الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

إجازة وضع!

خرج الرجال عن وقارهم، فرقصوا فرحًا فى عرض الطريق، ومانشيتات الجرائد تحمل إليهم آخر الأخبار بحصول الرجل - إسوة بالمرأة- على إجازة وضع مدفوعة الأجر، ستة شهور كاملة، يمارس فيها سى السيد دور الأب بحق وحقيقى، فى رعاية المولود، فيغسل ويرضع ويناغى ويكنس ويمسح، تمامًا كالأمهات اللواتى يحصلن على إجازة وضع لرعاية المولود!



 

المثير.. أن الرجل سوف يحصل على إجازة الوضع، بناء على توصية دولية، صادرة عن الأمم المتحدة شخصيا، وبالتحديد لجنة حقوق الطفل التابعة للمنظمة الدولية، التى أكدت بعد دراسة الأوضاع العائلية فى مختلف دول العالم، وبعد إرسال بعثات تقصى الحقائق فى المنازل والبيوت، أن عبء تنشئة الأطفال ورعايتهم، يقع فقط على عاتق الأم، مما يشكل انحيازًا ضد الرجل، الذى لا تتاح له الفرصة ليدلى بدلوه فى رعاية الأبناء، مع أن الرجال لو أعيد تدريبهم وصقل مهاراتهم، يمكن أن يقوموا بالمهمة على أكمل وجه، مهمة رعاية المواليد الجدد.

لكن المشكلة أن قوانين العمل فى العالم كله لا تعترف بدور الرجل فى أصول التربية والرعاية النفسية للأبناء، ما يعد انحيازا للمرأة على حساب الرجل الذى يجب أن يلعب دورا فيأخذ إجازة وضع لمساعدة المدام، خصوصا أنه يمكن تعديل القوانين المنظمة للعمل ومبادئ حقوق الإنسان، لتتفق مع الفكرة، فكرة منح الأب إجازة وضع أسوة بالأم، خصوصًا أن هناك من الأمهات من يرغبن فى العودة سريعًا للعمل بعد الولادة، ساعتها سوف يمارس السى السيد أدوار أكثر فاعلية فى حياة الطفل، خلال الستة شهور الأولى من حياته!

الخطير.. أن قرارات الأمم المتحدة، تصطدم غالبًا بالرفض والمقاومة، وقد حصل بالفعل أن لوبى رجال الصناعة والتجارة والأعمال، داخل أروقة الأمم المتحدة قد رفع الراية الحمراء، وقد فشل فى استخدام الفيتو بحجة أن الرجل يمثل العصب الحقيقى لسوق العمل، وغيابه عن عالم الشغل والإنتاج بحجة رعاية الطفل، سوف يتسبب فى نكسة عالمية لمعدلات الإنتاج والاستثمار.

من حسن الحظ أن لجنة الأسرة داخل الأمم المتحدة، وقفت تتصدى لمحاولات رجال الأعمال، ووجهت إليهم اتهامًا صريحًا بالعنصرية والتحيز، على اعتبار أن المرأة ليس مواطنًا من الدرجة العاشرة فى سوق العمل والتجارة وشغل البيزنس «وأن الرجل ليس أفضل منها».

هناك الآن بصيص من الأمل، وشعاع من ضوء فى الظلام الدامس، وقد رحبت الدنمارك بالفكرة، وبدأت فى إعطاء رجالها إجازة وضع، وفى بريطانيا يدرسون تعديل القوانين لتسمح بإجازة الوضع لصنف الرجال، خصوصًا أن وزيرة التجارة والصناعة هناك واحدة ست متحمسة تمامًا للقضية.

لا أعرف كيف أتصرف، فهل أرقص فرحًا كباقى الرجال لحصولى على إجازة إضافية؟! أم أبكى حزنًا على سى السيد الذى راحت أيامه.. يا حرام؟!