الأربعاء 14 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الوصايا الـ 7 للتعامل مع الخارج

الوصايا الـ 7 للتعامل مع الخارج
الوصايا الـ 7 للتعامل مع الخارج


التعامل مع الخارج إقليميا وعالميا.. من أهم التحديات التى ستواجه أى رئيس مصرى منتظر فى الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها فى مارس، ولكن هذه التحديات تختلف شكلا ومضمونا، بحسب شخص الرئيس الجديد، ملامحها ستتغير ما بين الرئيس الجديد هو وزير الدفاع الحالى المشير «عبدالفتاح السيسى»، أم مرشح رئاسى آخر.
 
الأمر الواقع بعد ثورة 30 يونيو، مساندة دول الغرب، خاصة الولايات المتحدة وأوروبا، ومن ورائهم معظم الدول الأفريقية ودولة عربية واحدة «قطر» بجانب دولة إقليمية مثل «تركيا»، بتشويه الإرادة المصرية، ومن ثم الإساءة للجيش المصرى لإفشال الثورة الأخيرة وتقديمها على أنها انقلاب، هى أحد أهم المشاكل إن لم تكن الرئيسية مع تولى«السيسى» للسلطة إن اتخذ قرار الترشح وفاز.
 
من المؤكد أن هذه الحالة هى نصب تحليل دبلوماسيين وسياسيين داخل وخارج مصر، لاسيما العالم العربى، الذى يشارك جزء كبير منه فى إعادة صياغة الدولة المصرية القوية، مفكرون ومحللون أيضا فى نفس النطاق، يقفون أمام هذه الحالة، فهناك من وضع أسسا لـلسيسى للتعامل مع هذه التحديات، وأخرون من هم يتمتعون أيضا بالوطنية، يتمنون عدم ترشح «السيسى» فى هذه المرة، وأن يظل فى مكانه بالجيش، حتى يكون الملاذ الأخير، ويكون بمثابة «الاحتياطى الاستراتيجى».
 
وفى إطار النظرة العربية لهذه التحديات، يتحدث «بسام عفيفى»- سياسى لبنانى وباحث فى شئون العلاقات العربية والدولية- فيقول: لا شك بأن المشير عبدالفتاح السيسى شكّل ويشكل ضمانة وطنية وعربية كبيرة، خاصة عندما يتولى رئاسة الجمهورية فى مصر الشقيقة الكبرى للبلدان العربية، إذا اتخذ قرار الترشح، ونحن كمجتمع عربى على يقين بأن التحديات المحلية والإقليمية التى تواجه مصر وقيادتها ستجد حلولاً جذرية لما يتميز به «السيسى» من تصميمٍ وإرادةٍ وصدقٍ وإيمان. لاسيما فى إعادة الدور التاريخى والمحورى الحاكم للدولة المصرية التى هى نموذج حضارى لما تمتاز به من وحدةٍ وطنيةٍ راسخة بين أبناء الشعب الواحد، مما لا يدع مجالا يحول دون العودة لتأخذ دورها العربى والإسلامى والإفريقى كما عهدناها فى عهد عبدالناصر.
 
وأردف فى تصريحات خاصة لروزاليوسف من بيروت: مصر العربية وقيادتها وشعبها وجيشها هى الضمانة الأساسية للأمن القومى العربى، وهى العمق الاستراتيجى لدول مجلس التعاون الخليجى ولكل دول المشرق العربى، ولذلك فإن التكامل والتضامن بين مصر ودول الخليج العربية ستكون الصخرة الصلبة التى ستضع حداً لتسلّل النفوذ الإيرانى إلى دول الشرق العربى، بالإضافة إلى العمل على حل القضية الأساسية بتمكين الشعب الفلسطينى من إقامة دولته على أرضه وعاصمتها القدس، وذلك بوقوف مصر بقيادة قوية تستطيع إيجاد علاقة توازن بين العرب من ناحية التوازن، أوروبا وأمريكا من ناحية أخرى.
 
وأكد «عفيفى» أن الولايات المتحدة، اعتادت أن تتعامل مع قضايا الأمم والشعوب بمكيالين متناقضين، فهى ضد الإرهاب ومعه وهى مع حرية الشعوب ومع الأنظمة الديكتاتورية ومع الديمقراطية والأنظمة الشمولية فى نفس الوقت، وهذا يعنى أن أمريكا مع مصالحها ومصالح إسرائيل. ولكن عندما تكون مصلحة مصر أولاً وبعدها الأقطار العربية فإن التوجه نحو الصين أو روسيا أو أوروبا سيكون المقياس لمصالح مصر أولاً ودورها الإقليمى المعيار فى تعامل القيادة المصرية الواعدة مع دول صنّاع القرار فى هذا العالم.
 
أما خبير العلاقات الدولية د.سعيد اللاوندى، فوضع بعض الثوابت التى يجب أن يضعها المشير السيسى فى حالة ترشحه وفوزه بالرئاسة، أو الرئيس الجديد، أن التحدى الخارجى سيكون قائما فى أوروبا وأمريكا، موضحا أن أوروبا دائما ما تسير معصومة العين خلف الأمريكان، وهذا ظهر عندما منعت واشنطن المعونة العسكرية والمدنية، فلحقت بها أوروبا، وهو ما ترتب على اعتبار أن 30 يونيو انقلابا، لأنها لن تحقق مصالحهم، ولكن هذا الأمر سيتبدد، إذا استطاع تجميع المصريين خلفه، لأن نظرة العداء هنا ستتحول من عداء أو حرب مع شخص إلى عداء مع الإرادة والشعب المصرى.
 
وقال «اللاوندى» إنه ليس من الذكاء المعاداة فى التعامل مع الولايات المتحدة، ولكن المطلوب أن تكون هناك سياسة متوازنة، وهذا لا يمنع من إقامة علاقات قوية بموسكو، فالتوازن هنا مطلوب لدولة ليست بالصغيرة مثل مصر، مشددا على وجود متطلبات يجب أن تسبق فترة ''السيسى'' تتعلق بنزاهة العملية الانتخابية بفتح الباب لجميع مؤسسات الرقابة الانتخابية فى العالم حتى يكون هناك غطاء قوى للرئيس القادم، وهنا سيخف الضغط على مصر مع بدء الاستقرار الداخلى، وذلك مع وجود ضغوط على أى إدارة أمريكية وهى لوبى صناعة السلاح الذى يتواجد بشكل كبير فى المعونة الأمريكية التى تحصل عليها مصر، حيث تعرضت هذه المصانع لخسائر كبيرة بعد إيقاف المعونات العسكرية.
 
السفير «حسين هريدى» تمنى بشكل واضح عدم ترشح «السيسى»، والأفضل أن يترشح فى ,2018 وأن يظل فى منصبه كوزير للدفاع حاميا وداعما للرئيس الجديد، حتى يظل بمثابة «الاحتياطى الاستراتيجى».
 
وقال «هريدى»: عدم ترشح السيسى سيكون أكبر مكسب لثورة 30 يونيو، وأكبر ضربة لأعداء مصر فى الداخل والخارج ، موضحا أن مصر تعيش حالة من عدم الاستقرار السياسى، بالإضافة إلى حالات الاستقطاب، فضلا عن المشاكل الاقتصادية والأمنية التى لا تعد ولا تحصى، متسائلا: «إذا أصبح رئيسا الآن.. فلمن سنلجأ؟!»، وقال إن نظرة التعامل الخارجى لمصر تحمل عداء واضحا للمشير، ودخوله فى هذا المنصب الآن سيجعله مهاجما ومحيطا بالمؤامرات الخارجية، لاسيما أن الغرب متمسك بفكرة أن ما حدث فى 30 يونيو انقلاب، ومجىء «السيسى» رئيسا سيساعد فى تغذية هذه التشويهات لمصر والشعب والمؤسسة العسكرية وشخص السيسى، لنجد وقتها أبواقا تتحدث ليل نهار قائلة: ''شفتم.. شال الرئيس المنتخب وقالك ثورة شعب ليأتى رئيسا مكانه''، بدأنا نسمع ذلك عندما روجت تصريحات على لسان المرشد المسجون ''«محمد بديع»، قائلا إن 30 يونيو ثورة ولكن 3 يوليو انقلاب!
 
رأيى هنا ليس ضد المشير، ولكنه نابع تقديرا واحتراما للدور الذى قام به، فنحن الآن أمام مشروع زعيم ناجح، فيجب ألا نساعد فى فقدانه أو تشويهه فى الفترة التى نحتاجه فيها بشكل حقيقى، لأنه أذا أصبح رئيسا، سيكون جزءا من مشكلة أكبر بكثير مما نتوقع، ونحن نريده يكون حلا لمشاكل فى حين أن هناك دوائر تسعى إلى جذبنا إلى هذا الفخ ففى الداخل والخارج، ويتحججون بذلك عبر أحاديث فارغة تقول أنه أصبح رئيسا حتى يحمى مصالح ومزايا الجيش، وهذا ليس صحيحا، لا يوجد شىء اسمه مزايا للجيش، فمزايا الجيش أن وجدت يحصل عليها الشعب فقط.
 
وعلى النقيض كانت أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية، د.نهى بكر، التى قالت: إن الولايات المتحدة وأوروبا سيتعاملون مع الوضع المصرى فى حالة وصول ''السيسى'' الى الحكم بشكل مرن، خاصه أن هذه القوى تضع مصالحها نصب أعينها، وهناك محوران مهمان فى ذلك، وهما قناة السويس، واتفاقية السلام، وهما أمران مرتبطان بالأمن القومى الخاص بهذه الدول، وستنطبق هذه المرونة من جانب الدول التى تتخذ موقفا عدائيا من مصر، والتى تجد مصالحها مهددة إذا وصل إلى الحكم نظام قوى، لاسيما ''قطر'' التى ستحدد اتجاهها بحسب البوصلة الأمريكية.
 
وأضافت: تمسك ''السيسى'' أو أى رئيس جديد بالحرب على الإرهاب سيجذب إليه قطاعا كبيرا من القوى الأمريكية، خاصة فى تيار الجمهوريين بالكونجرس الأمريكى، عندما يجدون رئيسا قويا لمصر يواجه الإرهاب فى سيناء، الذى يعتبر تهديدا حقيقيا لمصالحهم العالمية، بعكس ما تسير عليه إدارة ''أوباما''، سيكون هناك مساندة له، وأيضا من الأمور التى يجب التعامل معها أن يقدم الرئيس الجديد دلائل واضحة على حماية الأقباط بعد اضطهادهم فى حكم ''الإخوان''، وبرهنت ''بكر'' على عدم استمرار الولايات المتحدة فى استمرار العداء مع القاهرة واستمرارها فى دعم ''الإخوان''، بتعديل قانون المساعدات الأمريكية لمصر الذى خرج فى 17 يناير الماضى برفع الحظر عن تقديم المساعدات العسكرية لمصر التى توقفت بشكل وقتى بعد ثورة 30 يونيو.