60 مليونية والنتيجة طائر النهضة الحزين

اسلام عبد الوهاب
خلال عامين ربما تندهش إذا قلت لك أن عدد المظاهرات التى أطلق عليها لفظ مليونية - مجازا - حوالى 60 مليونية ربما كان أكثرها زخما المليونيات الرافضة للإعلان الدستورى والتى انطلقت كل جمعة وثلاثاء تارة فى التحرير وتارة عند قصر الاتحادية.
نرصد فى هذه المساحة أشهر مليونيات الثورة فى وقت يعارض الإخوان الآن هذه المليونيات على نفس شاكلة النظام السابق!
«جمعة النصر»
خطب فيها الشيخ يوسف القرضاوى وكان المصريون مثالا للوحدة.
∎«الشرعية الثورية»
مع تعيين أول حكومة ثورية باسم حكومة الإنقاذ الوطنى، برئاسة عصام شرف، الذى اختار الذهاب إلى الميدان، إيمانا منه بالشرعية الثورية التى تلغى جميع الشرعيات الأخرى ورغم عدم توفيق شرف فى مهمته، إلا أن مشهد شرف فى الميدان لا يمكن أن ينسى.
∎ التطهير
فى 8 أبريل دعت القوى الثورية إلى جمعة التطهير والمحاكمات، للمطالبة بسرعة المحاكمات لرموز النظام الفاسد وتطبيق العزل السياسى على أعضاء الحزب الوطنى المنحل، وقد استجابت كل القوى السياسية لدعوة المليونية، لكن الخلافات سرعان ما دبت بين عدد من التيارات عقب انتهاء المليونية حول الاعتصام فى الميدان، وخاصة الدعوة السلفية، التى شاركت فى المليونية لكنها رفضت الاستمرار فى اعتصام مفتوح، وأكدت فى بيان لها أنها مع محاكمة رموز الفساد، لكنها ضد المطالبات بتنحى المجلس العسكرى.
∎«الثورة الثانية» وغزوة الصناديق
فى 27 مايو دعت القوى الثورية إلى مليونية رافضة للإعلان الدستورى ودعت إلى إسقاطه والعمل على كتابة الدستور أولا قبل الانتخابات وهنا كانت بداية الانقسام الواضح بين التيارات الإسلامية التى رفضت النزول للميدان لأن الشعب قال كلمته.. وقد اعتبرها القطب السلفى الكبير الداعيه حسين يعقوب بمثابة الانتصار فى غزوة الصناديق!
∎ العمل
فى شهر يونيو دعا عدد من القوى السياسية لتبنى جمعة العمل، وفى نهاية نفس الشهر حدثت مواجهات بين عدد من شباب الثورة وقوات الأمن، بعد تعرض أهالى الشهداء للاعتداء أمام مسرح البالون.
∎ محاكمة مبارك
كان اعتصام يوليو بمثابة كلمة السر فى الضغط من أجل بدء محاكمة رموز النظام السابق وقد حددت القوى الثورية المشارِكة فى المليونية مطالبها فى محاكمات علنية وسريعة لمبارك وأولاده ووزرائه وكل من أفسدوا علينا الحياة السياسية وتكريم الشهداء وأسرهم.
∎ لا للمبادئ فوق الدستورية
فى أكبر تجمع لقوى التيار الإسلامى بمصر احتشد نحو مليونى شخص فى ميدان التحرير وعدد من المدن المصرية الأخرى للمشاركة فيما سمى بجمعة توحيد المطلب، بتاريخ 8 أغسطس، وذلك اعتراضا على المبادئ فوق الدستورية، التى أعلنها المجلس العسكرى، ذلك فى حين انسحبت حركة كفاية و 6 أبريل وقد شهدت تلك الجمعة تأكيدا على صعود الإسلاميين، وقدرتهم على الحشد فى وقت كثير، من جميع محافظات مصر، وقد تبع تلك المليونية مليونية أخرى فى نفس الشهر، حملت اسم «الدستور».
∎ التصحيح
خلال سبتمبر قلت المليونيات كثيرا، وكانت كل جمعة يتم الدعوة إليها من قبل القوى السياسية تتحول إلى حالة احتفالية، وتنتهى دائما بخلافات واتهامات متبادلة، مع ظهور غير مسبوق للباعة الجائلين، مع غياب متكرر للقوى الإسلامية، وقد أخلى الجيش اعتصام الميدان فى أول أيام شهر رمضان حينها، وسيطر على الصينية لأيام تالية، وبدا أن المجلس العسكرى يحاول السيطرة على الحالة الأمنية فى البلاد، قبل بدء أولى الجولات الانتخابية.
∎ الفرصة الأخيرة
عقب الأحداث الدامية التى شهدها شارع محمد محمود، والتى راح ضحيتها عشرات الشهداء، وفقد على أثرها عشرات الشباب عيونهم، بسبب قناصة تابعين للداخلية، قرر عدد من القوى السياسية تنظيم مليونية أخرى، ورفض الإخوان وحزب الوفد المشاركة، بسبب تأكيد تلك المليونيات على إعطاء العسكرى مهلة نهائية لتسليم السلطة لمجلس انتقالى مدنى، وقد شهدت تلك المليونية اختفاء للافتات والمنصات، وكان الميدان يومها أشبه بالميدان خلال الاعتصام الذى سبق إسقاط النظام.
∎ رد الشــرف
أعلن الإخوان وحزب الوفد رفضهما للمشاركة فى جمعة رد الشرف، التى دعا إليها مجموعة من النشطاء، ردا على سحل الفتيات خلال أحداث مجلس الوزراء.
∎ الحـرائــر
كان مشهد تعرية إحدى الفتيات وضربها من قبل أفراد من الشرطة العسكرية هو الأسوأ فى تاريخ العسكر منذ بداية الثورة وعلا صوت الميدان الذى تقدمت فيه سيدات مصر حينها «يسقط يسقط حكم العسكر» ولم تشارك الإخوان ضد حادثة تعرية فتاة أحداث مجلس الوزراء.
∎ مليونيات 2012
تميزت البداية بسخونة شديدة حيث أدى اختلاف أهداف الداعين إلى النزول فى ذكرى الثورة إلى حدوث صدام بين جماعة الإخوان المسلمين وأحزاب إسلامية دعت للاحتفال بالذكرى وحركات شبابية وأحزاب أخرى نزلت إلى الميدان للمطالبة بسرعة تسليم السلطة واستمرت تلك الأجواء 3 أيام.
وكانت الانتخابات الرئاسية كذلك لها نصيب من المليونيات، حيث نظّمت مليونيات لدعم مرشحين وأخرى للمطالبة بالعزل وثالثة متخوفة من عدم تسليم العسكر للسلطة، فيما أدى تتابع الأحكام ببراءة متهمين بقتل متظاهرين فى الثورة المعروفة فيما عرف إعلاميًّا باسم «موقعة الجمل» للعديد من المليونيات المنددة بالأحكام.
وبعد فوز محمد مرسى وتسلمه للسلطة، بدأت حالة الاستقطاب تتنامى بين التيار الإسلامى فى مقابل غيره من الحركات، بدأت بمليونية كشف الحساب التى نظّمتها قوى مدنية بعد مرور 100 يوم من تسلم مرسى للسلطة والتى قامت جماعة الإخوان بتنظيم مليونية فى ذات الوقت للتنديد ببراءة متهمى موقعة الجمل فى ذات المكان وهو ميدان التحرير، ما أدى إلى صدام خلف إصابات وتلفيات.
ومع الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس المصرى محمد مرسى فى 22 نوفمبر الماضى تزايدت أعداد المليونيات المؤيدة والأخرى المعارضة لهذا الإعلان، اتسمت بالسعى لإبراز القوة العددية والقدرة على الحشد، كما أدت إلى وقوع ضحايا فى اشتباكات بين المؤيدين والمعارضين أمام القصر الرئاسى فيما عرف بأحداث الاتحادية.
∎ حلم الشهيد
هى المليونية التى شارك فيها الآلاف بميدان التحرير، حيث كانت بداية الحداد على أرواح شهدء 25 يناير، وقد تقرر الاعتصام عقب هذه المليونية وحتى ذكرى الثورة.
∎ ذكرى الـ 25 من يناير
جاءت ذكرى الـ 25 من يناير عقب ما يقرب من أربعة أيام من الاعتصام داخل ميدان التحرير للمطالبة برحيل المجلس العسكرى، والقصاص لأرواح الشهداء، واستكمال مطالب الثورة.
∎ يوم الغضب الثانى
احتشد فى هذه المليونية 27 يناير التى دعا لها ما يقرب من 50 حزباً وحركة للتأكيد على إصرارهم على إسقاط المشير والمجلس العسكرى، وتسليم السلطة، فيما أكد أنصار جماعة الإخوان المسلمين، وحزب الحرية العدالة على أن مشاركتهم احتفالية، الأمر الذى أدى إلى تشابك بالأيدى بين الثوار والإخوان المسلمين فى ميدان التحرير، وعقب ذلك انسحبت جماعة الإخوان من الميدان، فيما قام المتظاهرون بأداء صلاة الغائب فوق كوبرى قصر النيل على أرواح الشهداء.
∎ الرئيس أولا
جاءت هذه المليونية عقب مذبحة بورسعيد التى راح فيها 71 شهيدًا، لذلك كان الحداد من أهم سمات هذه المليونية، وكانت مطالبها هى وجود رئيس قبل الدستور، فيما قاطعت جماعة الإخوان هذه المليونية.
∎ جمعة الرحيل
جمعة الرحيل واحدة من المليونيات التى شهدت الظهور الأول العلنى لمؤيدى المجلس العسكرى بعد أن طالب التحرير برحيله، خرجت مظاهرات أخرى تؤيد المجلس الأمر الذى أدى إلى حدوث بعض الأشتباكات بين الطرفين.
∎ النهاية
كانت القوى الإسلامية والثورية قد دعت إلى هذه المليونية احتجاجًا على «مذبحة العباسية» التى راح ضحيتها 9 معتصمين، وللمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين.
∎ المحاكمات الثورية» 5 يونيو
جاءت مليونية «العدالة» والتى شارك فيها جميع القوى الثورية للمطالبة بالقصاص لشهداء الـ 25 من يناير، وعقد محاكمات ثورية للرئيس السابق حسنى مبارك وأركان نظامه بعد براءة عدد منهم، والدعوة لتطبيق قانون العزل السياسى لعزل الفريق أحمد شفيق من سباق الرئاسة.
وقد قاد حينها حمدين صباحى، وعبدالمنعم أبوالفتوح، وخالد على 3 مسيرات إلى ميدان التحرير.
∎ جمعة الإصرار
جاءت جمعة «الإصرار» مؤكدة على مطالب مليونية «العدالة» وقد نظم المتظاهرون مسيرات إلى البرلمان للتأكيد على مطالبهم، ومطالبة البرلمان بدعمها.
كما شهدت مختلف المحافظات مشاركة كبيرة من قبل القوى السياسية والحركات الثورية، فى مليونية «الإصرار» وانطلقت مسيرات تباينت أعدادها من المساجد إلى الساحات والميادين الرئيسية.
∎ تسليم السلطة
شهدت مليونية «تسليم السلطة» حدثا ربما لن يتكرر وهو أداء الرئيس محمد مرسى اليمين الدستورية أمام مئات الآلاف من المتظاهرين، كما فتح مرسى الجاكت الذى يرتديه مؤكدًا أنه لا يرتدى قميصا مضادا للرصاص، وردد مرسى هتاف «ثوار أحرار حنكمل المشوار».
∎ الصمود 13 يوليو
جاءت مليونية «الصمود» على خلفية الأزمة التى حدثت بين مرسى والمحكمة الدستورية العليا، بسبب قرار الرئيس بإعادة مجلس الشعب.
شهدت حضورًا محدودًا بسبب ارتفاع درجة الحرارة، فيما شهدت ساحة المنصة مظاهرات لمعارضى الرئيس مرسى يطالبون فيها بحل جماعة الإخوان المسلمين، واحترام أحكام القضاء.
∎ «إسقاط الإخوان»
على الرغم من أن مليونية «إسقاط الإخوان» لم تشهد إقبالا شعبيًا، إلا أن العديد من الاشتباكات قد حدثت بين المؤيدين والمعارضين فى ميدان التحرير، كما شهد ميدان طلعت حرب اشتباكات بالمولوتوف والحجارة بين مجهولين ومسيرة جاءت من أمام حزب التجمع، ونفت الإخوان.
∎ «نصرة الرسول»
أشعل الفيلم المسىء للرسول العالم العربى، وعلى رأسهم بلاد الربيع العربى، الأمر الذى أدى إلى تظاهر عشرات الآلاف من المسلمين والمسيحيين فى القاهرة والمحافظات مطالبين بمحاسبة المسئولين عن صناعة الفيلم.
∎ كشف الحساب
عقب مرور الـ 100 يوم الأولى من حكم مرسى، والتى وعد أن تشهد فيها الدولة إصلاحًا كبيرًا، دعت القوى المدنية إلى مليونية «كشف الحساب» احتجاجًا على ما اعتبرته فشلا فى تنفيذ خطة الـ 100 يوم، فيما دعت جماعة الإخوان والتيار الإسلامى بشكل عام لمليونية للتنديد ببراءة المتهمين فى موقعة الجمل، وقد وقعت اشتباكات بين الجانبين وسط غياب تام لجهاز الأمن.
∎ مصر مش عزبة
وردًا على الاعتداء الذى حدث من قبل جماعة الإخوان على المتظاهرين جاءت مليونية «مصر مش عزبة» للتنديد بهذا الاعتداء، والمطالبة بحل الجمعية التأسيسية للدستور، وإعادة تشكيلها مجددًا ليصبح الدستور ممثلا لكل فئات المجتمع.
∎ جمعة تطبيق الشريعة
قامت بها الجماعات الإسلامية والجهادية دون اشتراك الإخوان المسلمين أو السلفيين فيها؛ حيث كان الهدف من ورائها هو تطبيق الشريعة الإسلامية بمختلف نواحيها على الجميع، وقد أعلنوا أنهم لديهم النية للاعتصام حتى تُنفذ مطالبهم.
∎ جمعة التراجع أو الرحيل
جاءت مليونية «التراجع أو الرحيل» على خلفية الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس مرسى، والذى بموجبه أصبح لمرسى صلاحيات أوسع، وقد خرج مئات الآلاف من المتظاهرين إلى ميدان التحرير، وجميع ميادين مصر للمطالبة بإسقاط الإعلان الدستورى، ووقف الاستفتاء على مسودة الدستور، وإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية لكتابة دستور يعبر عن كل المصريين.
∎ الشرعية والشريعة
توافد الآلاف من المنتمين للحركات الإسلامية أمام جامعة القاهرة، لإقامة مليونية «الشرعية والشريعة» لتأييد ودعم قرارات الرئيس محمد مرسى وعلى رأسها الإعلان الدستورى للرد على متظاهرى ميدان التحرير بأن قرارات الرئيس لها مؤيدون.
∎ الإنذار الأخير
فى مليونية «الإنذار الأخير» حاصر مئات الآلاف من المتظاهرين قصر الاتحادية بعد أن وصلت المسيرات إليه من ميادين التحرير، والعباسية، ومصطفى محمود، وكانت المسيرات تهتف بسقوط مرسى، وحكم المرشد والإخوان، وقد أعلن المئات اعتصامهم لحين تحقيق مطالبهم.
وغادر الرئيس القصر عقب وصول المسيرات، وتعرض موكبه للرشق بالحجارة.
وفى اليوم التالى من الاعتصام قام عدد من مؤيدى الرئيس مرسى بمهاجمة المعتصمين عند الاتحادية، وقد أسفرت الاشتباكات عن سقوط 7 شهداء وإصابة المئات.
∎ مليونية «كارت أحمر»
وفى مليونية «كارت أحمر» التى دعت إليها القوى السياسية توافد الآلاف من المتظاهرين إلى محيط قصر الاتحادية للتشديد على مطالب جمعة «الإنذار الأخير» وتنديدًا بالإعتداء على المتظاهرين من قبل مؤيدى مرسى. وبالتزامن مع هذه التظاهرات كانت هناك عمليات حرق من قبل المتظاهرين لمقرات الإخوان فى القاهرة والمحافظات.
ولاتزال المليونيات تتوالى فى ظاهرة ثورية أصبحت شعبية، لن يستطيع أحد وقفها مهما كان التهديد بقانون قمعى للتظاهر أو خلافه!!