القصة الكاملة لعملية «ابن خلدون»!

حنان البدرى
لأول مرة أجدنى مضطرة عزيزى القارئ للاعتذار لك مقدما عن هذا التقرير ذلك لأننى بدلا من تقديم الإجابات أجدنى أطرح أكثر منها تساؤلات! صحيح أن ما لدى من معلومات تضيق بها المساحة المتاحة لى إلا أنها تزيد من علامات الاستفهام. ومبدئيا سأتوقف عند مشاهد وأخبار وأحداث رئيسية طالعتنا على مدى الأسبوع الماضى الأول كان إعلان السلطات المختصة فى مصر رصد شبكتى تجسس جديدتين، تعملان لصالح أمريكا وإسرائيل وبريطانيا والتنظيم الدولى للإخوان، وألقت القبض على 15 من أعضائهما، يجرى التحقيق معهم حالياً فى سرية، للتعرف على تفاصيل عملهم وشركائهم والمعلومات التى حصلوا عليها.
والثانى كان فى تكرار وبشكل غير مسبوق ظهور ناشطة طموحة اسمها داليا زيادة - المدير التنفيذى لمركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية- على مختلف محطات التلفزة وامتلاء الصحف بتصريحتها حول اعتزامها زيارة واشنطن فى مارس المقبل، قالت فيها إن الحملة الشعبية لإدراج تنظيم الإخوان ضمن التنظيمات الإرهابية محلياً ودولياً، ستتوجه فى بداية شهر مارس المقبل للقاء وفد من الكونجرس الأمريكى؛ لإطلاعه على ما جرى توثيقه من عمليات إرهابية نفذها التنظيم وذلك بعد قيامها بنشاط مماثل مع مسئولين أوروبيين بالمقر الأوروبى للأمم المتحدة بمدينة جنيف؛ وأنها ستقدم الوثائق والمستندات التى تثبت تورط تنظيم الإخوان بالتخطيط والتنفيذ والمشاركة مع جماعات إرهابية، كجماعة (أنصار بيت المقدس)، فى عمليات تفجير واغتيالات القيادات الأمنية فى مصر. إضافة -وهذا ما استفزنى حقيقة -إلى ظهورها على قناة صدى البلد - وتبرعها بمعلومات مغلوطة حول مسألة التمويل الخارجى للمنظمات غير الحكومية وضربت مثلا بالولايات المتحدة التى على حد قولها تسمح بتبرعات الشركات ورجال الأعمال للجمعيات الأجنبية وهذا غير صحيح على الإطلاق فالقانون الأمريكى يعفى فقط أموال التبرعات الموجهة للجمعيات الخيرية المسجلة على الأراضى الأمريكية كمنظمات لا تستهدف الربح والتى يتم إلزامها بعرض سجلاتها المالية وأنشطتها على أى دافع ضرائب فى الولايات المتحدة هذه واحدة، لقد أعادت كلمات زيادة لاسيما عن الكونجرس الإسلامى وقد كانت مديرة مكاتبهم فى مصر إلى مقال قديم لى فى يناير 2012 لفتت فيه الأنظار إلى نوعية من المنظمات الحقوقية التى ذهب مبكرا - وربما قبل الثورة - أصحابها الى مصر لافتتاح مكاتب لهم ومنها نفس مركز » الكونجرس الإسلامى الأمريكى « المعروف عن رئيسته زينب سويج مشاركتها البارزة مع منظمات محسوبة على الايباك كبرى منظمات اللوبى الإسرائيلى فى الولايات، ومعروف دورها أمريكيا وعراقياً فى دعم غزو العراق، وهى ذاتها كانت من الشيعة الهاربين بعد مواجهات البصرة فى أعقاب حرب الكويت ولاجئة إلى أمريكا وما يهمنا هنا دورها فى جمعيات تدعمها إسرائيل ومنها منظمة (انقذوا دارفور)، فالمعروف أن هذه المؤسسات ساهمت فى انجاح متتالية تقسيم جنوب السودان، وتساءلت يومها (ما الذى يدفع زينب سويج المحسوبة على تيار المحافظين الجدد وتحالف اليمين المسيحى الصهيونى إلى القدوم للقاهرة وافتتاح مكتب لها فى مدينة نصر ولت إدارته لشابة مصرية تكافح ختان البنات!! وأسباب هرولتهم لافتتاح مكاتب فى دول الربيع العربى فى تونس واليمن !وما الذى يجعلها تزور التحرير مؤخراً وتحادث أناساً بالولايات المتحدة وأحدهم مصرى لتبلغه بتباه شديد أنها بالتحرير وأنها ذهبت لتعلم المصريين الديمقراطية - حسبما ذكر لى هذا الشخص!! لماذا لم تحقق النيابة الإدارية فى خلفيات هذا المكتب المشبوه، لماذا فقط يتم التركيز وفجأة على تسريب أخبار تتعلق بناشطين مصريين سياسيين دون التركيز الفعلى على المكاتب والجمعيات المشبوهة؟ '' كانت هذه أسئلتى يومها والآن بعد إغلاق مكتب هذه المنظمة أصارحكم بأننى تعمدت إخفاء اسم هذه الناشطة ساعتها لحرصى على مستقبل شابة طموحة افترضت ساعتها انه ربما كان مغرر بها، وكانت هى نفسها داليا زيادة ! ولكن افتراضاتى تلك تأكد بعضها مع قيامى بالتحرى حول أنشطة داليا لاسيما فى الولايات المتحدة على مدى السبع سنوات الماضية وتحديدا منذ بدء تعاونها مع منظمة اللجنة اليهودية الأمريكية AJC والتى تستهدف الدفاع عالميا عن الصهيونية، تعاونها - والكلام على لسان داليا نفسها فى حوار منشور معها بجريدة واشنطن جويش ويك فى 9 اكتوبر الماضى- بدأ عندما التقت عام 2009مع (دانيال بينكوس) عضو مجلس AJC من خلال عملها مع الكونجرس الإسلامى الأمريكى وهى مازلت تعمل معهم وتسافر الِى الولايات المتحدة كل 3 أشهر بموجب هذه العلاقة وقالت (كنا نعمل جنبا إلى جنب مع اللجنة اليهودية الأمريكية. وفى يونيو من نفس العام، حضرت المنتدى العالمى، وتحدث هناك عن مصر كذلك) وأسهبت داليا فى حوارها هذا حول رؤيتها للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين باعتباره شيئا صغيرا - حلقة صغيرة - مقارنة بالعلاقة التاريخية وأكثر عمقا بين المصريين واليهود. وحول فكرتها عن الحكومة الإسرائيلية قالت داليا إن إسرائيل هى أفضل بلد تمارس الديمقراطية فى الشرق الأوسط. وبطبيعة الحال، لديهم مشاكلهم، لكنها ليست معقدة كما فى بقية دول الشرق الأوسط. وعن ترشحها لمجلس الشعب عام 2011وكيف أنها كانت تجربة صعبة، ليس فقط لأنها كانت امرأة فى مجتمع لا يحترم المرأة، ولكن أيضا لأنها لم تكن مدربة تدريبا جيدا على كيفية القيام بذلك وأنها بعد إعادة تقييم، اكتشفت أن (ما نحتاجه كشباب والثوار الشباب هو الحصول على المهارات اللازمة ل يكون الساسة، لذلك لا أحد آخر سوف يخطف ثورتنا). وأجدنى التوقف عند حوار آخر خطير لداليا مع قناة شالوم استضافها فيه برنامج لخايم للراباى مارك جلوب، وذلك بمناسبة دعوتها من قبل اللجنة اليهودية الأمريكية لجولة على مختلف مراكز اللجنة فى الولايات المتحدة وذلك فى الخريف الماضى، ولن أتوقف مرة أخرى عن مفهومها للصهيونية والذى يختلف عن مفهوم معظم العرب الذين كرهوها وكرهوا اليهود بدافع من سوء الفهم والحكم الديكتاتورى لاسيما فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والذى حملته مسئولية ذلك على اعتبار أن القضية الفلسطينية كانت بمثابة شماعة يعلق عليها الحكم الديكتاتور بالأخطاء قالت إنها بالطبع تعترف بحق إسرائيل فى الوجود وهو معنى الصهيونية، فقال لها الراباى أن ماتعلمه المصريون هو كذبة وطالبها بشرح ذلك فأمنت على كلامه محمله ناصر هذه الخطيئة، وقلت إن الربيع العربى ليس لصالح العرب فقط بل لصالح إسرائيل أيضا لأنه على الأقل فى مصر سيعيد تشكيل المستقبل فى المنطقة، وأن معاداة السامية تتلاشى لدى الأجيال الشابة. ولن تتوقف أيضا عند رغبتها فى زيارة إسرائيل لولا خشيتها من ختم الدخول على جواز سفرها واحتمال تعرضها للاتهام بالجاسوسية، وأن والدتها - ناظرة المدرسة - لن تعارض سفرها لإسرائيل أو تحدثها بأسف وهلع عن المرأة اليهودية التى التقتها فى نيويورك وكيف تأثرت عندما حكت لها هذه المرأة المصرية الأصل عن فشلها فى الحصول على تصديق لعودتها لمصر أقصد حق عودة يهود مصر الذين غادروها بإرادتهم فى عهد ناصر! ولن أتوقف عن قيام الآنسة داليا بتزويد اللجنة اليهودية خلال ثورة 30 يونيو وبعدها بتقارير من داخل مصر عبر الانترنت حاول مايجرى فى الداخل المصرى، أو عن تأكيدها فى هذا البرنامج عن أن 61٪ من المصريين يريدون رئيسا مدنيا مقابل 31٪ يريدون رئيس مدنى بخلفية عسكرية و9 ٪ يريدونه بخلفية عسكرية حسب استطلاع قامت به تم حديثها فى تناقض بعد ذلك الجيش المصرى المستقل بميزانيته وقراره وذلك لن يتغير قبل 15 سنة على الأقل ! ولن أتوقف عند كثير من نقاط هذا الحديث الذى يمكنك عزيزى القارئ مراجعته على هذا الموقع :
http://videos.shalomtv.com/video/egyptian-activist-dalia-ziada-oct-9-2013 ولكن أتوقف بعد كل هذا عند تصريحات داليا منذ يومين والتى أكدت فيها أن الحملة التى تبناها مركز ابن خلدون أعدت ملفاً كافياً موثقاً بالفيديوهات والصور التى تقنع الأمم المتحدة والولايات المتحدة، بإدراج الإخوان ضمن التنظيمات الإرهابية دولياً، متوقعة أن يكون ذلك نهاية التنظيم الدولى للإخوان. وقالت: إن الحكومة الأمريكية تتبع مبدأ أن الأمر بيد الشعب المصرى، فى مسألة ترشح المشير عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع للانتخابات الرئاسية، وأن مسئولين أمريكيين يريدون أن يبقى المشير السيسى وزيراً للدفاع بجوار منصبه كرئيس للجمهورية، مشيرة إلى أنه فى النهاية، المصالح هى التى ستحكم، مؤكدة أن مصلحة الولايات المتحدة، أصبحت مع الجيش المصرى الآن، لأنه هو الطرف الأقوى فى المنطقة العربية بأسرها. هذه التصريحات التى تلى إعلانها القدوم إلى واشنطن والاتحاد الأوروبى هى فى رأى أى متابع لا تعنى سوى أنها مكلفة بالدفاع عن إرادة المصريين ضد إرهاب الإخوان المسلمين.
فهل داليا التى تتحدث بفخر عن كونها تتلمذت على يد جين شارب صاحب مرجع المقاومة باستخدام اللاعنف الذى استخدم لتفتيت دول الاتحاد السوفيتى السابق بداية بالثورة البرتقالية فى بولندا؟ والذى خرج وهو البروفيسور العجوز بعد اندلاع المظاهرات فى الأنحاء الأمريكية بعد غزو العراق ضد حروب بوش حمل فيها المتظاهرون كتابه ليشرح لهم ان كتابه للاستعمال الخارجى وليس المحلى أى فى الداخل الأمريكى؟ أو فخر داليا بتتلمذها على أفكار بيتر ايكرمان تلميذه و مؤسس منظمة معنية بتنفيذ اليات نظرية شارب والأخير كان رئيس لبيت الحرية؟ أو داليا التى تعلمت كيف تجد أرضية لطموحها على يد شخصين يهودين - هذا تعبيرها - أحدهما عبر الانترنت، وبالمناسبة الاثنان عضوان فاعلان فى منظمات يهودية وصهيونية! وكلاهما أستاذ بجامعة «تفت» الراقية وتحديدا فى كلية «فلتشر للدراسات القانونية والدبلوماسية» والمعروفة امريكيا باقبال دارسى الخدمة الخاصة والخارجية! وأنها صعبة المنال للعامة من الشباب! وهى بالمناسبة المدرسة التى (منحت) داليا فرصة دراسة الماجستير بها.
صحيح تم اختيارها دوليا كأحد اكثر 32 امرأة فى العالم نفوذا العام الماضى - وهو الأمر الذى أتوق مع غيرى لمعرفة حيثياته المعلنة ولن اقول غير المعلنة، لاسيما بعد ان سألت الكثيرين من شباب يناير ويونيو عنها وعن تأثيرها فكانت النتيجة لا أحد يعرف عنها سوى القليل وأنها فى مركز ابن خلدون!