طارق الشناوي
كلمة و 1 / 2.. نيللى.....تضئ الإسكندرية!!
سعدت بتكريم الفنانة الكبيرة نيللى فى مهرجان الإسكندرية السينمائى، لتصبح هى العنوان، اختيار صائب من إدارة المهرجان.
نيللى تعيش فى جزيرة خاصة هى التى صنعتها، لا تتشابك مع الواقع الفنى الحالى، تكتفى فقط بالمتابعة عن بعد، وتهنئة من يستحق، ابتعدت عن صخب وصراعات الحياة، وقررت أن تعيش السلام النفسى وهو هدف نرنو إليه جميعًا، عدد قليل جدًا من البشر الأنقياء هم الذين امتلكوا المفتاح، وتقف نيللى فى المقدمة.
لا تزال هى الطفلة التى أطلت علينا فى الخمسينيات وسكنت القلوب، الطفل لم يغادرها منذ فيلم (الحرمان) لعاطف سالم، من لم يعاصر هذا الزمن، سيجد أن الفضائيات تستعيره من الأرشيف ليعود أمامنا نابضًا بالحياة.
عدد من كبار المخرجين راهنوا عليها فى مرحلة الطفولة مثل سيف الدين شوكت (عصافير الجنة) وعباس كامل (حتى نلتقى) ومحمود ذوالفقار (توبة)، إلا أن المخرج الكبير حسن الإمام -وكعادته- أشار على الموهوبة الصغيرة والتى لم تبلغ فى منتصف الستينيات، السادسة عشر، بطلة لفيلمه (هى والرجال).
واستمرت المسيرة وفى عز ألق فاتن حمامة وسعاد حسنى كان لنيللى مساحتها التى لا ينازعها فيها أحد.
فى البداية أراد المخرج الإذاعى محمد علوان (إمبراطور الميكروفون)، تقديم مفاجأة الموسيقار محمد عبدالوهاب ممثلا، فى مسلسل إذاعى (شىء من العذاب) عام 66، وذلك لأول مرة، ولم يكتف الإمبراطور بمفاجأة واحدة، حيث قدم نيللى كصوت لأول مرة، تطرق باب رجل خمسينى، وتحرك أحاسيسه العاطفية التى تصور أنها قد ماتت، صوت يجمع الشقاوة والأنوثة وخفة الظل والرشاقة والحلاوة، ولم يعلن عن اسمها إلا بعد نهاية الحلقات.
وإذا كانت بداية مشوار الاحتراف مع عبدالوهاب، فلقد كانت هى أخر مشروع لتلميذ عبدالوهاب النجيب عبدالحليم حافظ، راهن عليها) العندليب (وحرص أيضًا على أن يسجل فى وجودها أول لقاء له عن قصيدته الأخيرة (قارئة الفنجان) مع الإعلامى الكبير طارق حبيب، كانت نيللى هى بطلة مشروعه القادم (لا) قصة مصطفى أمين وإخراج الجزائرى أحمد راشدى إلا أن القدر قال كلمة النهاية قبل أن يبدأ حليم التصوير فى 1977.
قدمت نيللى كل الأدوار، فهى نجمة ضد التنميط، حاول البعض أن يختصرها فى (كادر) الاستعراض والمرح إلا أن قماشتها الفنية أوسع بكثير وأطلت علينا بـ(العذاب امرأة) لأحمد يحيى، و(حادت النصف متر) لأشرف فهمى،
وأتوقف أمام الفيلم التليفزيونى الاستثنائى (أنا وأنت وساعات السفر)، للكاتب وحيد حامد والمخرج محمد نبيه، رأينا همس الإبداع فى فن التمثيل بينها ويحيى الفخرانى، النظرة هى البطل.
تحتل نيللى مساحة خاصة فى ضمير كل المصريين والعرب، إنها الطبق الرمضانى الشهى فى الفوازير، والذى سكن قلوب الناس، ولا تزال هى أحد أهم طقوس رمضان، غابت عن الشاشة نحو 20 عامًا، إلا أنها لم ولن تغيب أبدًا عن القلوب، ننتظر جميعًا إطلالتها القادمة فى مهرجان الإسكندرية!