه فى دراما رمضان بمشيئة الله. فلننتظر النتيجة.