الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
 الهيدروجين الأخضر طموح مشترك بين مصر والهند

الهيدروجين الأخضر طموح مشترك بين مصر والهند

عين على الهند



تفتح روزاليوسف بابًا على الشرق يعرض لمظاهر الحياة فى واحدة من أعرق الحضارات، نتعرف خلاله على تفاصيل من شبه القارة الهندية. فمصر هى أم الدنيا، والهند هى أم العجائب.

 لماذا الهند؟

اقتصاديا: المركز الخامس على مستوى العالم بحجم اقتصاد يصل إلى 3.5 تريليون دولار، وتتفوق على إنجلترا وفرنسا، وتوقعات بحلول 2050 أن تصبح ثانى أكبر اقتصاد فى العالم متجاوزة الولايات المتحدة، ولديها العديد من الصناعات الاستراتيجية.

 سياسيًا: أكبر النظم الديمقراطية فى العالم.

ديموجرافيا: الأولى عالميًا من حيث السكان 1٫428 مليار نسمة، ولديها تنوع بشرى، ولغوى، وثقافى ودينى.

جغرافيا: سابع دولة على مستوى العالم فى المساحة 3.2 مليون كيلومتر مربع. 

عسكريا: رابع أقوى جيش عالميًا، ولديها ترسانة نووية.

 تكنولوجيا: تحتل مكانة رائدة فى هندسة البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات.

 شريك لمصر فى تأسيس حركة عدم الانحياز، وتسعى لأن تصبح قوة عظمى.

 

لعل انضمام مصر إلى «البريكس» هى أولى بشائر النمو الاستراتيچى لعلاقات قوية بين مصر والهند يجمعها توافق فى الرؤى وتشابه فى الظروف، ويظل هناك العديد من الثمار الإيجابية لهذه العلاقة المتميزة، فمع ازدياد التوجه العالمى نحو الهيدروجين الأخضر كجزء من الطاقة النظيفة لتقليل الانبعاثات الكربونية، تتنافس الدول نحو جذب المزيد من الاستثمارات فى هذا المجال، ويجمع مصر والهند العديد من المقومات التى تجعلهما مركزين لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره للعالم.

ينتَج الهيدروجين عبر التحليل الكهربائى للماء، ويتلون الهيدروجين باللون الأخضر عند الاعتماد كليًا على مصادر الطاقة المتجددة فى إنتاجه، فى حين يُنتج الهيدروجين البنى من الفحم، والأزرق من الميثان، والرمادى من الغاز الطبيعى.

 تمتلك مصر إمكانات كبيرة  لجذب الاستثمار فى مجال الهيدروجين الأخضر حيث لديها القدرة على إنتاجه بتكلفة هى الأقل فى العالم بمعدل 2.68 دولار لكل كيلو جرام فى عام 2025، ومع استمرار الإنتاج تنخفض التكلفة لتصل 1.7 دولار فى عام 2050. 

أعلنت مصر فى أعقاب قمة المناخ COP 27 التى عُقِدت بشرم الشيخ عن مشروعات عدّة متعلقة بالطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر وتطمح للوصول لحصة %8 من السوق العالمية للهيدروجين.

الهند هى الأخرى تسعى إلى أن تصبح مركزًا إقليميًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره، فوفقًا لتصريح وزير الطاقة المتجددة بالهند  راج كومار سينج أن الهند تسعى لإنتاج 5 ملايين طن من الوقود النظيف بحلول 2035، وتنوى تخصيص نحو %70 من إنتاجها للتصدير، كما تطمح للاستحواذ على حصة %10 من السوق العالمية للهيدروجين.

كانت الهند قد تعهدت أثناء قمة المناخ COP26 التى عقدت فى نوفمبر 2021 بتحقيق الحياد الكربونى فى البلاد بحلول عام 2070، فأعلنت الحكومة الهندية فى فبراير 2022 «سياسة الهيدروجين فى الهند»، وقامت بتخصيص 2.3 مليار دولار أمريكى لدعم إنتاج الهيدروجين الأخضر.

 بدأت الهند أولى خطواتها الفعلية فى مسار التحول إلى النقل النظيف فقامت باستبدال قطارات الهيدروجين بنظيراتها التى تعمل بوقود الديزل فى أغسطس 2021.

كما اعتمدت نحو 26 مشروعًا لإنتاج الهيدروجين فى ولايات مختلفة بطاقة إنتاجية 255 ألف طن متري/سنويا.

 التعاون بين مصر والهند فى مجالات الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر كان أبرز الملفات الحاضرة على مائدة الاجتماعات بين مسئولى البلدين والتى أثمرت عن عقد العديد من الاتفاقيات فى هذا المجال، كان أبرزها قيام شركة رنيو باور برايفت ليمتد أكبر الشركات الهندية التى تعمل فى إنتاج الطاقة المتجددة بتوقيع اتفاقية مع الحكومة المصرية لبناء مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس باستثمارات تبلغ 8 مليارات دولار، وبطاقة إنتاجية 20 ألف طن كمرحلة أو لى لتصل 220 ألف طن سنويا.

وهذا ما يجعل الهيدروجين الأخضر نقطة نجاح جديدة لسجل العلاقات بين البلدين.