الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تكنولوجيا الفنون والإعلام ومدينة المَعرفة

إنها مدينة المَعرفة التى تقوم الدولة المصرية الآن بالعمل على الانتهاء منها كخطوة مضيئة فى بناء مصر الرقمية.



 

وهى تعاوُن مشترك بين وزارة الاتصالات المصرية والهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية.

 

وهى تضم عددًا من المراكز المتخصصة للبحوث والابتكار التكنولوجى، والتدريب المتخصص فى التكنولوجيات المتقدمة.

 

ما أود السؤال عنه، وهو سؤال فى جوهره تذكرة واقتراح للدكتور «عمرو طلعت»، وزير الاتصالات، وهو سؤال متصل بالفنون كمَصدر من مصادر المَعرفة.

 

فكلما جاء ذكر البناء العلمى المستقبلى فى إطار العلوم المعاصرة وتطبيقاتها تذكرتُ تكنولوجيا الفنون، واقعها ومستقبلها، وتذكرتُ فكرة العلوم والفنون فى مصر والفصل بينهما لسنوات طويلة بينما يقترب منذ النصف الثانى من القرن العشرين الفن من العلم بتداخلات مشتركة ومساحات متعددة من التعاون الوثيق فى معظم دول العالم الغربى والآسيوى الحاضر فى مَشاهد التنمية والتقدم المعاصرة.

 

سبق أن اقترحتُ على د.«أحمد زويل»-  صاحب نوبل، وهو يؤسّس لمدينة زويل العلمية- ضرورة وجود قسم متخصص لعلوم وتكنولوجيا الفنون، وكان ذلك فى حوار مذاع كبث مباشر من معرض الكتاب أعطانى فيها د.«سمير سرحان» آنذاك- رحمه الله ورحم عالم مصر الكبير د.زويل- دقائق غالية لهذا الاقتراح، وأجاب د.«زويل»: ولِمَ لا!.. بما يتضمن الموافقة، ولكن المَعامل والاهتمامات الأساسية أخذت معظم وقته.

 

أمّا السؤال الاقتراح الآن: هل للفنون- وأحب إضافة الإعلام هنا- نصيبٌ فى مدينة المَعرفة الجديدة؟.

 

أكاديمية الإعلام- التى تشغل مكانًا بارزًا فى مدينة الإنتاج الإعلامى- كان تأسيسُها فى إطار الاهتمام بتكنولوجيا الإعلام، وهو الاهتمام الذى لم يدخل بَعد دراسة تكنولوجيا الإعلام فى إطار العلوم الناشئة والحديثة، وإن كانت قد ساهمت بنصيب لا بأس به فى تقنيات العمل الإعلامى الفضائى بتقديم مهارات مصرية عديدة فى القنوات الفضائية. 

 

السؤال- إذن- عن تكنولوجيا الفنون والإعلام.

 

والإعلام هنا على صلة مباشرة بكل التقدم التكنولوجى الممكن فى مجال الفنون التعبيرية، فالمسافات بينهما عَبر الصور على الشاشات الفضائية وعَبر المواقع الإلكترونية الصحفية لم تَعُد مسافات بعيدة.

 

أتذكر مبادرة الاتحاد الأوروبى للعلوم والفنون الناشئة، التى بدأتْ منذ عدة سنوات ولاتزال مستمرة حتى الآن، وقد كانت تكنولوجيا الفنون والإعلام مبحثًا أساسيّا فى إطار دعم العلوم الناشئة التى تذيب الكثير من الحدود بين مجالات العلوم الاجتماعية بعضها البعض، وبينها وبين علوم التكنولوجيا المتقدمة.

 

الآن- ومصر تؤسّس مدينة للمَعرفة- من حق الفنون التعبيرية وفنون الإعلام معًا نصيبٌ تأسيسٌ فى مدينة المَعرفة.

 

والأمْرُ الذى يدعو للبهجة، أن الحديث التكنولوجى الآن حديثٌ مستقبلى معنىٌّ بالأزمة الحالية واحتياجنا للتواصل عن بُعد، لكنه معنىٌّ أكثر بالدخول للمستقبل فى عالم معاصر أضحت التكنولوجيا فيه أداة أساسية فى جميع أنواع الحياة اليومية، وأصبحت تطبيقاتها ضرورية وذات صلة مباشرة بجميع أنواع العلوم والفنون.

 

وعليه؛ فإن المسرح والسينما والفنون التشكيلية والموسيقى والصحافة الرقمية والإعلام الرقمى فى صلة بالتكنولوجيا لهى قسْم مهم من أقسام العلوم الناشئة والحديثة. 

 

والحديث هنا لا يستهدف الفنون التعبيرية والمجالات الإعلامية الرقمية فقط، فالفنون التقليدية- ومنها دور العرض المسرحى المصرى- قد أضحت بعيدة عن دُور العرض العالمية فى الغرب والشرق المتطور فيما يتعلق بتكنولوجيا الصوت والإضاءة وإمكانيات تغيير المَناظر وصناعتها الجديدة عبر الوسائل التكنولوجية المتطورة. وكذلك إمكانيات العمل السينمائى والأعمال التليفزيونية التقليدية على صعيد الكاميرات وفنون المونتاج وما إلى ذلك، بل وعلى صعيد تكنولوجيا الجمع التصويرى والطباعة الورقية التقليدية.

 

إن الفنون، وأيضًا الإعلام بمعناه العام والتخصصى، لا يمكن النظر إليهما على صعيد التسلية والإمتاع والحوار مع الرأى العام، فقد كدنا أن ننسى وظائفهما الجوهرية، ألا وهى صناعة الوعى والمَعرفة.

 

وبالتالى، ولأن المَعرفة هدفٌ مهم من أهداف مصر الأساسية الآن وهى تدخل للمستقبل، فهل لنا من نصيبٌ أساسى واضح فى مدينة المَعرفة؟

 

لقد أصبحت التكنولوجيا الآن ليست مجرد أداة يتم استيرادها من الخارج، بل أداة تتم صناعتها فى الداخل المصرى.

 

لأن مرحلة امتلاك التكنولوجيا المتقدمة وإنتاجها مرحلة ضرورية للغاية، ذلك؛ لأن إنتاج التكنولوجيا وامتلاكها يربطها ربطًا مباشرًا بالاحتياجات الوطنية المحلية، كما يتيح لنا التواصُل مع العالم المَعرفى الخارجى وهو عالم أضحت التجارة الإلكترونية فيه والاقتصاد القائم عليها سوقًا كبيرة مفتوحة ويمكن من خلالها تطوير الإنتاج الثقافى والإبداعى المصرى لينافس فى المحيط الإقليمى والدولى.>