الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«حمدين صباحى».. الابن الضال!

«حمدين صباحى».. الابن الضال!
«حمدين صباحى».. الابن الضال!


 
كان من المؤلم للمرشح الرئاسى «حمدين صباحى» أن يجد الورثة الشرعيين للمشروع «الناصرى» متخلين عنه، على الرغم من تمسكه منذ أن كان طالبا جامعيا يقف فى مواجهة الرئيس الراحل «أنور السادات» مرورا بحديثه عن الفكر القومى العربى الذى تبنته مصر فى عهد «ناصر» واعتماد الرؤى التى يطرحها بحقوق العمال والفلاحين والفقراء، إلا أن أبناء التجربة الناصرية خرجوا عنه واتجهوا إلى المرشح الآخر المشير عبدالفتاح السيسى الذى لم يجهر صراحة بإعادة وإحياء المشروع الناصرى.
 
ما بين أبناء الزعيم عبدالناصر كل من هدى ومنى وعبدالحكيم والأحفاد أيضا مرورا بكتاب ومثقفين ناهضوا أنظمة «السادات»، و«مبارك»، و«مرسى» ودفعوا ثمنا لذلك فى السجون والمعتقلات من جهة، أو عاشوا وسط مضايقات لتمسكهم بهذا الفكر الذى عارض سياسات هؤلاء الرؤساء، كان التبرؤ من جانب الورثة «الناصريين» وليس ذلك فقط، بل طالبوه بعدم احتكار الفكر الناصرى أو الحديث باسمه، وعملوا على الهجوم عليه لصالح المرشح الآخر.
 
«روزاليوسف» استطلعت آراء بعض «الناصريين» حول هذا الموقف وأسبابه على الرغم من مساندة بعضهم لـ «حمدين صباحى» سياسيًا فى العقود السابقة، ودعموه بشكل مباشر فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة عام .2012
 
فى البداية تقول الكاتبة «فريدة الشوباشى» ذات الاتجاه الناصرى: إن من انتخب «حمدين صباحى» وهم ما قدرتهم بـ 5 ملايين صوت فى الانتخابات الرئاسية السابقة فى عام 2012 كان لعدم وجود شخص يغرى التوجه السياسى فى ذلك الوقت أو يخدم فكرة العدالة الاجتماعية وأهمية القضية، وصباحى كان يطرحها بصفته رجلا خرج من الوطنية المصرية وتمسكه بالصفات والمبادئ التى كان يطرحها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، لكن فيما بعد تغيرت المواقف لجميع السياسيين نظرا للظروف التى مرت بها مصر، وظهر ذلك فى مواقف كل الأحزاب التى رجحت كفة المشير عبدالفتاح السيسى الذى أنقذ وطنى مصر من مصير حالة «السواد» والضياع التى كانت تمر بها الدولة.
 
وأردفت «الشوباشى»: البعض يقول إن ما أقدم عليه «السيسى» كان واجبا محتما من خلال منصبه كوزير للدفاع، ولكننا نسينا أنه منذ عامين كان هناك وزير الدفاع السابق المشير طنطاوى الذى كان يحتم عليه منصبه حماية الشعب، لكنه تركنا وسلمنا للإخوان فى الوقت الذى وجدنا «السيسى» يتعامل برؤية أخرى، تستشعر الخطر الداهم بالتمزيق والانهيار نظرا لاندفاع «الإخوان» لعقد صفقة مع الأمريكان، تحمل مصالح نفعية متبادلة.
 
وأشارت الشوباشى إلى أن هناك من يقارن بين «حمدين» و«السيسى» بأن الأول تعرض للسجن والاضطهاد طوال حياته، وأن «السيسى» لم يتعرض لذلك، ولكن الحقيقة أن المشير تعرض لما هو أصعب عندما حمل رأسه على كفه وواجه ميليشيات الإخوان المسلمين منفذًا أوامر الشعب.
 
وتابعت: هذا الرجل أثبت أن مصر أغلى من حياته، فى المقابل يقارن شخص آخر نفسه به ويقول إنه تم سجنه 10 سنوات، فضلا عن أن المصريين هم من استدعوا السيسى للنزول إلى الانتخابات الرئاسية فى عام 2014 على الرغم من أننا انتخبنا حمدين من قبل وأنا كنت منهم إلا أن حمدين صباحى لم يعد رجل المرحلة لارتكابه أخطاء ومواقف لا يمكن قبولها من الناس مثلما قيل أنه سوف يحاكم السيسى أمام المصريين الذين يحبونه ويرونه فى صورة المنقذ لأنه لولا ما قام به «السيسى» ما أخذ حمدين هذه الفرصة وترشح فى الانتخابات الرئاسية، بالإضافة إلى أننى لن أنسى ما قاله «حمدين» بأن حركة «حماس» حركة وطنية، فى حين أن تلك الجماعة هى من قتلت الجنود وسرقت قوت الشعب المصرى فى البنزين والدعم التموينى، ثم تسرقه جماعة «حماس» لبيعه فى السوق السوداء، فهل من يقدم على ذلك يصنف على أنه حركة وطنية؟!
 
وقالت «فريدة»: أتوقع نزول الشعب المصرى أمام صناديق الانتخابات من أجل «السيسى» ، وهذا يتضح من أن الاتجاه العام فى حدود الثقة يذهب للسيسى على حساب حمدين، والناس يشعرون بأن ما يقوله الأخير ملىء بالتناقضات، وهذا ما لا يريده الشعب فى ضوء ما يمرون به، لاسيما أن حمدين تحدث بنبرة أنه إذا لم يأت رئيسا ستحدث ثورة ثالثة، موضحة أن «السيسى» أقرب للفكر الناصرى، وهذا يتضح بما خرجت به أمريكا بأنها لا تريد «عبدالناصر» جديدا فى إشارة إلى «السيسى» وليس حمدين، أى إذا كان هناك من يشبه عبدالناصر فهو «السيسى»، والوضع ليس كلمات تقال فهذا واقع لأن جمال عبدالناصر لن يحضر ويحكمنا مجددا، لكن من سيحكمنا هو الإرادة والحلم المصرى.
 
فيما يقول القيادى الناصرى أحمد الجمال: إن الناصريين هم جزء صغير ممن تخلوا عن حمدين، وهو لديه جماهيرية، والأمر لا يتعلق بأن الناصريين جميعا تركوه، لأن معظمهم لم يكونوا معه فى الأساس، بالإضافة إلى أنه لم يأخذ آراء الناصريين فى قرار ترشحه فى الوقت الذى اتجهنا فيه لتأييد «السيسى»، نظرا لما تمر به مصر من ظروف مضمحلة من حيث الجوانب الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وكان التوجه نحو الرجل المناسب للمهمة وهو انتخاب المشير عبدالفتاح السيسى، والأمر ليس تخليا عن حمدين صباحى بقدر ماهو اختيار للرجل الصحيح.
 
وأكد سيد عبدالغنى أمين عام الحزب الناصرى أنه ليس البعض من الناصريين هم من تخلوا عن حمدين، بل إنه تخلى عنه 90٪ من الناصريين، بعد أن تخلى عنهم وقفز من المركب، فنحن فى لحظة فارقة والناصرية هى مصر ونحن لم نتخلَّ عن مصر مثل جماعة الإخوان المسلمين، وكل ناصرى مصرى ويعرف أن كل مصرى هو الناصرى الأصيل وهذا ما قاله جمال حمدان فى كتاب «عبقرية مكان»، ونقول ذلك لأننا نفضل الوطن الذى يحتاج حاليا إلى الضرورة للانحياز لمصر قبل الانحياز للأيديولوجيات، ومصلحة الوطن هى الأعلى لمواجهة المشروع «الأمريكى -الصهيونى» والإخوان والإرهاب فى المنطقة العربية ومع مصر بوجه التحديد، إما أن ننتصر إلى مصر أو الشلة أو الجماعة، وهنا الناصريون ليسوا شلة أو جماعة، فقرار حمدين صباحى يتحمله وحده ولا يتحمله الناصريون.
 
وتقول الكاتبة الناصرية نور الهدى زكى: الوضع أصبح أكبر أو أخطر من أى انتماء فكرى أو أيديولوجى أو اعتبار الناصريين كتلة واحدة، فالناصريون عبارة عن كتل ويوجد بينهم خلافات كثيرة واختلافات أيضا فى قرارات ووجهات النظر الخاصة بهم وأغلبها خلافات شخصية على آراء ونفوذ سياسى خاص بهم، بالإضافة إلى أن ما يمر به الوطن من تهديدات يتطلب أن تتوارى الاختلافات والأيديولوجيات بعيدا عن المصالح والصداقات، فالناصريون تناولوا الأمر الذى يحافظ على مصر من الخارج والداخل من وجهة وطنية أكبر من الوجهة الناصرية، بالإضافة إلى أن حمدين لا يمثل الكتلة الناصرية المتشعبة المتنوعة الكبيرة وليس هو من يمثل الناصرية، والدليل اختيار عدد من الناصريين ليسوا بالقليل، منهم نجل الرئيس عبدالناصر المهندس عبدالحكيم، للسيسى لقيادة هذه المرحلة.
 
ويقول رفعت السعيد رئيس حزب التجمع: إن هناك مشاكل كبيرة بين الناصريين منذ بداية النشأة، وكانت هناك محاولات لوحدتهم إلا أن التوحد بينهم صعب وأرى أن هناك بعض التصرفات من حمدين لا تتفق مع الفكر الناصرى كانت السبب فى انفصال بعض الناصريين عنه فى ذلك منها زيارته لمكتب الإرشاد ووقوفه فى مؤتمر صحفى مع المرشد محمد بديع والسماح بالدخول بأعضاء من حزب الكرامة على قائمة الإخوان المسلمين فى الانتخابات البرلمانية، فضلا عن أن «صباحى» أخذ قرار الترشح دون أن يتشاور مع أحد من الناصريين ولم يتعاون مع الأطراف المختلفة، وهذا الأمر يعود إلى التيار الناصرى فى تحديد الاتجاه الذى تم وضعه وتوجيهه من ناحية أسباب بارزة ومواقف حدثت بالفعل.
 
وأضاف عبد الغفار شكر- رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى: إن هناك جزءا من الناصريين يؤيد السيسى وذلك لأنهم لديهم رؤية فى أنه رجل المرحلة القادر حاليا على إدارة الظروف التى تمر بها البلد، وكان من الممكن أن يقف الناصريون مع حمدين لولا الظروف الحالية فى مصر، وعلى سبيل المثال كيف يتم تفسير موقف عبدالحليم قنديل وهو من أعز أصدقاء حمدين عندما يعلن تأييده للمشير السيسى؟ وهذا الرأى ليست له علاقة بالشخص ومازال الناصريون يرون أن حمدين رجل جيد، لكن ظروف البلد هى من جعلت تغير الدفة عنه.
 
ويقول أبوالعز الحريرى المرشح الرئاسى السابق: الشعب المصرى على مدار الفترة من سنة 70 إلى 2011 حتى الآن، عاش فى حالة تفكك وأصبحت هناك عصابات تتحكم فى الوطن هنا وهناك، وأصبح الاحتكار هو المسيطر، بالإضافة إلى أنه منذ أن اختطفت الثورة فى 11 فبراير بواسطة المجلس العسكرى والصهاينة والإخوان وأمريكا ظل الشعب المصرى يحارب ويقاوم من أجل إزاحة الإخوان، وفى خلال تلك الفترة شاهد العديد من المآسى وأدرك أن الوطن فى ضياع، ولهذا كانت توقيعات حركة تمرد التى ظهرت فى جمع 30 مليون توقيع وخروج ثورة 30 يونيو كانت بالملايين، وأكثر من المتوقع وكان ذلك لسان حال الشعب المصوتين «انزل يا جيشى» وليس «انزل يا سيسى» على الرغم من الاعتبارات المأخوذة عليه إلا أنه الجهة المتبقية التى لجأ إليها المصريون لإزاحة الإخوان والإرهاب الذى انتشر لتهديد أمن الوطن ، وبالتالى ما حدث فى مصر كان حلقات لتفويض الجيش بصرف النظر وجود السيسى أو غيره هو كان القائد فى ذلك الوقت.
 
وأردف أبوالعز: السيسى استمد شعبيته من مواقفه التى أقرها الجيش لمواجهة جماعة الإخوان المسلمين، وعلى الجانب المقابل وجدنا حمدين بدون أصوات لأن الجميع كانوا قد عادوا بذاكرتهم إلى انتخابات عام 2012 بين «مرسى» و«شفيق» عندما كان «حمدين» بمثابة الهروب من الفلول والإخوان، ولكن بعدما حدث فى حكم الجماعة يتطلع المصريون لبناء دولة قوية وتحقيق نتيجة، فأصبحت الحالة أن هناك مرشحا واحدا هو «السيسى» ووجود «صباحى» كنوع من الشهرة.