السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

عبدالناصر وراء فشل أحمد زكى فى «العندليب»!

عبدالناصر وراء فشل أحمد زكى فى «العندليب»!
عبدالناصر وراء فشل أحمد زكى فى «العندليب»!


الصدفة قادت الباحث الأمريكى إلى قلب العالم أو «الوطن العربى» منذ ربع قرن. من خلال عمله فى مؤسسة هيئة السلام التى أنشأها جون كيندى، البداية كانت فى اليمن، ليساعدهم على تعلم اللغة الإنجليزية. فتعلم هو أيضا اللغة العربية والتصق بها منذ ذلك الحين وحتى الآن، وبدأ يزور البلاد العربية ولكن مصر كانت دائما تعيده إليها مرة بعد مرة للدراسة أو للبحث أو للعمل. 
 «كريستوفر ستون» مواطن أمريكى مختلف، تشعر عندما تجلس معه أنه رجل أمريكى وبقلب مصرى مثقف يعشق هذا البلد ومغرم بنجوم السنوات التى قضاها فى مصر خلقت منه مواطنا شعبياً خالصا.. غرامه بمصر دفعه لطرح كتب متخصصة عن مشاهد الإبداع بدأها بالشيخ إمام بينما يجهز حالياً كتاباً عن عبدالحليم حافظ فى حواره مع «روزاليوسف» يتحدث عن حليم وأيام وسياسة الإدارة الأمريكية

 

∎ كيف بدأت اهتماماتك بالثقافة المصرية؟

 

- عندما كنت أدرس فى منتصف التسعينيات فى برنامج «كاسا- مركز الدراسات العربية فى الخارج» ومقره فى مصر، وللمصادفة لقد أصبحت مديرا لهذا المركز الآن مما يتيح لى التواجد أكثر فى مصر،  هذا البرنامج مختص بتدريس اللغة العربية بشكل مكثف للأجانب وأثناء دراستى قرأت رواية «تلك الرائحة» لصنع الله إبراهيم.. أحببت هذه الرواية جدا وشعرت أنه يكتب بأسلوب مختلف تماما عن الروائيين العرب وحتى الأجانب.. ووجدت أنه بالرغم من كتابته لهذه الرواية قبل نكسة 67 إلا أنه تنبأ بالنكسة فيها، ومن هنا قررت أن أقدم رسالة الماجستير الخاصة بى عن صنع الله إبراهيم.

 

 

∎ وما هى الأسباب التى دفعتك لاختيار «الشيخ إمام» لتقوم حاليا بتأليف كتاب عنه؟

 

- عندما عدت إلى أمريكا بعد أن كنت مقيما فى مصر لمدة عام فى  - 1995-1994 توفى الشيخ إمام. وكان هناك حزن كبير عليه وجنازة ضخمة جدا. فاندهشت إذا كان الشيخ إمام يمثل كل هذه القيمة الفنية عند المصريين لماذا لم أسمع اسمه ولا مرة أثناء وجودى فى مصر.. وأذكر أننى فى زيارة لمصر بعد وفاة الشيخ إمام حكى لى أحد أصدقائى المصريين. أن هناك رواية متداولة ولكنها غير مؤكدة أن مبارك تساءل من هو الشيخ إمام هذا الذى أحدثت وفاته كل هذه الضجة، فكيف من الممكن أن يعتم الإعلام والذى كان رسميا فقط فى هذه الفترة على شخصيات ويبرز شخصيات أخرى.. وانتبهت إلى ظاهرة الشيخ إمام مرة أخرى عندما سمعت أنه وأحمد فؤاد نجم كانا يأخذان حقائبهما معهما وهما ذاهبان لأى حفلة لأنهما يعرفان أنهما ذاهبان بعد الحفلة مباشرة إلى السجن.. فى نفس الوقت كلنا نعرف أحمد فؤاد نجم وتاريخ حياته وميوله وآراءه ولكن المعلومات المتوفرة عن الشيخ إمام قليلة جدا فلا نعلم من أين جاءت ميوله اليسارية وانضمامه لصفوف المعارضة فى حين أن خلفيته وتربيته كانت ريفية ودينية. فالشيخ إمام دائما فى الظل وشخصيته مهملة حتى فى فيلم «الفاجومى» فقد بدا وكأنه دمية. يردد ما يملى عليه من كلمات فقط.

 

∎ ماذا عن مشروع كتابك عن عبدالحليم، ما الذى تريد تقديمه فى هذا الكتاب؟

 

- الكتاب يربط بين عبدالحليم وأحمد زكى، لا أدرى حتى الآن من منهما سوف يستحوذ على الجزء الأكبر فيه. ولكن هناك ترابطا بينهما ظهر بوضوح فى فيلم «حليم» الذى أحاول تفسير عدم نجاحه جماهيريا على غير المتوقع، وهو ما قادنى إلى أن السبب ربما يكون «عبدالناصر» لأن الناس فى الفترة التى كان يعرض بها «حليم» أصبحوا إلى حد كبير يرفضون مشروع عبدالناصر الذى كان مرتبطا بمشروعى السادات ومبارك. ومال الناس أكثر للحنين إلى الماضى فى الفترة السابقة لثورة يوليو، وربما هذا ما جعل «عمارة يعقوبيان» مثلا ينجح أكثر لأنه يحن إلى هذه الفترة.. وما أهتم به فى دراسة عبدالحليم شيئان: أولا ارتباطه بعبدالناصر فقد ولد عبدالحليم فنيا مع ثورة يوليو حتى أن أفلامه تعبر عن مراحل مختلفة من هذه الثورة. مثلا فى فيلم «الخطايا» الذى عرض فى بداية الستينيات نجد أن البطل يعمل مهندسا ويزور المصانع التى تظهر فى مشاهد الفيلم على موسيقى رومانسية، بينما يأتى «أبى فوق الشجرة» ليعبر عن مرحلة احتضار أو ضياع هذه الثورة وأحلامها. أما السبب الثانى فهو معرفة عبدالحليم الإنسان الذى يبدأ عندما ينتهى الفنان فلا أحد يدرى متى كان ينتهى الفنان وكيف كانت شخصية عبدالحليم الحقيقية. بالإضافة إلى أننى كرجل غريب أعتقد إننى قادر على التعامل بشكل نقدى وحيادى وأكثر موضوعية.

 

 

∎ هناك نوع من العداء من المصريين تجاه الكثير من مواقف الحكومة الأمريكية خاصة فى الفترة الحالية، كيف تواجه ذلك أثناء إقامتك فى مصر؟

 

- أعتقد أننى من الأمريكيين المعارضيين لدرجة إننى مثلا أبدأ حديثى دائما مع سائقى سيارات الأجرة فى مصر قائلا: «يخرب بيت أوباما»،  فكنت دائما ضد السياسة الأمريكية وقرارات حكومتها. خاصة فى الدول العربية. فعلى عكس الكثير من الأمريكيين أنا من الأمريكيين المتعاطفين والمتضامنين مع القضية الفلسطينية وهذا ما جعلنى أتعرض لبعض المواقف هناك، وما أراه من الإدارة الأمريكية الآن تجاه الموقف فى مصر هو سعيها وراء مصالحها  فى إسرائيل والسعودية وما تريده فى المنطقة فقط الاستقرار وليس الديمقراطية كما توهم البعض فى وقت من الأوقات عند بداية الثورة.. وفى النهاية فإن دورى كباحث أمريكى ارتبط بالبلدان العربية هو محاولة كسر سوء التفاهم بين العرب والأمريكيين وخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر، وقد اكتشفت أن المصريين تحديدا أقدر و«أشطر» على تفهم الفرق بين الشعب والحكومة ربما أكثر من قدرة الأمريكيين على استيعاب ذلك.