الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الأنبا رافائيل: لن نسمح لأحد بالضغط على الكنيسة أو استغلال الأقباط كلعبة لإثارة الفتنة الطائفية!

الأنبا رافائيل: لن نسمح لأحد بالضغط على الكنيسة أو استغلال الأقباط كلعبة لإثارة الفتنة الطائفية!
الأنبا رافائيل: لن نسمح لأحد بالضغط على الكنيسة أو استغلال الأقباط كلعبة لإثارة الفتنة الطائفية!


يصرون على التأنى والتعقل فى وقت الغوغائية تعصف فيه بمصر!.. إنهم قيادات الكنيسة المصرية فى مقدمتهم البابا تواضروس الثانى وسكرتير المجمع المقدس والرجل الثانى فى الكنيسة الأنبا رافائيل، رغم أن الكنيسة والأقباط من المؤسسات والفئات المستهدفة بشكل مستفز من هذا المخطط الذى يحاك لمصر، ووصل الأمر إلى حد تعقد الصورة كارثيا، وما كان من الأنبا رافائيل إلا الإجابات الهادئة فى حوارنا الاستثنائى معه، لكنه شدد على أنه لا يستطيع أحد أن يضغط على الكنيسة والأقباط، ورفضنا للدستور وليس لأسباب طائفية.. فهو لا يعلى المواطنة ولا حقوق الإنسان ولا الفلاحين ولا العمال ولا الفقراء.. والفقهاء الدستوريون تحدثوا كثيرا عن خطورة الكثير من بنوده، مؤكدا أن الاتهامات الموجهة للكنيسة أمر مضحك ومؤسف واستغلال للأقباط كلعبة لإثارة الفتنة الطائفية!
وإلى نص الحوار:
 
 

 
∎ لماذا قررت الكنيسة القبطية المشاركة فى الاستفتاء رغم انسحابها من لجنة الدستور؟
 
- لكى لا نكون سلبيين، والمشاركة لا تعنى أننا موافقون على دستور غير توافقى.
 
∎ وهذا يكشف بصراحة أن الكنيسة دعت للخروج والتصويت بلا؟
 
- الكل يعلم موقف الكنيسة.. ولكن دعنا نفرق بين موقف الكنيسة وحرية استفتاء الأقباط على الدستور.
 
∎ كيف؟
 
- بالتأكيد.. إن قاعدة عريضة من الأقباط قالوا «لا» لمشروع الدستور الجديد، لكن جاء ذلك بكامل حريتهم ودون وصاية من أحد، وكان البابا تواضروس واضحا منذ البداية وطالب الأقباط بالمشاركة فقط دون وصاية.
 
∎ وما رأيك فيمن يتهمون الكنيسة بأنها طائفية وانسحبت من الأساس بسبب المادة 219؟
 
- كنا نتمنى من الدستور الجديد أن يعلى من المواطنة وحقوق غير المسلمين وحقوق الإنسان والعمال والفلاحين والفقراء من الشعب المصرى، أما باقى البنود فليتحدث فيها المختصون، فهناك فقهاء دستوريون يدركون مدى خطورة نص ما، وما ضرره، أما أنا فلست خبيرا فى الدساتير، لذلك جاء انسحابنا لعدم تحقيق ما ذكرته وبدون أى طائفية.
 
∎ وما ردكم على محاولات الرئاسة للتواصل معكم؟
 
- عودتنا كانت مستحيلة، لأن مسودة الدستور مليئة بالمواد الدينية، وبالتالى فهو دستور معمول لدولة دينية وليست مدنية.
 
∎ هل تتعرض الكنيسة والأقباط لضغوط صعبة خلال الفترة الأخيرة؟
 
- الكنيسة لا تسمح أن يضغط عليها أحد، وإن كانت هناك ضغوط فالكنيسة مواقفها مدروسة جيدا، بمعنى أدق أن الكنيسة مواقفها ناتجة عن اقتناع وحينما تتخذ قرارا معينا فهى بالتأكيد درست هذا القرار بعناية شديدة واتخذته عن اقتناع.
 
∎ ما رأيك فى الاتهامات التى ترددت حول حشد الكنيسة لمتظاهرى الاتحادية والتحرير وتسليح بعضهم؟
 
- إنه أمر مضحك ومؤسف فى نفس الوقت، نحن لا نتدخل فى الصراعات السياسية، ولن نسمح بالزج بالكنيسة وقياداتها فى صراعات سياسية أو استغلال الأقباط كلعبة لإثارة الفتنة الطائفية، ولا نتدخل أيضا فى قرار الأقباط بالتظاهر من عدمه.
 
∎ لكن هذه الآراء لا تقنع مرددى الاتهامات ولا حتى الأقباط الذين يتهم بعضهم الكنيسة بالسلبية فى وقت مصيرى كهذا؟
 
- حق التظاهر مكفول للجميع.. لكن لم يكن لنا دخل فى المظاهرات الأخيرة من قريب ولا من بعيد، وإن تظاهر الأقباط فهم مصريون ولهم الحق فى التعبير عن غضبهم ورفضهم لمواقف سياسية.
 
∎ هل البعض يحاول توريط الكنيسة فى الفترة الأخيرة بتسييسها؟!
 
- الكنيسة مؤسسة روحية فى الأساس ولها دور اجتماعى وثقافى، ولكن لا أعتقد بل متأكد أن الكنيسة لن يكون لها عمل سياسى.
 
∎ وماذا عن المواقف التى يجب أن تتدخل فيها الكنيسة؟
 
- الكنيسة جزء من الوطن، وبالتالى فواجبها إبداء رأيها وتوجيه أبنائها ولكن دون إجبار أحد على شىء، فالكنيسة ترشد وتوجه فقط.
 
∎ تمر علينا الذكرى الثانية لثورة يناير وسط اختطاف مخيف لها، فماذا نفعل؟!
 
- ثورة 25 يناير أحدثت تأثيرا كبيرا، وبالطبع لها إيجابيات وسلبيات، فثقافة الثورة أصبحت جزءا من نفسية الشباب المصرى والأقباط من ضمنهم، فأصبح الناس يثورون على كل شىء وأى شىء، وسقطت هيبة الكبير، والناس تعترض على أى شىء حتى لو كان صحيحا، لذا نحتاج أن يستعيد الشباب توازنه وثقته فى الكبير، ويقوم الأخير بدوره بالتفاهم مع الشباب واستيعابهم، وألا يتجاهلهم أو يهمشهم.
 
∎ لكن هناك حركات قبطية لا ترضى أبدا عن موقف الكنيسة وتطالب بقوة فى المواجهة، فكيف تتعاملون معها؟!
 
- بالتفاهم والحوار.. ودورنا الإرشاد فقط، وكل شخص حر فيما يقوم به سياسيا.
 
∎ مشاكل الأقباط تزيد وتتعقد مع الوقت.. فهل يصلون إلى دفع الجزية قريبا؟!
 
- بعض الناس يتخيلون أن مشاكلنا هى بناء الكنائس والأحوال الشخصية فقط، ولكن الحقيقة مشكلتنا فى الثقافة والاحتكاك اليومى فى الشارع والعمل، والإهانة التى يلاقيها الأقباط فى كل مكان، والثقافة التى تحوى التشدد والتعصب والتجاهل، ورفض الآخر، هذه المشكلات لا تحل بقرار أو دستور أو قانون، بل بثقافة تسامح عن طريق تكاتف وسائل الإعلام والتعليم والكنيسة والجامع، ومع المؤسسات الأهلية لترسيخ قيمة ثقافة التسامح وقبول الآخر، بغض النظر عن اختلاف الدين أو الجنس أو اللون أو العمل، ففى النهاية كلنا بشر يجب أن نتعامل مع بعضنا البعض باحترام، ولكن ثقافة تهميش الآخر فى مصر تضيع كفاءات وفرصا كثيرة، ونتيجة هذا التوجه هناك كثير من الأقباط لا يستطيعون الحصول على حقهم الطبيعى، فمثلا فى حال نجاح شخص ما، فلماذا لا يعين أو يكون معيدا بالجامعة وفق أحقيته، ويتم الاستفادة بكفاءته، فالدولة صرفت عليه طوال فترة التعليم، وعليها أن تستفيد من كفاءاته، فمن مصلحة الدولة الاستفادة من الخبرات والعقليات والكفاءات.
 
∎ وهل ترى أزمات الأقباط تعقدت أكـثر وأكـثر من كونها تقف عند قصص الأسلمة التى تتفجر من حين لآخر؟
 
- يجب أن تكون حرية الاعتقاد مطلقة لأى إنسان يعتقد فى أى شىء، لأن الدين ليس بالإجبار، فلا أستطيع أن أجبر شخصا لاعتناق المسيحية، وأنا أشبه ارتباطى بالله كمثل ارتباط الزيجة- الزواج-، بمعنى لا يجوز أن تتزوج إنسانة بشخص غصبا عنها. ولا توجد نفس ترتبط بالله غصبا عنها، يجب أن يكون هناك حب وقبول واقتناع بأى دين، لذا فيجب إطلاق الحرية.
 
∎ وما رأيك فى احتمالية وصولنا لسيناريو الفوضى والبلطجة فى غياب الدولة؟
 
- العنف استشرى فى المجتمع بسبب التربية الخاطئة، حيث إن الآباء يعاملون أبناءهم بعنف، الأمر الذى ينطبع فى طريقة تعاملهم مع الناس مستقبلا، الإنسان العنيف هو إنسان غير سوى يرفض المنطق ويعكس فراغه الداخلى فى تعاملاته مع الناس، والإنسان العنيف يضع نفسه مكان الله، ولا يعجبه طريقة «طول الأناة» التى يتعامل بها الله مع البشر، لذا يريد أن يعاقب ويتعامل مع البشر بطريقة عنيفة.
 
∎ هل تتسبب هذه الأزمات فى صراع داخلى بالكنيسة؟!
 
- الكنيسة مؤسسة روحية ولا توجد فيها صراعات على الإطلاق، لأن كل من فيها يعملون من خلال الله ومشورته.
 
∎ عليك مسئولية كبيرة بعد وصولك لهذا المنصب المثير للجدل بسبب الأنبا بيشوى.. فكيف تتعامل مع الأمر؟!
 
- كل مسئولية داخل الكنيسة لها اعتباراتها ووظائفها وإدارتها، ومنصب سكرتير المجمع المقدس يتعلق بمساعدة البابا فى الأمور الكنسية المجمعية، وهناك فهم خاطئ يعتقده البعض أن سكرتير المجمع المقدس هو الذى يحاسب الأساقفة والكهنة، ولكن هناك المجلس الإكليريكى للمحاكمات الكنسية الخاص بهذا الأمر، وأؤكد لك أنه تم اختيارى لهذا المنصب بالإجماع من قبل أعضاء المجمع المقدس وكلهم إخوة أحباء وعلاقتى بهم وطيدة للغاية، منصب سكرتير المجمع «مش بعبع»!