الإخوان والأولتراس «إيد واحدة»

محمد عبد المجيد
هل ستكون المباراة المرتقبة غدا بين الأهلى والترجى بروفة أخيرة لعودة النشاط الكروى وبارقة أمل للرياضيين لإعادة الحياة للملاعب المصرية المتعطشة بعد حالة سبات طويلة تدخلت فيها أسباب مختلفة ؟
هل سيكون بطلا « مصر» « تونس» شاهدين على عودة الروح مرة أخرى بعد أن فجرا أهم ثورتين فى تاريخ الأمة العربية؟
وأسئلة أخرى كثيرة مطروحة بعد أن تحالفت قوى التعصب والفساد فى تعطيل الحياة الرياضية بدون مبرر واضح على مدار عام كامل.
روزاليوسف وهى تنتظر الإجابات من خبراء الرياضة فى مصر عن المسئول الحقيقى عن الأزمة وهل هم الأولتراس أم الأمن أم اتحاد الكرة أم « أولى الأمر» فى مصر حاليا، تفتح فى هذا التحقيق ملف المسئول عن تجميد الحياة الكروية بعد ظهور طرف ثالث ورابع فى الأزمة غير المسبوقة فى تاريخ الكرة المصرية.
حسن مصطفى نجم فريق وادى دجلة الحالى ولاعب الأهلى والزمالك السابق قال إن جماعة الإخوان المسلمين هى المسئولة عن توقف النشاط الكروى فى مصر، وذلك من أجل تأمين الانتخابات البرلمانية القادمة وضمان تأييد جماعة الأولتراس لهم فى الانتخابات.
وأضاف حسن أن تلك القرارات السرية تهدف الجماعة من ورائها كسب ود الأولتراس ولكنهم سوف يخسرون تأييد الوسط الرياضى لهم.
بينما يطالب أسامة نبيه مدرب الزمالك المسئولين عن الرياضة واتحاد الكرة بضرورة عودة النشاط واتخاذ القرار السريع والحاسم بعودة الدورى ويتساءل: مادامت هناك بطولات ودوريات مثل دورة « حزب الحرية والعدالة» الذراع السياسية للإخوان وأن الأمن وافق على إقامة مثل هذه الدورة وتعهد بتأمينها فمن الأولى أن نعيد بطولة الدورى أم أن الإخوان لهم فكرة أخرى بالنسبة لعودة الدورى.
ويتفق حلمى طولان المدير الفنى لفريق حرس الحدود مع رأى مصطفى ونبيه ولكنه أضاف: جماعة الإخوان لا يريدون عودة النشاط باعتباره رجساً من عمل الشيطان، وهذا من أجل أن يغطوا على فشلهم فى تنفيذ الوعود الانتخابية فى انتخابات الرئاسة وهذه لعبة قديمة من ألاعيب النظام السابق ووصف طولان موقف الدولة ووزارة الداخلية بالموقف المخزى.
وأضاف طولان: من العار أن دولة بحجم مصر تعجز عن تأمين مباريات حتى دون جماهير،وتمثيلية الأمن أصبحت موضة قديمة لاسيما أن الأيادى الخفية التى وراء عدم عودة النشاط معروفة للجميع، وأوضح أن المسئولين عن الرياضة مجرد متفرجين على المؤامرات التى تحاك ضد الكرة المصرية، والرياضيون لا يستطيعون الخروج من عباءة الإخوان الذين يعتقدون أن النشاط الرياضى مضيعة للوقت وقد أبدى المدير الفنى المخضرم دهشة من وصف الرياضيين بالبلطجية عقب أحداث فندق البارون.
أما الناقد الرياضى عصام عبدالمنعم فيؤكد أن تدخل حزب الحرية والعدالة فى الحياة الرياضية كارثة.
فهم يركبون الموجة لإرضاء الأولتراس من أجل انتخابات مجلس الشعب.
وعندما توجهنا بهذا السؤال إلى عضو باتحاد الكرة المصرية طلب عدم ذكر اسمه فجر نفس المفاجأة وهى أن عودة الدورى ليست فى يد وزارة الداخلية أو اتحاد الكرة، بل فى يد القيادات السياسية من مسئولين بارزين بالحكومة وأعضاء حزب الحرية والعدالة.
وأكد عضو الجبلاية أن عدداً من أعضاء الحكومة الحالية يؤيدون ويدعمون روابط الأولتراس من أجل انتخابات مجلس الشعب القادمة وقال: لو أرادت القيادات السياسية عودة الدورى سوف يتم ذلك فى 24 ساعة إلا أن هناك حسابات أخرى هى التى تسيطر على الأزمة بأكملها.
أعضاء حزب الحرية والعدالة من ناحية أخرى طالبوا بإقامة دورة تنشيطية فى مدينة بورسعيد بدلا من الدورى المصرى هذا العام.
وفى المقابل فجر العامرى فاروق وزير الرياضة مفاجأة بتأكيده على بحث دراسة بإقامة بطولة الدورى الممتاز بطريقة مجمعة فى محافظة واحدة.
وأكد أنه سوف يجتمع مع أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة جمال علام اليوم لمناقشة كيفية عودة الدورى بمختلف درجاته.
وأكد أن من بين المقترحات إقامة مباريات الدورى بطريقة دورة مجمعة فى محافظة واحدة فى ثلاثة ملاعب فقط لضمان تأمين المباريات بشكل جيد حيث ستقام بدون جماهير.
وأضاف: نحن نعمل فى أكثر من اتجاه لتهيئة الأجواء من الحوار مع الأولتراس والرياضيين، هذا وقد قام الرياضيون بتجهيز أنفسهم للقيام بعمل حزب سياسى من أجل مواجهة هذا الفشل فى عودة الحياة الرياضية، وأكدوا أن العمل لقيام هذا الحزب من أجل عودة النشاط الرياضى بعد أن فشلت القوى السياسية والتنفيذية فى مصر فى الوفاء بوعدهم فى تنفيذ مطالبهم المشروعة.وغضت الطرف عن مصالح الملايين من العاملين فى هذا المجال وضربت مصالحهم الإنسانية فى حقهم فى الحياة المعيشية الكريمة لهم.
بعيدا عن أجواء المؤامرات والأطراف الخفية يترقب الجميع مباراة الأهلى والترجى لعلها الأمل الأخير فى عودة النشاط.
ومن جانبه حث حسام البدرى المدير الفنى للأهلى جماهير القلعة الحمراء وخاصة مجموعة الأولتراس أهلاوى للحضور لتشجيع الفريق وتلك المباراة هى عنق الزجاجة لعودة النشاط فى مصر، وأكد البدرى أن جماهير الأولتراس هى العامل المؤثر فى روح اللاعبين.
هذا وقد أعلن البدرى ضم نجم الفريق محمد أبو تريكة لقائمة 25 لاعباً الذين سوف يخوضون المباراة وطالب البدرى أبوتريكة بضرورة قيادة زملائه للفوز من أجل روح الشهداء.
وقد طالبت لجنة الكرة فى الأهلى اللاعبين ببذل أقصى مجهود عندهم من أجل الفوز بالكأس وإهدائها إلى روح شهداء مجزرة بورسعيد، هذا وقد خصص النادى الأهلى مدرجات الدرجة الثالثة شمال لأسر شهداء المجزرة، وذلك تكريما لشهداء الأولتراس الذين كانوا يتواجدون دائما فى مدرجات الدرجة الثالثة شمال.
هذا وقد أعلن فى وقت سابق أولتراس أهلاوى وأولتراس ديفيلز عدم حضور المباراة أمام الترجى، وذلك التزاما منهما بعدم حضور أى مباراة إلا بعد القصاص العادل لشهداء بورسعيد.
وكذلك هدد أولتراس جرين ماجيك بعدم السماح لفريق الأهلى بأداء مباراة الذهاب مع استاد برج العرب.
وأكد الجروب على صفحته الخاصة بالفيس بوك اعتراضهم على السماح للأهلى باللعب بحضور جماهير.
وقد أعلن الرياضيون الوقوف بجوار الأهلى فى مباراة الترجى، وأعلن الكابتن شوقى غريب المدير الفنى لنادى سموحة الحضور بكامل أعضاء الجهاز الفنى والفريق الأول للنادى سموحة ودعمه الكامل للأهلى فى المباراة من أجل عودة النشاط الرياضى لمصر وكذلك أعلن ماجد سامى مالك نادى وادى دجلة المساندة للأهلى.
وكذلك أعلن أحمد حسن نجم الزمالك والأهلى السابق أن مباراة الترجى بداية لعودة الروح لمصر وأمل عودة النشاط والدورى العام الممتاز.
وقد أعلن الكابتن سيد عبدالحفيظ مدير الكرة بالأهلى عن ثقته وتفاؤله قبل خوض المباراة أن هذا اللقاء سوف يكون فاتحة خيرعلى الكرة المصرية بعودة النشاط والحياة الرياضية فى مصر.