السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

عودة الخلافة بالجهاد ضد الجيش!

عودة الخلافة بالجهاد ضد الجيش!
عودة الخلافة بالجهاد ضد الجيش!


فى سبيل تحقيق حلم إقامة دولة الخلافة يسعى الإخوان لفعل أى شىء يجعلهم يحققون حلمهم، وذلك بعد أن تأكدت رغبتهم فى الاستحواذ على منصب الرئيس والمناصب التشريعية والتنفيذية باعتبارهم الأحق بذلك لأنهم أتباع السلف الصالح، مع أن الخلافة لم يأت أمر بها لا فى القرآن الكريم ولا فى السنة.
 
ومع أن الإسلام لم يأمر بإقامة دولة دينية، إلا أن تاريخ المسلمين أقيمت فيه الدولة الدينية المعتمدة على مبدأ الحاكمية الإلهية لقرون من الزمن، والحاكمية الإلهية هى التى تجعل الحاكم يحكم باسم الله تعالى ويكون مسئولاً أمامه يوم القيامة وليس أمام الناس، أما القرآن الكريم فقد وضع الشروط العامة لإقامة الدولة مثل الشورى والعدل.
 
وكان أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة قد طالب أنصاره فى مصر بمواجهة الجيش لوقف مطاردة الإسلاميين، وحرض أنصاره على الجهاد ضد الجيش لإقامة الخلافة الإسلامية.
 
كما أصدرت حركة السلفية الجهادية بيانًا أوضحت فيه أن الجيش المصرى المتواجد بسيناء طائفة مرتدة ويجب ردعها وصدها، متوعدة الجيش المصرى بالرد على العمليات التى ينفذها بسيناء.
 
ولدعم الموقف المضاد للجيش، اعتبر د.سليم العوا الحديث النبوى: «إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا، فذلك الجند خير أجناد الأرض»، والذى وصف فيه عليه الصلاة والسلام جند مصر بخير أجناد الأرض بأنه حديث ضعيف، وكذلك اعتبر أبو إسحاق الحوينى الحديث بأنه باطل مع أنه ليس فى علم الحديث مصطلح باطل، كما أن الحديث من المناقب يعنى لا يتحدث عن عقائد أو عبادات أو تشريع، ولكنه يتحدث عن مزايا لا ضرر فيها إن صحت.
 
ونفس الحديث لم يتم تضعيفه أو تكذيبه من قبل، وبذلك أصبح إصدار الأحكام من مشايخ الإخوان يتم بناء على المصالح السياسية، فجند مصر خير أجناد الأرض فقط عندما يحكمها الإخوان، وعندما يصبح خير أجناد الأرض أكبر عقبة أمام بقاء الإخوان فى السلطة يتم إنكار الحديث.
 
وفى القرآن الكريم تشترك مصر مع بيت الله الحرام فى أن من يدخلهما يكون آمنًا، قال تعالى عن البيت الحرام: (.. ومن دخله كان آمنًا) آل عمران 79 فقد تكفل تعالى بمسئولية أمن من يدخلون بيته الحرام، (.. ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) يوسف: 99 أما مسئولية أمن من يدخل مصر فمرتبط بدولة يكون جندها من خير الجند حتى يقوموا بتأمين الزائر.
 
والقرآن قرر أن مصر آمنة ولذلك فإن من يهدد أمن مصر يعتبر خارجًا على إرادة الله، وقد قرر تعالى أهمية وجود الجنود: (.. ولله جنود السماوات والأرض) الفتح: 4 مما يعنى أن جنود الله هم من ملائكة السماء ومن البشر فى الأرض الذى جعلهم تعالى حراساٍ لخلقه.
 
وقد ذكر لنا القرآن الكريم نوعين للحكم المصرى، حكم المحتل فى قصة النبى يوسف، حيث كان الهكسوس يحتلون مصر، لذلك تم وصف الحاكم بأنه الملك ولم يصفه بالفرعون، والحكم الوطنى فى قصة النبى موسى حيث كان الحكم للمصريين لذلك تم وصف الحاكم بأنه الفرعون ولم يصفه بالملك، فالقرآن وضح لنا تاريخ حكم مصر بأنه إما حكم وطنى أو حكم محتل.
 
كما أشار القرآن لقوة الدولة المصرية بالتعبير عن مصر على أنها الأرض: (إن فرعون علا فى الأرض..) القصص: 4، والدولة المصرية القديمة بدأت بتوحيد القطرين 3200- 2250ق.م، ثم ضعفت ثم عادت للقوة فى عصر الدولة الوسطى ثم ضعفت فاحتلها الهكسوس.
 
ثم عاد الحكم المصرى القوى بعد أن طرد أحمس الهكسوس وبدأت الدولة الحديثة التى بلغت عظمتها فى عصر الرعامسة، مع العلم بأن فترة الهكسوس كانت لا تزيد على مائتى عام فى تاريخ دولة قوية يحميها جيش قوى استمرت لمدة ثلاثة آلاف عام.
وقد يرى البعض أن القرآن الكريم ذكر مثالاً سيئًا للجند وهم جنود فرعون ومساعدتهم له فى طغيانه، وفرعون كان حوله الملأ: (..إلى فرعون وملئه..) الأعراف: 103 والملأ هم المقربون منه كالنبلاء وقادة الجند وكبار رجال الدولة، أما جند فرعون فهم فرقة من الجيش وهم الذين غرقوا معه بعد أن قاموا بمطاردة النبى موسى وأتباعه.
 
وقد أخبرنا تعالى عن نهاية مشتركة لجنود فرعون وقومه: (فأخذناه وجنوده فنبذناهم فى اليم..) القصص: 40 وعن قوم فرعون: (فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قومًا فاسقين، فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين» الزخرف: 54- ,55 ونفهم من الآيتين أنه تعالى أغرق جنود فرعون وهم قومه فى نفس الوقت، ولذلك هم ليسوا كل الجيش المصرى وقتها.
 
والقصص القرآنى أخبرنا عن أماكن فى القصص عن أقوام سابقين منهم سبأ باليمن وعاد بالأحقاف وثمود بشبه الجزيرة العربية، وقد اندثرت الأمم التى ذكرها القرآن وبقيت مصر.
 
فالتاريخ المصرى مستمر، وقد بدأ ذلك التاريخ قبل نزول القرآن واستمر بعده إلى ما شاء الله، وآيات القرآن عن مصر جاءت معبرة عن الماضى ولكنها تعبر أيضًا عن الامتداد للحاضر والمستقبل.
 
والقصص القرآنى هدفه العبرة ليتعلم الناس من أخطاء السابقين، وإن كان علينا أن نتعلم من قصص الأمم المندثرة مثل عاد وثمود، فإنه علينا كمصريين أن نتعلم من تاريخ مصر وتاريخ جيشها المستمرين منذ آلاف السنين.
 
والحديث النبوى يؤكد على أهمية وجود الجنود: «عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس فى سبيل الله»، وفيه يوضح النبى عليه الصلاة والسلام فضل عمل الحراسة التى يقوم بها الجنود.
 
فالجنود المصريون بقيادة قطز وبيبرس كانوا الجيش الذى هزم التتار، والجنود المصريون بقيادة صلاح الدين كانوا الجيش الذى هزم الصليبيين، والجيش المصرى من أقدم جيوش الأرض ويتمتع بقدرات قتالية عالية ويتصف بالإقدام والشجاعة والاستعداد للمواجهة.
 
وفى أكتوبر 73 حقق الجيش المصرى معجزة عبور خط بارليف الحصين والذى قال عنه الخبراء الروس إن اقتحامه يحتاج لقنبلة ذرية، فأذابه الجنود المصريون بخراطيم المياه.
 
هؤلاء الجنود الذين قال عنهم الإسرائيليون أنهم انتشروا بكثافة فوق خط بارليف حتى أزالوه، هؤلاء الجنود الذين يكرههم الإخوان هم الجنود الذين أدهشوا الأعداء والعالم، هؤلاء الجنود هم خير أجناد الأرض.