الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

وداعا.. أستاذى

وداعا.. أستاذى
وداعا.. أستاذى


لا أعرف من أين أبدأ.. مهما اختلفنا مع توجهاتك السياسية ورؤيتك فإننى سوف أتحدث عن عبدالله كمال الإنسان الذى فتح أبواب رزق لمئات الشباب بجريدة روزاليوسف والتى يعود إليه الفضل فى إعادة نشرها من جديد.
 
 
لن أنسى أبدا مواقف كثيرة وحكايات شاركتنا فيها.. وهموما تحدثت فيها.. كانت بداية تعرفى بك من خلال علاقة عمى سمير عيد السرية والتى رفض أن يفصح لى عنها طوال مشوارى الصحفى معك.. حكايتى بدأت عندما كنت ترأس مكتب الراى الكويتية وذهبت إليك وأنا فى السنة الثانية بكلية الإعلام فى عام 2004 وكنت وقتها أتدرب فى جريدة صوت الجامعة التى تصدرها الكلية، وقد اخترت آنذاك جامعة الأزهر لتغطية أخبارها والأنشطة الطلابية بسبب حب والدى الشديد لهذه الجامعة التى تخرج من كلية اللغات والترجمة وباعتباره أول رئيس اتحاد طلبة يتولى رئاسة الاتحاد لدورتين متتاليتين فضلا عن كونه أول رئيس اتحاد يكسر قواعد الجمود داخل جامعة الأزهر حتى إنه كان يحكى لى إنه فى إحدى المرات رفض أن تعلق لافتة مكتوب عليها الجماعة الإسلامية مما عرضه للمساءلة من بعض الجهات الأمنية وكان رده ببساطة جماعة إسلامية داخل جامعة الأزهر منارة الوسطية فكان مشاغبا، ولحبه الشديد لهذه الجامعة أصررت على تغطية نشاطها.
 
 
المهم قابلت عبدالله كمال أول مرة فى مكتبه فى الراى وطلب منى حوارا مع رئيس الجامعة د.أحمد الطيب إلا أننى اختفيت 3 أسابيع أحاول تحديد موعد معه، وبالفعل أجريت الحوار الذى أبدى إعجابه به بعد أن لامنى على الـتأخير قائلا لى: «أهلا بك فى مكتبنا المتواضع».
 
 
ومرت الأيام.. وكان حريصا على عمل اجتماع أسبوعى ليجمع كل الصحفيين لنطرح أفكارنا ولنتبادل المناقشات على الساحة السياسية.. وذات مرة طلبت منه أن أذهب إلى روزاليوسف كان وقتها نائب رئيس تحرير فقال لى: استنى شوية أنت لسة صغيرة وفى المجلة عمالقة.. إلا أنه بعد ثلاثة أيام وجدته يتصل بى ويقول تعالى.. شعرت وقتها بفرحة غامرة إننى سوف أدخل هذه المؤسسة العريقة التى صنعت عمالقة الصحافة التنويرية ليس فقط فى مصر وإنما فى العالم العربى جميعا.. وبالفعل نجحت فى دخول هذه المجلة العريقة وبدأ الأستاذ عبدالله يكلفنى بعمل تحقيقات ميدانية فى الشارع واستطلاعات رأى ولم يبخل فى فرد مساحات لى كانت تصل إلى 4 و5 صفحات لصحفية شابة تحت التمرين فى الوقت الذى كان يختصر فيه بعض الأعمدة والتحقيقات لكتاب داخل المجلة.
 
 
رحمك الله يا أستاذ عبدالله .. نم فى قبرك واسترح.. فأعمالك الخيرية التى لا يعلم عنها إلا الله هى الباقية.. وستظل ذكراك فى قلوبنا.. وسيذكر التاريخ مشوارك المهنى وسيرتك الإنسانية العطرة.