الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

كلمة السر.. الشباب

«لا مستقبل لدولة من دون شبابها».. شعار رفعه الرئيسُ المصرى «عبدالفتاح السيسى» منذ الفترة الأولى لولاياته حتى الآن؛ حيث كان الشبابُ وطموحاتهم وأزماتهم على أولوية مَهامه الرئاسية، وقد عمل مَد جسور الثقة مَرّة أخرَى إعادة جسور الثقة بين الدولة والشباب من جديد، وإنهاء الفجوة وحالة الفتور التى استمرت لعدة سنوات مضت؛ بل يضعهم على طريق التمكين والقيادة، فأصبح الشبابُ اليومَ يتقلدون العديدَ من المناصب السيادية فى الدولة، ولهم العديد من المنصات والمنتديات التى يستطيعون من خلالها توصيل صوتهم ومقترحاتهم؛ بل الوقوف أمامَ رئيس الدولة وحكوماته وسؤالهم بكل وضوح عن مستقبل بلادهم.



 

كانت البداية فى عام تولّى الرئيس السيسى حُكم المحروسة، ففى عام 2014 وخلال لقائه مع شباب المستثمرين ورجال الأعمال طالب الرئيسُ بضرورة تواجُد الشباب بصورة قوية داخل الوزارات والهيئات الحكومية، كما تعهّد «السيسى» بتدريب هؤلاء الشباب فى أكاديمية ناصر العسكرية، وهو ما بدأت الأكاديمية فى تنفيذه بالفعل فى 2014 بتنظيمها لدورات فى موضوع «الاستراتيجية القومية والأمن القومى»، شارك فيها أعدادٌ كبيرة من الشباب العاملين فى الجهاز الحكومى.

وبناءً على توجيهات الرئيس السيسى، صدر قرارُ رئيس الوزراء آنذاك المهندس «إبراهيم محلب»، رقم 1592 لسَنة 2014 بتفويض الوزراء فى اختيار معاونيهم، وبدأت بالفعل العديد من الوزارات فى تطبيق القرار، وكانت وزارة الإسكان هى الأولى فى تطبيقه.

وأصدر الدكتور «مصطفى مدبولى» وزير الإسكان آنذاك، قرارًا رقم 93 لسنة 2015 بتعيين 4 معاونين له، فى كل جهة على حدة، فتم تعيين معاونين للتخطيط العمرانى والمجتمعات العمرانية والمرافق، وتعيين معاونين هندسيين من الشباب لرؤساء أجهزة المدن الجديدة لمُدة عام.

 عام الشباب

خلال كلمة الرئيس «عبدالفتاح السيسى» من دار الأوبرا المصرية بمناسبة «يوم الشباب المصرى» وإطلاق الموقع الإلكترونى لمشروع «بنك المعرفة»، أعلن أن عام 2016 هو عام الشباب المصرى، مؤكدًا على اتخاذ حزمة قرارات وتكليفات لتفعيل دَور الشباب فى منظومة العمل الوطنى، وتمكينهم فى جميع المجالات، كما أقرَّ الرئيسُ انطلاق أولى دَورات برنامج تأهيل الشباب للقيادة لاختيار 500 شاب من بين أكثر من 60 ألف متقدّم.

وعلى مَدار سنوات تولّيه رئاسة الجمهورية، شهدت مصر خلالها العديدَ من المشروعات والمؤتمرات والمنتديات التى حملت بصمة الشباب المصرى وتقديم جميع التسهيلات للحكومة المصرية لمساعدة الشباب فى المشاركة فى التحوّلات الجذرية التى يشهدها وطنُهم فى مجالات مختلفة. 

 الخطوة الأولى

كانت البداية الأولى لفتح منصة ومُلتقى بين الحكومة والشباب من خلال «المؤتمر الوطنى الأول للشباب» فى أكتوبر 2016، بمشاركة مجموعة كبيرة من الشباب فى مختلف الفئات والتخصصات والمحافظات؛ حيث كان المؤتمرُ مُلتقى للحوار المباشر بين الدولة المصرية ومؤسّساتها المختلفة والشباب المصرى الواعد الذى يَطمح فى مستقبل أفضل لوطنه من خلال رؤية وطنية وتخطيط علمى وحوار بَنّاء.

وأقيم المؤتمرُ بمشاركة أكثر من 3000 شاب وفتاة من مُختلَف محافظات الجمهورية، وبحضور الرئيس «عبدالفتاح السيسى»، وعدد من الوزراء والمسئولين والخبراء، وخلال المؤتمر تم الإعلان عن إطلاق جائزة الإبداع السنوى، لتضع الشباب المصرى الناجح على منصة التكريم من الرئيس.

وفى ديسمبر من العام نفسه، تم إطلاق «المؤتمر الدورى الأول للشباب» بمدينة القاهرة، بمشاركة نحو 1000 شاب وفتاة من مختلف محافظات الجمهورية، بحضور ومشاركة الرئيس السيسى وعدد من الوزراء والمسئولين؛ لمناقشة أهم القضايا على الساحة المصرية، كما تم خلاله تكريم مجموعة من الشباب المتميز فى مختلف المجالات. وعلى مَدار سنوات استمر المؤتمرُ الدورى لشباب مصر فى الانعقاد حتى دورته الثامنة فى عام 2019، وكان أبرز ما يميز المؤتمر جلسات «اسأل الرئيس»، التى يجيب خلالها الرئيس السيسى عن أبرز الأسئلة التى تلقاها من المواطنين خلال الأيام السابقة للمؤتمر عَبر الصفحة الرسمية المخصصة للمبادرة. 

 التأهيل والمشاركة

لم تكن المؤتمرات والمنتديات الشبابية التى حرصت الدولة المصرية على إطلاقها مُجَرّدَ حلقات نقاشية فقط بين الكوادر الشبابية ورجال الدولة؛ إنما خرجت هذه المؤتمرات بمجموعة من التوصيات التى عملت الدولة المصرية على إنجازها ووضعها ضمن خططها المستقبلية، مثل إنشاء مركز وطنى لتأهيل وتدريب الكوادر الشبابية، تعاون الشباب مع الكنيسة والأزهر الشريف بهدف تجديد الخطاب الدينى، تشكيل مجموعات رقابة داخلية بأجهزة ومؤسّسات الدولة من الشباب، إطلاق مبادرة لتجميل الميادين وتقنين أوضاع المشروعات الشبابية المتنقلة التى تواجه صعوبة فى استخراج التراخيص، إنشاء حضانات للإبداع والابتكار تحت رعاية المجلس الأعلى للجامعات لتوفير الدعم للشباب المُبدعين فى كل المجالات، وإطلاق المشروع القومى للقرى الأكثر احتياجًا، وغيرها من التوصيات التى تهدف لتمكين الشباب من أجل صناعة مستقبل أفضل لهذا البلد.

ثم كان تحقيق حلم تولّى مسئولية صناعة القرار والمشاركة فى صناعة مستقبل بلدنا تحت ريادة شبابية هو الخطوة التى تم اتخذها الرئيس «عبدالفتاح السيسى» لإشراك الشباب المصرى فى مسئولية وصُنع القرار؛ لإثبات كفاءتهم وإخراج طاقتهم، فكان قرارُ اختيار نُوّاب المحافظين من الشباب، غالبيتهم من خريجى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب، بالإضافة إلى وجود نُخَب شابّة فى البرلمان، وبعض الوظائف القيادية الأخرى كمحاولة لتجديد الدماء وتمكين الأجيال القادمة، وذلك فى إطار خطة الدولة للاستعانة بهم فى مختلف قطاعات ومجالات الدولة؛ حيث تم تعيين 23 نائبًا من الشباب فى محافظات مصر المختلفة، كما تم تمكين 25 قيادة شبابية خلال حركة المحافظين الجُدُد ونُوّابهم فى عام 2019.

وتضمنت حركة المحافظين الجُدُد التى ضمت 39 قيادة جديدة ما بين محافظ ونائب للمحافظ، 60% من فئة الشباب؛ حيث ضمّت اختيار 16 محافظًا، و23 نائبًا، وجاء عددُ الشباب 25 قيادة، منهم اثنان من المحافظين، و23 نائبًا للمحافظين جميعهم من فئة الشباب.

ومَنحت الدولة فرصة حقيقية لـ8 عناصر شابة من أعضاء البرنامج الرئاسى، بينما حازت المرأة على أعلى نسبة تمثيل فى منصب نائب المحافظ، بواقع 30% من إجمالى الحركة الجديدة، من خلال تعيين 7 نائبات للمحافظين الجُدُد، يمثلن كفاءات وخبرات علمية وأكاديمية كبيرة.

ومن جانبه قال الدكتور «مصطفى مدبولى»، رئيس الوزراء: إن تعيين 23 نائبًا للمحافظين غالبيتهم العظمَى تحت سن الـ 30 عامًا؛ يهدف لتأهيل جيل جديد من المحافظين ليكونوا نَوَاة حقيقية للتأهيل كمحافظين، وستكون هناك دَورات تدريبية لتأهيلهم بـالأكاديمية الوطنية للشباب.

وأضاف فى مؤتمر صحفى بمَقر مجلس الوزراء، إن إجمالى عَدد نُوّاب المحافظين وصل لـ 35 نائبًا. موضحًا أنه خلال بضع سنوات مع نجاح تجربة تعيين وتأهيل الشباب سيكون هناك محافظون من الشباب.