الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
لماذا نجحت زيارة «مودى».. لـ«مصر»؟

لماذا نجحت زيارة «مودى».. لـ«مصر»؟

عين على الهند



تفتح روزاليوسف بابًا على الشرق يعرض لمظاهر الحياة فى واحدة من أعرق الحضارات، نتعرف خلاله على تفاصيل من شبه القارة الهندية. فمصر هى أم الدنيا، والهند هى أم العجائب.

لماذا الهند؟

اقتصاديا: المركز الخامس على مستوى العالم بحجم اقتصاد يصل إلى 2.94 تريليون دولار، وتتفوق على إنجلترا وفرنسا، وتوقعات بحلول 2050 أن تصبح ثانى أكبر اقتصاد فى العالم متجاوزة الولايات المتحدة، ولديها العديد من الصناعات الاستراتيجية.

 سياسيًا: أكبر النظم الديمقراطية فى العالم.

ديموجرافيا: الثانية عالميًا من حيث السكان 1.2 مليار نسمة، ولديها تنوع بشرى، ولغوى، وثقافى ودينى.

جغرافيا: سابع دولة على مستوى العالم فى المساحة 3.2 مليون كيلومتر مربع. 

عسكريا: رابع أقوى جيش عالميًا، ولديها ترسانة نووية.

 تكنولوجيا: تحتل مكانة رائدة فى هندسة البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات.

 شريك لمصر فى تأسيس حركة عدم الانحياز، وتسعى لأن تصبح قوة عظمى.

 

 احتفت القاهرة بزيارة رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى فى ظل رغبة مشتركة من البلدين لتعظيم الاستفادة من هذه الزيارة وقد حققت بالفعل آثارًا إيجابية نستعرض فيما يلى أبرزها.

تحققت طموحات كل من الرئيس السيسى ورئيس الوزراء الهندى التى عبَّرا عنها أثناء زيارة الرئيس السيسى لنيودلهى مطلع العام الجارى برفع مستوى التعاون بين البلدين، حيث تم التوقيع على الإعلان المشترك لرفع العلاقات لمستوى الشراكة الاستراتيجية، لتشمل المجالات السياسية والأمنية  والدفاعية والطاقة والاقتصاد، وتكثيف تبادل الزيارات على مستوى القمة.

 

ساهمت زيارة رئيس الوزراء الهندى لعدد من الأماكن السياحية أبرزها منطقة الأهرامات ومسجد الحاكم بأمر الله فى خلق حملة ترويجية عالمية للسياحة المصرية، خاصة وأن الزيارة حظيت بتغطية إعلامية كبيرة على مستوى العالم لأهمية توقيتها التى جاءت مباشرة بعد زيارة مودى للولايات المتحدة.

ومن المتوقع أن تزداد السياحة الهندية لمصر مع قرب تسيير شركة مصر للطيران رحلات جوية مباشرة بين القاهرة ونيودلهى، إلى جانب رحلاتها القائمة بين القاهرة ومومباى.

بالإضافة لدعم طلب مصر بالانضمام لتجمع «البريكس»، فالوصول بالعلاقات بين البلدين للشراكة الاستراتيجية سيصب فى صالح تأييد الهند للطلب المصرى، وهو تأييد سيكون له وزنه فى التجمع، حيث تحظى الهند بمكانة كبيرة فى مجموعة البريكس. وبلا شك أن انضمام مصر لمجموعة «البريكس» من شأنه أن يدعم توجه مصر نحو تقليل الاعتماد على الدولار فى وارداتها من الخارج، وهو الهدف الذى اتقفت عليه الدول الأعضاء فى مجموعة البريكس، والتى تعد من أهم التجمعات الاقتصادية على مستوى العالم فتضم فى عضويتها كلا من الصين، وروسيا، والهند، والبرازيل، وجنوب إفريقيا، وتمثل 30 % من حجم الاقتصاد العالمى، كما أن دولها تنتج أكثر من ثلث إنتاج الحبوب فى العالم.

مشاركة مصر فى اجتماعات مجموعة العشرين التى ستنعقد فى نيودلهى سبتمبر المقبل؛ حيث قدم رئيس الوزراء الهندى الدعوة الرئيس السيسى لحضور فعاليات اجتماعات المجموعة التى تضم 19دولة إلى جانب الاتحاد الأوروبى، وتستحوذ على 85 % من الناتج المحلى الإجمالى العالمى، و75 % من التجارة الدولية، يجعل مصر فى قلب عملية صنع القرارات المرتبطة بالعديد من القضايا المحورية التى ترتبط بالاقتصاد الدولى كالتنمية المستدامة وتغيُّر المناخ.

التقارب «المصرى- الهندى» فى العديد من القضايا العالمية سيكون له أثره فى تفعيل دور حركة عدم الانحياز التى تمثل نموذجًا للتعاون التاريخى بين البلدين منذ تأسيسها عام 1955.

 وفى ظل التحديات التى تواجه العالم وفى مقدمتها الصراع «الروسى- الأوكرانى» ونشوب الصراعات فى العديد من الدول، أصبح العالم فى حاجة لدور بارز لحركة عدم الانحياز فى تهدئة تلك الصراعات المتفجرة وطرح التصورات المحتملة لتسويتها.

الاهتمام المصرى الكبير بزيارة مودى كان واضحًا ولمسه رئيس الوزراء الهندى وهو ما اتضح فى تغريدته عبر حسابه الرسمى على «تويتر» حيث كتب «كانت زيارتى لمصر تاريخية وستضيف قوة متجددة للعلاقات بين الهند مصر وستفيد شعوب بلدينا.. شكرًا للرئيس عبدالفتاح السيسى وحكومة وشعب مصر على محبتهم».

كما كان لقيام الرئيس السيسى بتكريم رئيس الوزراء الهندى بمنحه قلادة النيل، التى تمثل أرفع الأوسمة المصرية، وأعظمها شأنًا وقدرًا، عظيم التأثير عليه وهو ما اتضح فى تغريدته على «تويتر»: بتواضع كبير أقبل «قلادة النيل»، وأشكر حكومة وشعب مصر على هذا التكريم الذى يدل على دفء المشاعر والمودة التى يكنونها تجاه الهند وشعب أمتنا.