كتيبة ألسن أزهرية فى مهمة تنويرية
جهود عدة تحتاجها عملية مواجهة الإرهاب، والبداية من معرفة الآراء التى تحرض عليه، وتؤسس له، ولذلك حرصت المؤسسة الدينية على تأسيس «مرصد الأزهر لمكافحة التطرف».
هدف المرصد رصد ومتابعة ومكافحة الأفكار والأيديولوجيات المتطرفة التى تتبناها الجماعات الإرهابية، وكذلك للوقوف على أحوال المسلمين فى جميع أرجاء العالم والتركيز على نشر صحيح الإسلام وإبراز دوره فى دعم قيمه الإنسانية.
12 وحدة لرصد الجماعات المتطرفة
الدكتور محمد عبدالفضيل، منسق عام المرصد قال إن المرصد هو عين الأزهر الناظرة على العالم لكل ما يقال عن الإسلام والمسلمين، خاصة التطرف، ويتكون المرصد من 12 وحدة هي (العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الإسبانية، التركية، الإيطالية، الفارسية، الأفريقية، العبرية، أوردو، الصينية).
ويتتبع المرصد كل ما يصدر عن الجماعات المتطرفة، ثم تحليل الخطاب المرصود، ثم تفنيده والرد عليه من خلال لجان مختصة، ثم نشر الردود باللغة العربية واللغات الأجنبية، فى شكل (تقرير، مقال، حملة توعية، ندوة، رد شرعى، مؤتمر، مشاركة أجنبية، ملتقى) بالإضافة إلى مجلة شهرية تصدر عن المرصد باللغات الأجنبية، وهناك إصدارات فريدة من نوعها مثل كتاب بوكو حرام باللغة العربية، العائدون من داعش وهو كتاب يتكون من 300 صفحة يرصد ماذا قال العائدون أمام المحاكم الأمريكية والفرنسية، وكتاب آخر عن استراتيجية داعش، وآخر الكتب «مسلمى العالم».
وعن الهيكل التنظيمى للمرصد أوضح أن كل وحدة بها عدد حسب مهامها، فوحدة الإنجليزى تتكون من 18 باحثًا، والفارسية 5 باحثين، والتركية 4 باحثين، والعبرية 4 باحثين، والفرنسية 10 باحثين، والأعداد تكون حسب تواجد اللغة بالعالم، وكل المشرفين على الوحدات أساتذة جامعة، وأغلبهم حاصلون على شهادة الدكتوراه من خارج مصر، أما الباحثون فهم خريجو كلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر ما بين معيد أو مدرس مساعد بالجامعة؛ ويتم الاستعانة بخبراء فى المجال الاستراتيجى والإعلامى.
«عبدالفضيل» أكد أن التنظيمات الإرهابية تصدر 18 مجلة، 6 باللغة العربية و12 باللغات الأجنبية المختلفة، منها ما يصدر أسبوعيًا وأخرى شهرية، موضحًا أن تنظيم داعش له 12 إصدارًا، حتى من بايع داعش ومن لا يبايع، كمثال على مستوى أفريقيا حركة شباب الصومال بايعت طالبان فى مقابل بوكو حرام بايعت داعش، كلاهما لديه إصدارات، وكذلك طالبان والقاعدة لديهما إصدارات فى كلٍ من الهند وأفغانستان وباكستان، وكل وحدة معها قائمة إصدارات التنظيمات الإرهابية وتتابعها يوميًا، وتبين لنا أن الشباب الذين سافروا لداعش فى السنوات الثلاث الأخيرة قُدمت لهم (وعود بالجنة، حلم دولة الخلافة، الجهاد)، بالإضافة إلى جذب الشباب الغربى الذين كانوا يواجهون صعوبة فى الدمج فى مجتمعاتهم نتيجة أنهم مسلمون، ورصدنا 250 شابًا من الغرب انضموا لداعش فى عامٍ واحد منهم 70 فتاة من دولة واحدة؛ موضحًا أن الأوروبيين الذين انضموا لداعش يمثلون القوة الحقيقية للتنظيم لأن بينهم إعلاميون ومترجمون ومصورون ومخرجون، ورصدنا 40 ألفًا من أنحاء العالم انضموا لداعش.
وأوضح «عبدالفضيل» أن الوحدة العبرية ترصد الصحافة العبرية تجاه الإسلام وقضية القدس باعتبارها أهم القضايا التى تشغل الرأى العام العربى والإسلامى، لكن المدهش أننا رصدنا بيان اعتذار من تنظيم داعش لإسرائيل، بعد سقوط صاروخ بالخطأ على الجولان.
وعن مدى التعاون الدولى مع المرصد قال إن الدراسات والتقارير التى نصدرها يُعاد نشرها والاستعانة بها فى مراكز البحوث الدولية مثل «المركز الأوربى لمكافحة الإرهاب، لجنة مكافحة الأمن بمجلس الأمن والتى زارت المرصد أكثر من مرة، كما تم دعوة المرصد فى جلسات مكافحة التطرف بالأمم المتحدة؛ إضافة لتبادل الخبرات ومشاركة مع المحافل الدولية كمكتب الأمم المتحدة الإنمائى فى بيروت.
أما عن الفئات المستهدفة فهى (الشباب، المرأة، الأطفال)، وبدأنا عمل زيارات للمدارس للتوعية، ونُعرف خلالها الطفل ما هو الوطن وكيفية الحفاظ عليه من خلال الفنون كالرسم، أما المرأة فنظمنا حملات توعية لهن كحملة «رفقًا بالقوارير» و«هن» وصدرت على مواقع التواصل الاجتماعى، بروشور.
وكشف «عبدالفضيل» عن برنامج موجه للمرأة، بالتعاون مع المجتمع المدنى، للأمهات وأسرة المحكوم عليهن من الجماعات الإرهابية، كجماعة الإخوان، للتعرف كيف كانت نشأته وتربيته وما تعلمه، والبرامج لها هدفان الأول: بحثى أكاديمى للتعرف على بيئة شباب الإخوان، أما الثانى التواصل مع أمهات المحكوم عليهم، وتوعيتهن وإنقاذهن من الأفكار الانتقامية، حتى لا يخرج علينا جيل آخر من الإرهابيين، مضيفًا أن الشباب لهم نصيب الأسد من خلال الندوات بالجامعات وعبر وسائل المواصلات والمساجد من خلال توزيع بروشور يدعوه للتسامح والتعايش والإنسانية.
الدكتور أسامة عبدالعال، مشرف وحدة اللغة الفارسية، قال إن الوحدة ترصد وتحلل كل ما تنشره التنظيمات الإرهابية والمتطرفة باللغة الفارسية، سواء فى إيران أو أفغانستان، كذلك المجلة الصادرة بالفارسية، إذ رصدت الوحدة عددًا مترجمًا إلى اللغة الفارسية.داعش تجذب الأتراك
الدكتور حمادة إسماعيل مشرف الوحدة التركية، قال إنه تم تدشين الوحدة عام 2017، وتتكون من 4 باحثين، ونحن مسئولون عن تتبع كل ما تبثه الجماعات الإرهابية باللغة التركية، ووسائل استقطاب داعش تختلف من دولة لأخرى، وهناك 3 إصدارات بالتركية من تنظيم داعش الإرهابى، منها مجلة تدعو شباب الأتراك للانضمام للتنظيم من أجل فتح القسطنطينية والتى تم تسميتها بإسطنبول، وهو الفتح الذى يعتز به الأتراك.
صراع القاعدة وداعش فى إفريقيا
الدكتور إيهاب شوقى مسئول الوحدة الإفريقية قال: نتابع التنظيمات الإفريقية فى إفريقيا، ورصدنا أن حركة شباب الصومال المتطرفة تؤثر على الوضع الأمنى بالدول التى لها حدود مع الصومال مثل كينيا وتنزانيا، أما غرب إفريقيا توجد بوكو حرام بنيجيريا وعلى بحيرة تشاد، وشهدت الحركة انشقاقات بعد أن بايعت القاعدة، فى المقابل بايعت جماعات منشقة عن حركة شباب الصومال داعش مثل «بوكو حرام».
وتابع: رصدنا من خلال البيانات التى تصدرها هذه الجماعات، أن الصراع بين داعش وحركة الشباب ليس إلا نسخة طبق الأصل من الصراع بين تنظيم داعش الأم وتنظيم القاعدة فى ميادين كثيرة خاصة فى العراق وسوريا؛ إذ يدور حول الصراع على الهيمنة ومصادر التمويل، والمعروف أن فرض الإتاوات المالية على التجار الصوماليين يعزز نظرية أن الصراع بين الجانبين لا يرتبط بالأيديولوجية الفكرية، وإنما يتركز على الهيمنة ومصادر التمويل. ونظرًا لأن مناطق نفوذ داعش هى منطقة جبلية، فقد دفع ببعض مقاتليه، خاصة من انشقوا حديثًا عن حركة الشباب، إلى المدن الكبرى، بما فيها العاصمة، بحثًا عن مصادر مالية واقتصادية تمكنه من استيعاب مقاتلين جدد.
وأضاف: «الوحدة الإفريقية تتابع 5 إصدارات عن الجماعات المتطرف بإفريقيا، وللوحدة الإفريقية صفحة على فيسبوك باللغة السواحلية، نستقبل عليها استفسارات ونرد من خلالها على فتاوى بوكو حرام».
وأشار إلى أن أبرز الدراسات التى أصدرتها «دراسة تجنيد الأطفال، تجنيد الفتيات» وأخرى عن الصراع بين القاعدة وداعش بإفريقيا».
هجرة شباب أوروبا لداعش
الدكتور عبدالرحمن فودة، مشرف وحدة اللغة الفرنسية، قال: «نرصد كل ما ينشر باللغة الفرنسية من جماعات التطرف فى البلدان الناطقة باللغة الفرنسية، ومنها فرنسا، كندا، سويسرا، بلجيكا، بالإضافة إلى الدول الناطقة بالفرنسية بإفريقيا.
وأكد أن هناك متابعة من قبل مراكز الأبحاث والصحافة بفرنسا لكل ما ينشر من الوحدة الفرنسية بالمرصد، وهناك العديد من التقارير والأبحاث والدراسات الخاصة بنا أُعيد نشرها مرة أخرى فى مراكز الصحافة الفرنسية، بالإضافة إلى مرصد الاستخبارات الأوربية تحصل على كل إنتاج المرصد.
وعن أبرز الدراسات التى قدمتها الوحدة «سلاسل الدراسات عن المسلمين العالم- مسلمى كندا بين الحالة الدينية والتحديات وهكذا عن سويسرا وفرنسا وبلجيكا – المرأة والطفل فى نظر داعش –المرتدين من نظر داعش- العالم بين الإرهاب والتطرف ) وتقارير عن السيناريوهات بعد هزيمة داعش فى العراق وسوريا.







