صحافة الجحيم وصحافة النعيم!

عزيزى القارئ الكريم.. أرجو ألا تنزعج من هذه السطور.. فملعون أبوالفقر.. وملعون أبوالفساد والمحسوبية والوساطة وملعون أبوالهدايا والأموال التى يقبلها مسئول حكومى ويتجرعها سحقاً ونارا فى بطون أسرته، فهذه ليست قصة من الدراما المأساوية.. وليست من خيال بشر بل هى قضية فساد - حقيقية - ولم تظهر إلا بعد ثورة 25 يناير.. وتحديدا بعد سنتين من عمر الثورة التى أطاحت بأبشع أسرة حاكمة مستبدة فى تاريخ الشعوب فى خلال 18 يوما فقط وتحديدا فى الأربعة أيام الأولى من عمر الثورة.
 
المهم.. فقد خرجت ورقة صغيرة بإمضاء رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف فى اجتماع وزير المالية الأخير مع قيادات المؤسسات الصحفية القومية تقول إن ثلاث مؤسسات فقط تعفى من دفع الديون المستحقة عليها قبل 2006 وهى الأهرام وأخبار اليوم ومؤسسة دار التحرير «الجمهورية».. واعتبرت أن هذه المؤسسات الثلاث فقط هى الصحافة القومية وباقى المؤسسات ومنها روزاليوسف ودار الهلال ليست مؤسسات قومية لايحق لأحد إسقاط ديونها وخرجت مؤسسات «الجنوب» الفقيرة ماديا فقط «روزا - المصور - أكتوبر» من رحمة رئيس الحكومة الأسبق.. وهى الأعرق مهنيا والتى خرج من عباءتها إحسان عبدالقدوس ومحمد التابعى وأحمد بهاءالدين.. والعشرات من الأساتذة العظماء فضلا عن رموز الصحافة حاليا فى الصحف المستقلة الخاصة أو الحزبية بكل أطيافها المختلفة.
 
وسؤالى لضيق المساحة المسموحة - هل تعلن هذه المؤسسات الأخرى استقلالها عن المجلس الأعلى للصحافة.. طبقا للعنصرية فى المعاملة قديما وحديثا.. ومحاولات الضغوط المستمرة لتصفية هذه المؤسسات خاصة بعدما صرح قيادات الإخوان فى الفترة الأخيرة عن غضبهم الشديد من الصحافة وخاصة صحافة روزاليوسف العريقة.
 
فهل هناك رؤية أخرى لإعادة هيكلة هذه المؤسسات بطريقة تحفظ كرامة وعراقة أبنائها العاملين وحق الشعب والدولة فى أصول أملاكه.. بالإضافة إلى طى روح الانتقام ووتيرة الترصد. فهل يجيب لنا د.مرسى ود.أحمد فهمى.. ود.هشام قنديل ووزير المالية على هذه الأسئلة.. ونحن فى الانتظار لنتواصل وإن لم ترغبوا.. والله من وراء القصد.