الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
غناء القلم: «لقاح» ضد الدوافع المريضة لتكوين الأسرة المصرية الحديثة

غناء القلم: «لقاح» ضد الدوافع المريضة لتكوين الأسرة المصرية الحديثة

أولًا: الرجال لماذا يتزوجون؟ 



هذا رجل يعتذر عن فوضى بيته،  وعدم نظافته، وضياع جواربه، وضياع أزرار قمصانه،  وعدم وجود أكل يطعمه، بقوله: «معلش أصل أنا عازب، وانتوا بقى عارفين حياة العزاب».. شىء غريب، هل لأنه عازب، يبرر لخبطة حياته، وفوضى وعدم نظافة بيته؟؟ وهذه نصيحة أب لابنه العازب: «يابنى أمك تعبت من خدمتنا،  اتجوز، نستريح كلنا».. المطلوب إذًا خادمة، مطيعة، لا تكلف الكثير.

رجل عنده فلوس، يتزوج، ليضمن أبناء من دمه، يتلقى عزاءه، وفلوسه.. رجل يفكر فى الشيخوخة، فيتزوج ليضمن «ممرضة» رخيصة الثمن.

الرجل مثلًا الذى يريد الكتابة، يتزوج ليتفرغ لكتاباته، بينما زوجته توفر له جو الاستقرار، والهدوء، وتحضر له القهوة، وهو غارق فى الإلهام «بس ياريت يكتب شيئًا، للتنوير، والتقدم». 

رجال لا يحبون الزواج، لكنهم يتزوجون، لأنهم لا يستطيعون مواجهة النمط السائد «سُنة الحياة».

رجال، يتزوجون لإرضاء النصف الأسفل من الجسد، والبقاء فى دوران التفريغ الجنسى.. ويتزوج آخرون لتجنب الملل، وقتل «الوحدة»، التى تتمتع بسمعة رديئة. 

رجال يتزوجون، متخيلين أنهم يقومون بمهمة مقدسة، وهى تعمير الكون، بنسلهم.. آخرون يتزوجون هروبًا من حب قديم، أو انتقامًا من حبيبة هجرتهم، أو تخلصًا من منغصات الأهل.. وهناك رجال يتزوجون، لإشباع حب السيطرة والامتلاك، والتنفيس عن الغضب.

ثانيًا: النساء لماذا يتزوجن؟.

تتداخل دوافع الرجل للزواج، ودوافع المرأة للزواج.. لكن المرأة تنفرد بخصوصية، أن تجد منْ «يفتح البيت»، ويمنحها الستر، والحماية، بنسب مختلفة حسب كل امرأة.. ولا نغفل انخداع الفتيات والنساء، بكلمات الغزل المعسولة، وعش الحب الوردى، وشهر العسل الخالد.

بعد فترة، تظهر التناقضات، وتظهر التعاسات والإحباطات، والاضطرابات النفسية، والعنف الناتج من الدوافع المرضية.

نريد أن يتزوج الرجل، ليس بحثًا عن طعامه، وجواربه، ولكن بحثًا عن تكامل إنسانيته، وتتزوج المرأة، ليس بحثًا عن الأنفاق والستر، ولكن لأن منْ اختارته، يريد «شريكة»، وليس جارية مطيعة. 

نريد تحرير «سُنة الحياة»، من شهوات الطعام والجنس والحماية، والستر والإنفاق.. نريد أن يتزوج الناس، بعد النضج الفكرى والعاطفى والنفسى، فيتحولون من زواج «الاحتياجات الدونية»، إلى زواج «الاحتياجات العليا»، من تناغم عاطفى، وفكرى، وإنسانى، يشعر الطرفين بالحرية والسعادة والتحقق.

من واحة أشعارى 

فى بلادى

إذا رفضت المرأة يومًا

أن تتغطى

قالوا «مجنونة» 

إذا أحبت بـ حرية 

دون رقيب أو وصاية 

قالوا بالفسق «مفتونة» 

إذا اعترضت على

طاعة الزوج 

قالوا احذروها 

فهى «بالِجن مسكونة» 

وإذا جادلت الشيخ الفقيه

أفتوا بهدر دمها..

صائحين «كافرة ملعونة».