النُسخ الشعبية للملوك!

«يخلق من الشبه أربعين».. مَثل شهير وعبارة دائمًا ما تُردَّدُ على ألسنتنا عندما نجد شخصًا يُشبه فى ملامحه شخصًا آخر قد نعرفه أو شاهدنا صورًا له.. هناك عشرات من الأشخاص لم يتوقف بهم الحال عند المَثل فقط، فقد انقلبت حياتهم رأسًا على عقب بسبب تشبههم بآخرين، فمنهم من منح له الشبه الشهرة والمال، ومنهم من عصف به فى غياهب السجون والمعتقلات.
إليزابيث ملكة بريطانيا من الملكات التى وجد لها عشرات الشبيهات، لكن مع فارق العمر، إلّا أن باتريسيا فورد البالغة من العمر 83 عامًا تُعَدّ النسخة الشعبية للملكة إليزابيث كما تُطلق عليها الصحف.
كانت باتريسيا تعمل مراقبة للامتحانات فى إحدى المدارس العامة، وهى أرملة وأم لرجُلين وتحمل شبهًا غريبًا للملكة إليزابيث ودائمًا ما يستوقفها الناس بالشارع اعتقادًا منهم أنها ملكة بريطانيا؛ حيث اكتُشِف الشبه الكبير بينها وبين إليزابيث لأول مرة منذ 15 عامًا، بعدما شاب شَعرُها وتحوّل إلى اللون الفضى وتغيرت ملامحها، وبدأ الناس التعليق على الشبه الكبير بينها وبين ملكة إنجلترا.
يحرص العشرات على إيقاف «فورد» فى الشارع والتقاط الصور التذكارية معها، ما دفعها لأن تعيش دور الملكة وتختار ملابس تشبه ملابسها فى الأذواق والألوان وحتى التاج الملكى والمجوهرات المقلّدة، واستغلت الشبه لحضور الحفلات والتعرُّف على مجتمع النخبة الإنجليزى وتمكنت من حتى حضور حفل خاص فى نيويورك، بالإضافة إلى حضورها حفل اليوبيل الماسى عام 2012 الخاص بالملكة إليزابيث الثانية وإحياء الذكرى الستين لتوليها عرش بريطانيا خلفًا لوالدها الملك جورج السادس بقصر باكينجهام الملكى.
بحرص العديد من وسائل الإعلام على إجراء لقاءات مع الملكة الشعبية، كما تمت الاستعانة بها فى بعض الأعمال الفنية الكوميدية مقابل مبالغ مالية؛ حيث كشفت فى مقابلة أجرتها مع موقع بيزنس انسايدر، أنها تحصل على ما يقرب من 780 دولارًا لمشاركتها فى أى حدث مدته 3 ساعات، معربة عن رغبتها فى لقاء الملكة إليزابيث وتبادل نصائح الموضة.
دوقة كامبريدج
هايدى أغان مطلقة ولديها طفلة كانت تعمل نادلة فى أحد المطاعم الإيطالية المغمورة، تحولت حياتها رأسًا على عقب بسبب الشبه الكبير بينها وبين دوقة كامبريدج كيت ميدلتون؛ حيث لم تكن تتقاضَى أكثر من 10 دولارات فقط فى اليوم، عندما أشار إليها بعض الزبائن إلى الشبه الكبير بينها وبين خطيبة الأمير وليام، وكان ذلك فى 2011، قبل إعلان الزواج الملكى لدوقة كامبريدج.. بعد انتشار صورة الدوقة الجديدة فى العديد من وسائل الإعلام البريطانية، استغلت هايدى الفرصة، وأرسلت عدة صور لها لإحدى وكالات اكتشاف المواهب، وبعد شهرين، تمكنت من ترك عملها كنادلة وانتقلت للعمل كشبيهة كيت فى التليفزيون والصحف المطبوعة واختلطت بالضيوف فى الحفلات والندوات العامة والحفلات الخاصة ووصل بها الأمر إلى استغلال الشبه فى الحصول على حراسة من الشرطة فى براج وحظيت بغرفة رائعة بكل الفنادق التى نزلت بها.
هايدى قالت فى إحدى مقابلاتها التليفزيونية إنها تعيش حياة الملوك وتتعامل يوميّا مع جيش من المهووسين والمعجبين، إلا أن بعض كارهى العائلة المالكة انتقدوها، وابنتها فى ذلك الوقت كانت تشير إلى صور ميدلتون فى المجلات وتقول ها أنت يا أمى: «أحرص على متابعة كل التفاصيل فى حياة الدوقة وأخصص الكثير من الوقت لمراقبة التغيرات التى تظهر على الدوقة حتى لا يلاحظ الناس أى فرق بينى وبينها».
الأمير وليام
للأمير وليام شبيه رسمى يُدعى سيمون واتكينسون تتم الاستعانة به فى بعض المناسبات العامة والحفلات والأعمال الفنية والإعلانات التجارية؛ حيث تقمص دور الأمير أكثر من 300 مرة؛ خصوصًا قبل زفاف الأمير الحقيقى ومنذ عام 2011 وهو يعمل كشبيه وليس لديه عمل آخر ويربح الكثير من المال من هذه المهنة الغريبة؛ حيث يتراوح المبلغ الذى يحصل عليه ما بين 650 إلى1300 دولار فى الساعة لمشاركته فى حدث ما أو حفل ما، وكثيرًا ما يصل لـ 13 ألف دولار للظهور بإعلان تجارى تليفزيونى.
قبل أن يكون سيمون الشبيه الرسمى للأمير ويليام لم يكن لديه عمل، وقال لوكالة إنسايدر إنه كان دائمًا يعرف وجه الشبه بينه وبين الأمير ويليام، إلا أنه لم يكن يعرف الطريق الصحيح ليستغل الشبه لجنى المال ولكنه بعد زفاف الأمير بوقت قصير أرسل صورًا له إلى مصور مشهور واتصل به فى اليوم التالى وكلفه بإعداد كتاب صور ساخرة حول علاقة وليام وكيت وبدأ العمل به على الفور مع مجموعة من أشباه أفراد العائلة المالكة البريطانية.
الأمير هارى
ريس ويتوك شاب إنجليزى يبلغ من العمر 35 عامًا يعمل فى مجال العقارات أثار جدلًا كبيرًا بسبب ملامحه التى تشبه إلى حد كبير الأمير هارى فى الطول والجسم وحتى لون الشعر، وتحوّل الشبه إلى عمل يتربح منه الشاب، الذى أشار إلى أنه لم يبذل أى جهد ليصبح شبيه الأمير؛ بل إنه يشبهه منذ أن كان طفلا، ولاحظت إحدى وكالات اكتشاف المواهب الشبه منذ فترة كبيرة حتى قبل زواج الأمير هارى من ميجان ماركل، لكنه لم يحظ بشهرة واسعة إلا بعد ظهوره فى المطاعم العامة والشوارع بعد الزفاف الملكى مباشرة أصبح يتلقى الكثير من عروض العمل والدعوات لحضور أنشطة متنوعة؛ حيث سافر إلى هونج كونج ليشارك فى عيد ميلاد أحد الأثرياء، أراد أن يقنع ضيوفه بأنه على علاقة بالعائلة الملكية البريطانية ووقّع عقودًا مع عدة وكالات مختصة فى تنظيم الأنشطة؛ خصوصًا أنه يتعمد الظهور مع فتاة تشبه ميجان ماركل زوجة الأمير هارى، قائلا إنه يحصل على 1750 دولارًا فى الساعة مقابل عمله كشبيه، وأن هناك 6 شباب فقط فى إنجلترا يشبهون الأمير هارى لكنه الأقرب إليه، حتى إن كثيرًا من الناس لا يستطعيون التفرقة بينهما.
أميرة القلوب
رغم مرور عدة سنوات على رحيل الأميرة ديانا، فلاتزال محط اهتمام العشرات الذين يحاولون تقليدها، لكن تظل عارضة الأزياء أمبر فاليتا البالغة من العمر 43 الشبيهة الأقرب لأميرة القلوب؛ حيث عادت مؤخرًا للعمل بعد اعتزالها بعرض أزياء ملكى، وكانت تبدو فيه كأنها الأميرة ديانا؛ حيث ظهرت فى إحدى الصور وهى ترتدى معطفًا ورديّا كالذى اعتادت ديانا ارتداءه إلى جانب تقليدها لون الشعر الأصفر القصير ونظرة العين الملكية وخاتم الخطبة الخاص الذى أهداه لها الأمير تشارلز.
شبيه هتلر
للزعيم النازى أدولف هتلر أشباه كثيرون؛ حيث تفاجأ عدد كبير من الألمان برؤيتهم، شبيه الزعيم النازى يتجول فى الشوارع ويلتقط الصور معهم، وانتشرت صور على مواقع التواصل لشبيه هتلر وهو يشترى القهوة ويقف فى شرفة أحد المنازل.
لم يكن أيمين جينوفشى يتوقع فى يوم من الأيام أن التشابه سيغير حياته كليّا لدرجة أن ذلك أصبح مصدرًا لجمع المال، موضحًا أنه اكتشف الشبه الكبير بينه وبين هتلر أثناء خدمته فى جيش التحرير الكوسوفى 1990، وأطلق على نفسه لقب هتلر وبدأ الناس يلقبونه بهتلر ويتفاعلون معه؛ حيث يقف الجميع رجالًا ونساءً وشبانًا وأطفالًا احترامًا له ويؤدون له التحية النازية.. استغل جينوفيشى شهرته والشبه بينه وبين هتلر للتربح وجمع ثروة بفرض رسوم على من كل يلتقط صورة معه أو الظهور فى المناسبات وحفلات الزفاف والجنازات؛ حيث يجنى بين 50 إلى 80 يورو على الصورة الواحدة ويصل إجمالى ما يتحصل عليه يوميّا أكثر من 500 يورو.
التّشبُّه بالملوك والرؤساء لم يكن دائمًا نعمة أو حُسن حظ يجلب لصاحبه الشهرة والثروة؛ بل أحيانًا نقمة تجلب المشاكل والمضايقات، تصل إلى حد السجن أو الاعتقال، مثلما حدث فى مدينة برونو شمال النمسا؛ حيث اعتقلت الشرطة شابّا يتجول فى الشوارع لتشبهه بالزعيم النازى هتلر؛ خصوصًا شاربه المميز وتصفيف شعره وملابسه، ووجهت له تهمة تمجيد النظام النازى وتمجيد هتلر بصورة مرئية للآخرين، التى يعاقب عليها القانون فى النمسا، وذكر المتحدث باسم الشرطة أن الشاب البالغ من العمر 25 عامًا اعتُقل فى برونو مسقط رأس هتلر لأنه شوهد خارج المنزل الذى وُلِدَ فيه هتلر وفى مكتبة محلية يتصفح مجلات عن الحرب العالمية الثانية وكان يرتدى زيّا يعود إلى الحقبة النازية.
كما تم توقيف مواطن مغربى يُدعى نبيل السباعى المعروف فى المغرب بـشبيه الملك ووُجهت له تهمة انتحال صفة شخصية سامية والنصب واستغلال النفوذ باسم الملك، وذلك بعد تداول عدد من رواد مواقع التواصل صورًا له وهو يضع نظارات شمسية صغيرة وقبعة فى لوك شبيه بلوك الملك محمد السادس وقضى 6 أشهر خلف القضبان.. المصادر الأمنية بالمغرب أكدت أن «السباعى» استغل حالة الشبه بينه وبين العاهل المغربى وتعمّد ارتداء ملابس رياضية وتقليدية تشبه التى يلبسها الملك مما سهل خداعًا للمواطنين ورجال الشرطة أيضًا الذين كانوا يؤدون له التحية العسكرية، وكان يركب سيارة فارهة شبيهة بتلك التى يقودها محمد السادس بنفسه عندما يخرج للتجوّل؛ خصوصًا فى مدن شمال المغرب طنجة وتطوان.
الملكة رانيا
كثيرات هن من يتشبهن بالملكة رانيا زوجة ملك الأردن والملقبة بملكة الأناقة فى طريقة وضع مكياجها وملابسها وقصات شعرها ومجوهراتها، لكن الغريب تشبه ملكة إسبانيا الملكة ليتزيا وزوجة الملك فليب السادس وهوسها بتقليد الملكة رانيا، ما دفعها لإجراء عملية تجميل للأنف لكى تصبح صورة منها، وهو ما أثار سخرية بعض وسائل الإعلام الأوروبية،؛ حيث نشرت إحدى الصحف صورة للملكة ليتزيا الإسبانية إلى جانب صورة الملكة رانيا بعد أن ذكرت وسائل إعلام أن ملكة إسبانيا خضعت لعملية تجميل أنفها وأرفقت مع الخبر صورتين للمقارنة بين أنف الأميرة قبل إجراء العملية تعود لعام 2003 وبعد إجرائها، إلا أن المفارقة فى الصورة التى قالت الصحيفة إنها تعود للأميرة الإسبانية بعد إجراء العملية التجميلية كانت للملكة رانيا.. وأثار اللباس الذى ظهرت به الملكة ليتزيا انتباه المصورين خلال حفل ختام إحدى الفعاليات الاقتصادية بمدريد؛ حيث ارتدت ملابس مطابقة لما ارتدته الملكة رانيا فى زيارة رسمية سابقة لإسبانيا عبارة عن تنورة جلد سوداء وقميص أبيض واختارت نفس الحذاء وحقيبة اليد.
قيصر روسيا
ظهر مؤخرًا شبيه للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وهو مزارع صينى يدعى لوه يوان بين يعيش فى مقاطعة فيكسى وسط الصين يبلغ من العمر 54 عامًا اشتهر فى بلدته بسبب الشبه الكبير الذى يجمعه بالرئيس الروسى، وتتداول صوره وسائل الإعلام الصينية ووصفته بـشقيق بوتين وظهر فى العديد من المقابلات التلفيزيونية وعلى الصفحات الأولى لعدة صحف لكنه لم يستغل الشبه لأنه يبدو أرفع وأصغر بعدة أعوام عن بوتين.