السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
سؤال..   مطلوب إجابته ؟!

سؤال.. مطلوب إجابته ؟!

 قبل أن تستطرد فى قراءة السطور التالية، هناك سؤال عزيزى القارئ عليك الإجابة عنه، حتى ولو بينك وبين نفسك: (هل ما حققته بعثتنا الرياضية فى أولمبياد باريس يرقى إلى طموحات الشارع الرياضى المصرى)؟، بالطبع الإجابة على السؤال بوضوح وشفافية، سواء كنت محبا للرياضة أو من المستمتعين بمشاهدتها، أو حتى كنت مسئولا عن الرياضة المصرية، ستحدد وبدرجة كبيرة ما الذى يمكن أن تصل إليه الرياضة المصرية مستقبلا، وكذلك سنعلم ما الذى يمكن أن يتحقق فى البطولات العالمية القادمة. لأننى وبصراحة ودون (لف أو دوران) لا أستطيع قبول ما يردده رئيس اللجنة الأولمبية المصرية المهندس ياسر إدريس من أن البعثة المصرية فى أولمبياد باريس 2024، تعرضت لضغوط كثيرة، أدت إلى عدم تحقيق ميداليات أكثر، بالإضافة إلى سوء التوفيق الذى تواكب مع بعض النتائج، كلام لا يمت للعلم والتحليل الرياضى الدقيق بصلة، من الممكن أن أتقبله من رجل الشارع المحب للرياضة ولوطنه، ولكن لا أتقبله من سيادتك، خاصة أن نتائج السباحين والسباحات فى الاتحاد الذى تتولى سيادتك رئاسته، صفر من عشرة فلا تمثيل مشرف أو حتى تحطيم لأرقام شخصية، فى ظل انسحاب لدواعى أصابات قديمة، كان الأجدر بسببها عدم السفر من أصله، ومثل اتحاد السباحة هناك القوس والسهم الذى تذيل جدول الترتيب، أو اتحاد الملاكمة التى كان لنا فيها سابقا باع لا ينكر، الذى تفرغ رئيسه لتحليل كيف ارتفع وزن لاعبة فيه بين ليلة وضحاها فمنعت من المشاركة، مثله فى ذلك اتحاد ألعاب القوى الذى لم نسمع عنه ولو خبرًا (يبل الريق) سوى أن هناك لاعبا يشارك فى منافسات إطاحة مطرقة، لم يحقق شيئا منذ 12 سنة، ومع هذا سافر إلى باريس، الكلام بخصوص اللاعب لست أنا من يردده، ولكنه كلام رئيس اتحاد اللعبة نفسه، هناك أمثلة لاتحادات رياضية أخرى لم تحقق شيئا مثل الجودو والدراجات والتجديف وكذلك الرماية والتنس والشراع والتايكوندو الذى كنا نأمل فيه خيرا.



ومع هذا الكم من الاتحادات التى لم تحقق شيئا هناك اتحادات يجب أن نرفع لها القبعة، مثل اتحاد كرة القدم الذى قدم عروضا لم يتوقعها أحد، وبالطبع اتحاد كرة اليد الذى حقق نتائج جيدة، كان من الممكن أن تكون أفضل بكثير مما حقق، وكذلك اتحاد رفع الأثقال الذى وعد بميدالية استطاعت بطلته سارة سمير أن تحققها، واتحاد السلاح الذى قدم مباريات جيدة حقق من خلالها ميدالية على يد لاعبه محمد السيد والمركز الرابع للاعبه زياد السيسى، لن أخوض هنا فى الحديث عن اللاعبة التى شاركت فى المسابقات وهى حامل، لأن فى ذلك اتهاما صريحا لجميع المسئولين عن اللجنة الطبية التى كان من مهامها الكشف عن جل اللاعبين واللاعبات قبل السفر، ثم نأتى إلى اتحاد الخماسى الحديث الذى حقق لمصر الميدالية الذهبية بفضل اللاعب أحمد الجندى المصنف دوليا، وهى الميدالية التى حفظت ماء وجه الرياضة المصرية، وأخيرا نصل إلى اتحاد تنس الطاولة العائلى التكوين، والذى قام رئيسه بتعيين شقيقه مديرا فنيا، (عند حدوث مشكلة مع المدرب يصبح رئيس الاتحاد الخصم والحكم). اتحاد لا يتذكر لاعبيه سوى عند تحقيق بطولات، مثلما فعل لاعبنا المحترف عمر عصر، عندما حصل على المركز الخامس، الذى سبق أن قال فى تصريحات لوزير الشباب والرياضة إن اتحاد اللعبة لم يوفر له الإعداد اللازم.

نعود مرة ثانية إلى السؤال الذى سبق أن تم طرحه فى السطور الأولى، وبالمناسبة جاءت إجابته على لسان وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحى الذى كلف معاونيه بإعداد تقارير شاملة عن جميع الاتحادات التى شاركت فى الأولمبياد وعن نتائجها فى المنافسات وترتيب اللاعبين والمواجهات المباشرة التى خاضها أبطالنا فى الدورة الأولمبية؛ للتعرف على من أجاد وحقق النتائج المرجوّة، ومن أخفق ولم يحقق ما كنا نتوقعه، ومعرفة سبب الإخفاق وملابساته؛ حتى نخرج بدراسة شاملة يتم البناء من خلالها على تصور يساعد فى كيفية تحقيق النتائج المرجوة فى الدورات الأولمبية المقبلة، خاصة أن هناك أخطاء وقعت بالفعل، ونتائج سلبية من البعض لم نكن نتمنى أن تحدث، فى حين أن هناك نتائج إيجابية حققها الكثير من أفراد البعثة المصرية فى أولمبياد باريس، ثم عاد الوزير وأكد أنه سيكون هناك حساب للجميع على النتائج لأن الدولة ممثلة فى الشباب والرياضة لم تقصر فى دعم الاتحادات ماديا ومعنويا، وتم توفير جميع احتياجات اللاعبين المالية والفنية، خلال الثلاث سنوات الماضية، ولذلك ستتم محاسبة جميع الاتحادات المقصرة ومراجعة نفقاتها، ومن أخفق سيحاسب، فلا يوجد شخص فوق الحساب.

من ناحيتى، أعتقد أن وزير الشباب والرياضة إذا فعل ما ينتج عنه هذا التقرير الشامل على أرض الواقع، سيكشف لنا ولجماهير ومحبى الرياضة، عمن أخطأ ومن أصاب، وقتها من المؤكد أنه ستكون هناك بداية نهضة رياضية نتمناها لوطننا الحبيب، نهضة بالتأكيد ستكون نتائجها أفضل بكثير مما تحقق فى باريس.>