الإثنين 11 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

طالبنا «حماس» بعدم التدخل فى الشئون المصرية حتى لا يكره المصريون الفلسطينيين!

طالبنا «حماس» بعدم التدخل فى الشئون المصرية حتى لا يكره المصريون الفلسطينيين!
طالبنا «حماس» بعدم التدخل فى الشئون المصرية حتى لا يكره المصريون الفلسطينيين!


الإخوان يريدون  مصر «باكستان» أخرى لا «تركيا»، لذا قرر الشباب المصرى تصحيح مسار ثورة يناير بالخروج فى «6/30».. هذه كلمات معبرة من الزعيم الفلسطينى «نايف حواتمة» مؤسس الجبهة الديمقراطية، والذى كشف خلال حواره المطول مع «روزاليوسف» أنهم طالبوا حماس بعدم التدخل فى الشئون المصرية لصالح الإخوان حتى لا يكره المصريون الفلسطينيين، مؤكدا أن المصرى دفع فاتورة تاريخية من أجل القضية الفلسطينية حتى أثرت على لقمة عيشه وفقد أهله فى حروبه ضد إسرائيل!
«حواتمة» كشف أنه التقى قيادات المخابرات المصرية المهتمين بحل الانقسام الفلسطينى، والتقى المرشد الإخوانى فى مصر وطالبه بعدم التحالف مع قطر ضد الفلسطينيين بالترويج لتبادل الأراضى رغم اعتراف الأمم المتحدة بحدود الدولة الفلسطينية!
 
∎ كيف ترى يوم «6/30»القادم فى مصر؟
- «6/30» يبين الأزمة العميقة الاقتصادية والسياسية والفكرية والمبنية على الصراعات التى شهدتها ثورة 25 يناير على امتداد عامين وتطمح «6/30» أن تفتح الأبواب إلى حلول سياسية سلمية للخروج من الأزمات الجارية على الأرض، فلابد أن يعود الجميع إلى نداء العقل والحوار الشامل الذى يصل إلى حلول مشتركة، ويجب أن يتراجع الجميع عن ركوب الرءوس الحامية الانفرادية، ويأتى الجميع إلى طاولة الحوار الشامل دون إقصاء أحد.
∎ هل ترى أن تدخل حماس فى الشئون الداخلية المصرية يضر بالقضية الفلسطينية؟
- نحن بناة منظمة التحرير ورواد الثورة الفلسطينية دعونا دائما إلى عدم التدخل فى الشئون الداخلية لأى بلد عربى وصحبنا هذا المسار على مدى 30 عاما، إلى أن وقع الانقسام الفلسطينى، فالإخوة بحماس وحركات الانقسام السياسى كانت منصرفة عن خطوط التماس مع العدو الإسرائيلى وكانوا مشغولين بما يطلق عليه العدو البعيد مثلما كان يحدث فى أفغانستان والآن حماس لديها شبكة واسعة من الارتباطات مع الإخوان المسلمين فى مصر أدى ذلك إلى تداخلات، ولذلك ظهر ما يتردد حول تدخلات حماس فى الشئون الداخلية المصرية وهذه العلاقة واضحة للجميع، ولذلك نحن ندعو الجميع بالحركة الفلسطينية الوطنية بالالتزام بعدم التدخل بالشئون الداخلية بمصر لأننا شعب صغير تحت الاحتلال ونحتاج لكل الشعوب العربية، ولذلك أطلب من حماس أن يوضحوا ما يقومون به فى مصر ويوضحوا للمصريين ماذا فعلوا وماذا لم يفعلوا وأطالبهم بعدم التدخل فى الشئون الداخلية المصرية لأننا لا نريد أن تتفاقم المشاكل ويصبح الشعب الفلسطينى ضحية لما يحدث، وأقول لحماس لا تنسوا أن الشعب المصرى هو الحليف التاريخى للشعب الفلسطينى والمدافع التاريخى بأبنائه ولقمة عيشه، كما أن الشعب المصرى تحمل الكثير بسبب فلسطين والفلسطينيين وإننى أطالب حماس أن تتوقف فورا عن التدخل فى الشئون الداخلية المصرية أو أى دولة عربية أخرى، فنحن نريد أن نكسب الشعوب العربية جميعها لا أن نفقدها بكراهيتهم لنا إذا ما حدث تدخل فى شئونهم الداخلية، وهذا ما طلبته من أبومرزوق عند لقائى به بضرورة توقف حماس عن التدخل فى شئون مصر الداخلية بأى شكل من الأشكال.
∎ ما الفرق بين الإخوان فى مصر والنهضة فى تونس؟
- ميزان القوى فى تونس حراكى وليس ساكنا والنزول من النهضة لاستحقاق الطبقات الشعبية والعاملة والفقيرة والوسطى وقطاع الرأسمالية التونسية وهى استحقاقات الثورة التونسية بموجب أركانها المتمثلة فى الخبز والكرامة والعدالة الاجتماعية، ولذلك توجد فى تونس حركة تطوير رغم أنها بطيئة.
ولكن ما هو موجود فى مصر هو استراتيجية إخوانية والإخوان فى مصر يريدون حرق المراحل دفعة واحدة لإحكام الهيمنة الكاملة وبناء نظام إخوانى بدلا عن الهوية المصرية بعروبتها وأفريقيتها، فالهوية اليوم هى أحد أشكال الصراع الدائر فى الشارع المصرى بكل مكوناته اشتقاقا من الديمقراطية التعددية وتثبيتها تحت راية وسقف دستور ديمقراطى.. فى مصر حاليا لم تتحرك الأمور بعد إسقاط النظام الاستبدادى الناجم عن زواج المتعة بين السلطة والمال، بل نشهد أشكالا متعددة بالعودة إلى النظام القديم فى المنهجية الاقتصادية والاجتماعية والعلاقات الاقتصادية فى إطار الرأسمالية النيوليبرالية وشروط البنك الدولى ومنظمة التجارة العالمية، فإننا نلاحظ عودة إلى الماضى وليس تقدما باتجاه الثورة التى صنعها الملايين، فالإعلان الدستورى كرس كل عناصر الاستبداد القديم، كما أن رفض الدستور أولا من قبل الإخوان والتشريع بانتخابات برلمانية أدى إلى نظام بعيد عن ثورة 25 يناير المصرية، نظام يشبه نظام باكستان وليس شبيها بنظام تركيا، لذا تشهد مصر الآن الموجة الثورية الثانية تقودها حركات شبابية تعلمت من أخطاء الموجة الأولى وتدعو إلى تصحيح مسار 25 يناير وترجمة أهداف الثورة بالخبز ودستور جديد وبدولة مدنية ديمقراطية لا عسكرية ولا دينية وبالتعبير المصرى الدقيق الذى ترفعه الموجة الثورية الثانية وكل القوى التى تستجيب لاستحقاقات شعب 25 يناير.. لا لأخونة مصر ولا لأسلمة المجتمع!
∎ كيف كان لقاؤكم مع المرشد وما الحوار الذى دار بينكم؟
- اللقاء دار حول  الحالة الفلسطينية التى تستدعى التفاف جميع الشعوب العربية، كما اعترف بها العالم فى الجمعية العامة للأمم المتحدة فى 29 نوفمبر ,2012 لأن هناك دولا عربية لا تسير فى هذا النطاق التاريخى، فعندما دعا أمير قطر إلى تشكيل قمة عربية مصغرة تحت عنوان «المصالحة الفلسطينية» كان يهدف لفرض الوصاية على الشعب الفلسطينى، ونحن نرفض أى شكل من أشكال الوصاية علينا، وأعلنت مع القيادات الفلسطينية فى تونس أننا لن نسمح بهذا القرار أن يمر فلا وصاية على الشعب الفلسطينى، كما أننا رفضنا تصرف وفد جامعة الدول العربية برئاسة وزير خارجية قطر وعضوية مصر والأردن اللتين ذهبتا إلى واشنطن وتبرعتا بإعلان أنهما مستعدتان لحل سياسى للصراع الفلسطينى - الإسرائيلى، فلم يتمسكوا بحدود 1967 ودعوا إلى تبادل الأراضى من وراء ظهر الشعب الفلسطينى والشعوب العربية، ولذلك هذه واحدة من القضايا التى قمت ببحثها مع المرشد محمد بديع بأن على السياسة المصرية احترام القرار الدولى بالاعتراف بدولة فلسطين علي حدود .1967
فبعد الثورات العربية تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية بسبب انشغال بعض الشعوب العربية بقضاياهم الداخلية، بينما تقوم إسرائيل بتهويدالقدس وبناء المستوطنات، ولذلك على الإخوان المسلمين بعدما أصبحوا يمسكون بمفاصل الدولة فى مصر أن يلاحظوا هذه التطورات ولا تظل مصر غارقة فى أزماتها الداخلية، بل من الضرورى الخروج من هذه الأزمات بالمصالحة الوطنية الشاملة المصرية بالتوافق الوطنى الشامل على قاعدة برنامج قواسم مشتركة بين الجميع من أجل الديمقراطية والحريات وما طرحته ثورة 25 يناير فى ميدان التحرير، وكذلك القضية الثالثة الكبرى التى احتلت مساحة كبيرة فى حوارى مع بديع قضية الانقسام فى الصف الفلسطينى المسئول عنه حماس «إخوان فلسطين» وللمرشد مسئولية فى المساعدة لإنهاء الانقسام وإعادة الحياة لبرامج الوحدة الوطنية التى وقعنا عليها بالقاهرة لأن هذا الانقسام الخاسر فيه الشعب الفلسطينى والرابح إسرائيل.
∎ ما ردود أفعال المرشد حول القضايا التى طرحتها أمامه وبماذا وعدك؟
- وعدنى المرشد بأن سياسة الإخوان ستحترم القرارات الدولية، ووعد أنه سيتدخل مع حماس من أجل تسهيل الحل للقضايا الخلافية التى بقيت بيننا للوصول إلى اتفاق شامل، وتمنينا عليه أنه كلما كان الجهد بينه وبين حماس سريعا كان أفضل، كما أننى تكلمت معه بوضوح حول لقائى مع موسى أبومرزوق عضو المكتب السياسى بحماس وقلت له إن هناك قضايا يمكنه المساهمة بحلها.
∎ كيف ترى ثورات الربيع العربى؟
-أنا لا أستخدم تعبير الربيع العربى وذلك لأنه يوحى بأنه بعد الربيع صيف ساخن، فنحن نعيش فى مناطق صحراوية ثم دورة فصول تعرضنا بدورتها لمصاعب جديدة تحتاج فى كل فصل من الفصول لانتفاضة جديدة، ولذلك أنا أستخدم الانتفاضة أو الثورة لأنها تعبير حقيقى عن الأزمة الطاحنة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والفكرية فى الحياة العربية بعد أنظمة استبداد وفساد وتفاقمت لذلك كانت الشعوب جاهزة للانتفاضات والثورات، ولكن القوى السياسية والأحزاب تخلفت عن دعوة شعوبها لهذا الفعل فتقدم الشباب بشبكة التواصل الاجتماعى التى بنوها افتراضيا وجهزوا أنفسهم بشجاعة للدعوة بالنزول من العالم الافتراضى إلى الواقع فانحازت لهم الشعوب فكل الطبقات بنوعياتها نزلت بالملايين فى الميادين ونادت بالحرية والعيش والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.
ولكن للأسف الذين استولوا على السلطة قاموا بإبعاد الشباب الذين قاموا بالثورة وتم إبعادهم وتهميشهم وتجاوزهم وجاءت أحزاب قديمة ببرامجها القديمة وليست الحديثة التى نادت بها الميادين، ولذلك نحن نشهد أن هذه الموجات الثورية لا تتوقف لأنها لم تتمكن من أن تصل إلى السلطة، بل تقدمت الأحزاب القديمة ودخلت فى صراعات فيما بينها، ولذلك شعرت القوة الفتية الجديدة فى المجتمع خاصة المرأة والشباب أنها مستهدفة، ولذلك مهما كانت أشكال القمع فالكل يرى أن كثيرا من الشباب والمرأة يتعرضون للاغتيالات والمحاكمات كما لو كان المطلوب العودة للنظم القديمة، ولذلك إننى على ثقة أن الانتفاضات والثورات لن تهدأ القوة الفاعلة فيها إلا إذا وضع كل انتفاضة وثورة على بداية سكة السلامة للنهوض ما تبلور من ميادين من برامج الثورات وليس تميزا فى الطبقات أو المذاهب أو الطوائف أو الديانات وأن يأخذ الشباب دورهم فى الحكم، وكذلك المرأة تأخذ حقها.
∎ كيف ترى ثورة 25 يناير بمصر بعد أن سيطر الإخوان على الحكم؟
- ثورة 25 يناير لم تتحقق أهدافها بعد، وهذا يعنى أن الأزمة المصرية ستتواصل ولا يمكن حلها على يد فريق واحد حزب واحد، لأن هذا به شكل من أشكال العودة إلى الديكتاتورية، الحزب الواحد سواء كانت ديكتاتورية مدنية أو ديكتاتورية دينية طائفية ومذهبية، بينما المطلوب لإنجاز أهداف 25 يناير ائتلاف وطنى عريض يؤمن بالمشروع الذى طرحته الثورة المشروع الوطنى الديمقراطى الذى يدعو إلى الدولة المدنية الديمقراطية والدستورية، الذى يدعو إلى المواطنة دون تمييز لتقوم الدولة بقيادة ائتلافية تشمل كل التيارات الفاعلة فى المجتمع وبناء الدولة المصرية الحديثة على قاعدة التعددية الفكرية والحزبية والسياسية والقواسم المشتركة فما هو مشترك تتفق القوى على تنفيذه وما هو مختلف عليه يحترم حق الاختلاف باستمرار الحوار بكل الوسائل السلمية لحله.