الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

‏إبراهيم صالح

أنا مكدبتش وعمرى ما كدبت إلا إذا اعتبرنا الروچ اللى بتحطيه ومرواحك للكوافير كدب، ليه بيقولوا على البنت اللى بتحط روچ أو بتروح للكوافير إنها بتتزوق ومش بتكدب؟ أهو أنا عملت كده، مظهرى وكلامى عن خالى كان مجرد زواق، تجميل اجتماعى، أنا بجّمل وضع مليش ذنب فيه، المجتمع لو عرف ظروفى مش هيسيبنى فى حالى لأنه بيعتبر ظروفى عيبة.



‏الجمل اللّى فاتت دى قالها إبراهيم صالح بطل رواية أنا لا أكذب ولكنى أتجمل لإحسان عبد القدوس واللّى اتعملت فيلم تليفزيونى وكان بطله الأسمر العبقرى أحمد زكى والرقيقة آثار الحكيم.

إبراهيم قال الكلام ده لخيرية وهم قاعدين فى كازينو على النيل بيبرر لها ليه هو خبى وظيفة أبوه وإنه «توربى» وهى من عيلة غنية وارستقراطية.

خيرية ردت عليه وأكدت أن أصله ومستواه الاجتماعى والمادى مش عائق ولا مشكلة عندها بس بعد شوية بنشوف أن كلامها رد فعل مؤقت ومع أحداث الفيلم هتسيبه خيرية بسبب الفوارق الرهيية بينهم وأنهم من عالمين مختلفين.

فى الفيلم بتظهر لينا نقطة مهمة وهى رسالة قادمة من صُلب القصة وهى أن فى ناس كتيرة بتعمل زى إبراهيم ومبتشوفش نفسها كدابة.

بيعتقدوا أنه طالما مكدبش عليها فى مشاعره تجاهها يبقى خلاص، هو بس حاول يجمل صورته قدامها.

إبراهيم فى الفيلم فى منه كتير فى الحياة، ناس بتقول أنصاف الحقائق زى إبراهيم بالضبط.

السؤال ليه نعمل زى إبراهيم؟ الحقيقة عندى خمس أسباب تخلينا عمرنا ما نعمل زيه:

1 - نص الحقيقة حتى لو كان صحيح فهو قاصر وغير مكتمل وده يخلى اللّى بيقول نص الحقيقة كداب وكمان أهبل لأن طال الوقت أو قصر الحقيقة بتظهر ولو بعد حين وبتكمل أجزاء اللغر وربنا ياما كشف ناس كدابة بصدف وقدريات لا تصدق.

2 - إحنا مش محتاجين نكدب أو نبرر الكدب لأنه سلوك مريض والأسوأ منه هو فلسفته وتحويله لسيناريو وحبكة درامية وهى أولاً وأخيراً كدبة.

3 - ليه نكدب أصلاً وعلشان إيه ومين؟ الكدب سلوك بغيض والصدق من أخلاق الشرفاء فكل واحد يشوف يحب يبقى مع أى فريق: الشرفاء ولا الكدابين.

4 - الكدب علشان يبقى فى قبول اجتماعى بيتفقس وكل الحوارات والكدب بيبقى تمثيلية بتنتهى نهاية مش لطيفة.

5 - أهم وآخر نقطة، فين ربنا من منظومة الكدب دى؟ وليه نكدب علشان نجمل شكلنا قدام الناس ومنهتمش بشكلنا قدام ربنا.. فين ضميرنا؟!

الخلاصة أنا لا أكذب ولكنى أتجمل رواية جميلة بس مبدأ مغلوط وتبرير ساذج لفعل قبيح.

اتفرجوا على الفيلم واستمتعوا بالرواية بس متقلدوش إبراهيم، هو النموذج الغلط اللّى مفلسف الموضوع بشكل يخليه منطقى ومبرر لنفسه أمور واهية.. ويظل الكذب شىء والتجمل شىء آخر ولا عزاء للكدابين.