النجاح الكاسح للمشير يقوى مصر فى مواجهة أعدائها

شوقى عصام
نظرة سلبية سيئة تحاصر مصر فى الخارج ، ومحوها سيكون أولى مهام «السيسى» كما يتوقع المفكر العربى الشهير جهاد الخازن فى حواره السريع مع روزاليوسف من لندن، وتتم تلك المهمة عبر مستشارين فاعلين، وشخصيات ذات علاقات وأياد عابرة للدول تستطيع فرض توجهات القاهرة، أو بمعنى آخر تكوين لوبى مصرى، بواسطة الدعم العربى الخليجى، لافتا إلى أن النظرة الخارجية من أكبر التحديات، خاصة مع التصميم على أن ما حدث فى 30 يونيو انقلاب وليس ثورة، وذلك وضح عندما لم يعترفوا بثورة شارك فيها أضعاف مضاعفة ممن شاركوا فى ثورة 25 يناير، وكان واضحا أن الأوضاع دفعت المصريين إلى الثورة على نظام ظل فى الحكم عاماً واحداً، فى حين أنهم خرجوا على نظام مبارك بعد 30 عاماً من الحكم، هذه الحرب أراها الآن فى الإعلام الأمريكى والأوروبى، وأيضا فى منتدى دافوس منذ ايأم.
وأردف «الخازن»، أرجو أن يكون فوز المشير السيسى بالرئاسة، إذا ترشح، واضحا أمام العالم بما يكفى، حتى يكون كفيلا بقطع ألسنة من يعادون استقلال القرار المصرى، بعد أن وجه الشعب صفعة للأمريكان، بإسقاط حكم الإخوان، الذين مازالوا يعملون مع دوائر سياسية عالمية، ترغب فى إعادة المحافظين الجدد لخدمة اللوبى الصهيونى والمصالح الأمريكية.
وتابع: هناك ورقتان مهمتان يجب أن تلعب بهما مصر، الأولى هى اتفاقية السلام، فإن التلويح بها كفيل بتهديد أمن إسرائيل، الذى يعتبر الأمر الأهم للإدارة والمؤسسات الأمريكية فى كل العقود الزمنية، لافتا إلى أن ما يسمى بالمعونات التى تضغط بها أمريكا على مصر، يجب أن تأخذ مسارها الطبيعى العكسى، وأن تكون الفاعلية فى يد مصر، لأن أموال المعونة، ليست أكثر من رسوم حتى لا تتعرض إسرائيل لأية مخاطر، والورقة الثانية، هى الداعم العربى، عبر دول الخليج التى تعتبر صاحبة قوة سياسية واقتصادية ضاغطة، وهذه الدول لن تبخل بأى دعم مباشر، لصالح استقلال القرار المصرى ومحاربة الإرهاب الذى يهدد هذه الدولة العريقة.
وأوضح «الخازن» أن هناك 3 دعائم، ستساعد «السيسى» أو الرئيس القادم لمصر، حتى يستطيع التعامل مع العالم الخارجى، لاسيما أوروبا وأمريكا، الداعم الأول هو حل المشكلة الأساسية الخاصة بالأمن، وليس حقيقياً أن مشكلة مصر الأساسية اقتصادية، فهى الأمن ثم الاقتصاد، والداعم الثانى ترسيخ مبادئ الديمقراطية، فمن المعلوم أن مصر تواجه كوارث وإرهاباً، وذلك يحتاج إلى قرارات استثنائية فى الوقت الحالى، ولكن الاستثناء يجب أن يكون وقتيا، وألا يكون مداه بعيدا، حتى تكون معالم الديمقراطية فى مصر، سلاحا فى يد «السيسى» خلال التعامل مع الغرب، لإثبات أن ما حدث ثورة جاءت برئيس أراده الشعب وحقق آمالهم فى الديمقراطية والحرية التى وقفت عليها جماعة الإخوان، أما الداعم الثالث فهو الالتفاف الشعبى المصرى والعربى، بأن يعمل السيسى على إيجاد الحلول للمشاكل الأساسية وأن يكون «عبدالناصر» جديدا بالنسبة للعرب وليس للمصريين فقط، ولكن دون أخطائه.
وأكد «الخازن» أن العلاقات مع أوروبا تختلف، لا سيما أن المصالح الاقتصادية ومصالح القرب الجغرافى هى الحاكمة، فهناك استثمارات كبيرة تربط الأوروبيين بالعرب، هذه الاستثمارات التجارية والصناعية ستطل مصر من خلالها عندما يكون توجهها العربى قيادى وفعال فى المنطقة، وهو ما سينطبق تدريجيا مع المخاطر التى تهدد مصر من ناحية الجوار، فيما يتعلق بحركة حماس فى قطاع غزة، وتهريب الأسلحة للداخل من السودان وليبيا، فتقلد مصر لمكانها القيادى، سيجعل هذه الدول والمخاطر تذوب، وسيعملون وقتها على السير خلف القاهرة، عندما يكون الحكم قوياً ومتمكناً، ونفس الأمر فى أزمة مياة النيل وسد النهضة مع إثيوبيا، التى لم تتجرأ الحديث فى هذا الأمر، عندما كان نظام الحكم قويا فى مصر من قبل، والقوة ليست عسكرية بقدر ما هى سياسية واقتصادية وقادرة على فرض نفسها، وهذه الأزمة يجب أن يضعها الرئيس الجديد صوب اهتمامه باتخاذ موقف حاسم، واستقطاب بقيه الدول الموقعه على الاتفاقيات التاريخية، ليكون موقفها الدولى قويا، وتنتهى بالحفاظ على مصالح مصر سواء بشكل ودى أو أمام الأمم المتحدة.
وفيما يتعلق بالمخاطر الإيرانية، فشدد «الخازن» على ضرورة أن تكون العلاقة بين القاهرة وطهران متكافئة، بشرط التفاهم والتنسيق بين مصر ودول الخليج، خاصة السعودية والإمارات بأن يحدث تكافؤ، خاصة فى العلاقات الاقتصادية، وهو ما سترحب به إيران على اعتبار أن مصر هى العمق الأول للعرب، التى ستفرض عناصر أساسية لهذه العلاقة بتخفيف إيران من قلق دول الخليج، وهنا يكون لمصر مكانة أولى فى المنطقة، تبعد من خلاله الدور التركى، الذى يستمد قوته من علاقاته الاقتصادية مع العرب وإيران، لافتا إلى عدم التخوف من تسلل فكرة التشييع إلى المنطقة عبر أسس واضحة، تضع فى بداية هذه العلاقات.