الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عين  على الهند.. فرسان القوة الناعمة

عين على الهند.. فرسان القوة الناعمة

تفتح روزاليوسف بابًا على الشرق يعرض لمظاهر الحياة فى واحدة من أعرق الحضارات، نتعرف خلاله على تفاصيل من شبه القارة الهندية. فمصر هى أم الدنيا، والهند هى أم العجائب.



 لماذا الهند؟

اقتصاديا: المركز الخامس على مستوى العالم بحجم اقتصاد يصل إلى 2.94 تريليون دولار، وتتفوق على إنجلترا وفرنسا، وتوقعات بحلول 2050 أن تصبح ثانى أكبر اقتصاد فى العالم متجاوزة الولايات المتحدة، ولديها العديد من الصناعات الاستراتيجية.

 سياسيًا: أكبر النظم الديمقراطية فى العالم.

ديموجرافيا: الثانية عالميًا من حيث السكان 1.2 مليار نسمة، ولديها تنوع بشرى، ولغوى، وثقافى ودينى.

جغرافيا: سابع دولة على مستوى العالم فى المساحة 3.2 مليون كيلومتر مربع. 

عسكريا: رابع أقوى جيش عالميًا، ولديها ترسانة نووية.

 تكنولوجيا: تحتل مكانة رائدة فى هندسة البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات.

 شريك لمصر فى تأسيس حركة عدم الانحياز، وتسعى لأن تصبح قوة عظمى.

 قابلت أميتاب بتشان قبل سنوات بالمصادفة بأحد فنادق ولاية تشناى جنوب الهند ولمست حب وتقدير الفنان الهندى الكبير لكل ما هو مصرى وإدراكه لقيمة الفن المصرى وحب الجمهور المصرى لفنه.. وقبل أيام احتفى الجمهور العربى بذكرى ميلاد الزعيم عادل إمام.

 ولعل الباحث فى التشابه بين مصر والهند عليه أن يتوقف طويلا ليتأمل بوليوود «الهندية» وهوليوود الشرق «العربية»، ويعيد النظر فى أحد أبطال هذه الصناعة الحاليين عادل إمام وأميتاب بتشان رحلة من الكفاح تستحق النظر فى تفاصيلها.

على غرار هوليوود الأمريكية فإن «بوليوود» هى الاسم المختصر الذى يطلقه الهنود على صناعة السينما لديهم، والذى يبدأ بكلمة بومباى الاسم السابق لمدينة مومباى العاصمة الاقتصادية ومركز صناعة الأفلام الهندية، ويشار إليها بالأفلام الناطقة باللغة الهندية مع ظهور أول فيلم هندى ناطق عام 1931 ومنذ ذلك التاريخ تحتل الأغانى والرقصات الهندية مكانة متميزة داخل هذه الصناعة.. السينما فى الهند بالفعل مختلفة فأعداد التذاكر بالمليار فعلًا موزعة على آلاف دور العرض التى يصطف أمامها طوابير من الباحثين عن مقعد أمام الشاشة التى تعرض للعديد من الأفلام المتنوعة.

 من هوليوود أيضا استمدت السينما المصرية تسمية هوليوود الشرق باعتبارها صناعة السينما الأكثر انتشارا فى العالم العربى، وعام 1932 عرض فيلم أولاد الذوات أول فيلم مصرى ناطق بطولة يوسف وهبى وأمينة رزق وظهرت فى فيلم آخر خلال نفس العام المطربة نادرة أول مطربة مصرية.

وإذا كانت السينما تشكل أحد أركان القوة الناعمة فإن هناك من النجوم من تركوا بصمة يصعب تكرارها جعلتهم رموزًا فنية باقية، وإذا كان الفيلم الناطق الأول ظهر فى نفس التوقيت تقريبا فى مصر والهند معًا، ففى مطلع الأربعينيات من القرن الماضى ولد الفنان الهندى أميتاب بتشان والفنان المصرى عادل إمام، وأثرى كل منهما الحياة الفنية بقرابة150 عملاً كانا خلالها لسان حال شعبيهما، فحرصا على تناول قضايا ومشكلات مجتمعيهما السياسية والاجتماعية والثقافية بطريقة شيقة وبسيطة وجدت طريقها إلى قلوب الناطقين بالهندية والعربية فى جميع أنحاء العالم. كما جمعا بين مختلف أنواع الأعمال الفنية فقدما الدراما والكوميديا والغناء والاستعراض فى المسرح والتليفزيون والسينما.

على خشبة المسرح تجلى نبوغ عادل إمام وإلى جانب الأفلام قدم أميتاب بتشان برامج تليفزيونية شاهدها العالم وكانت له تجربة سياسية لم تستمر طويلا.

يظل النجوم العظماء أمثال «بتشان وإمام» هم من يرسمون حدود القوة الناعمة، ويصنعون مقوماتها فيتعلق بأعمالهم جيل تلو الآخر، وبالرغم من وقوف كتائب من المبدعين إلا أن قيمتهم وتأثيرهم تظل الشاهد الأكبر على نجاح وتأثير الفن فى بلدانهم، ويصيب العناء الباحث عن أمثالهم أو شبيه لهم لإيجاد قامة تشبههم فى العديد من دول العالم، لأنهم نجوم وطنية لم يتاجروا يومًا بالفن أو بتقدير شعوبهم لهم، فاستحقوا تقدير كل من ينطق بلغتهم.

 ربما لم يحصلوا على جوائز عالمية بعينها لكنهم حصدوا حب الملايين حول العالم.