السبت 17 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

أبناء البطة السوداء لـ«كايروكى».. فن بيع الهوا!

أبناء  البطة السوداء لـ«كايروكى».. فن بيع الهوا!
أبناء البطة السوداء لـ«كايروكى».. فن بيع الهوا!


أكتب هذا المقال بذكريات شاب كان حريصًا كل الحرص على متابعة كل أعمال فريق «كايروكى» وحضور حفلاتهم قبل ثورة 25 يناير 2011. عندما كان الفريق يغنى «أخناتون»، و«ياترى فاكر»، «لما اتقابلنا»، «مش كنت تقول»، ومحاولاتهم لإعادة تقديم الأغانى القديمة بشكل عصرى وبطريقة موسيقى الروك مثل «ع المحطة»، و«مشروع الفول واللحمة»، والأغنيتان من كلمات «فؤاد نجم» وغناء «الشيخ إمام».

 وقتها لم يكن الفريق حقق هذه الشهرة التى ينعم بها الآن، ولكن بكل صراحة كانوا يقدمون محتوى فنيًا أفضل بكثير من الذى يقدمونه حاليًا رغم زيادة شعبيتهم بشكل مهول للغاية.
انحيازى لمنهج «كايروكى» القديم نابع من حفاظهم على شكل موسيقى الروك، وأن مجتمعنا المصرى كان بحاجة لظهور فرق غنائية متخصصة فى الجاز والروك والراب وما إلى ذلك من الأشكال الموسيقية كمحاولة لكسر هيمنة موسيقى البوب على الساحة، ولكى تكون السوق الغنائية أكثر تنوعًا، ولكن ما يحدث حاليا من «كايروكى» هو عكس هذا المفهوم الذى تحدثت عنه، فالفريق يحاول تقديم نفسه كفريق شامل يقدم الروك والبوب والراب، وهذا أمر خطأ لأننا لم نر مثلاً: «Coldplay» أو «scorpions»، وغيرهما من الفرق المتخصصة فى أشكال الـ«rock music» يفعلون ذلك، كما أن الخامة الصوتية لـ«أمير عيد» – المغنى الرئيسى للفريق - لا تؤهله بأى شكل من الأشكال لفعل كل ذلك.
أيضًا عندما قدم الفريق أغانيه للجمهور فى بداياته كان له انحيازات واضحة وكان الفريق يغنى عن أحلامه التى كانت أيضًا أحلام قطاعات عريضة من الشباب وسنجد ذلك فى أغانى «حلمى أنا»، «بكرة الشمس تطلع»، «افرد جناحك».. إلخ، ولكن الغريب أنه حاليًا ينتقد الفريق هذا المفهوم الذى قدمه فى السنوات الماضية، وهذا يتضح فى أغنية «كان لك معايا» فى ألبومهم الأخير والتى تقول كلماتها: «اللى يقولك احنا بنتفائل ده بكرة أحلى.. اوعى فى يوم تسلم، كمل بسيطة سهلة.. بيبعولك الهوا بيحطوا السم فى الدوا» أليس هذا ما كان يقوله نفس الفريق فى الماضى فى الكثير من الأغانى مثل: «بكرة الشمس تطلع وتشوف الشجر، ولو كملت يومك هتقابل القمر» وأيضًا: «أنت كل حاجة بتحلم بيها أنت أملك الوحيد .. وكل حاجة بتدور عليها جوه منك بتناديك»، هل كان «كايروكى» يبيع الهوا فى الماضى؟ّ!
كما أن الفريق وقع فريسة تكرار الأفكار وإعادة تدوير نفس الكلمات بنفس الأشكال الموسيقية، وهذا ظهر بشدة فى أغنية «أنا السيجارة» فى الألبوم الجديد والتى تعتبر تكملة لأغنية «الكيف» الصادرة فى الألبوم الماضى، وأغنية «كان لك معايا» والتى تعتبر تكملة لأغنية «التليفزيون» الصادرة فى عام 2015، وهذا ليس بغريب على «كايروكى» فى ألبوماتهم الأخيرة، وهذا يتضح حتى من عناوين أغانيهم، فقدموا فى عام 2014 «السكة شمال»، وفى عام 2017 قدموا «السكة شمال فى شمال»، وأغنية «أضحك» فى عام 2017» وأغنية «اتجنن» فى عام 2013 التى بدأت بـ«أضحك» واشتهرت بأغنية «أضحك» بسبب تكرار الكلمة فى بدايات كل كوبليهات الأغنية، كما يبدو أن الفريق أصبح مغرمًا باستخدام الألوان فى كتابة أسماء أغانيه، فالألبوم الأخير طرح بعنوان «أبناء البطة السوداء»، وبداخله أغنية «يا أبيض يا أسود»، والألبوم الذى سبقه كان بعنوان «نقطة بيضاء» بجانب الأعمال المشتركة المتكررة مع نفس الأسماء «زاب ثروت، عبدالباسط حمودة، طارق الشيخ، حسام حسنى» سواء فى أغانى الألبومات أوww فى الحملات الإعلانية الدعائية، فمثل هذه الأمور تجعل الأفكار التى يقدمها «كايروكى» غير مفاجئة ومتوقعة.
ولكن كل هذا لا يعنى أن الألبوم الأخير لم يحتو على أغانٍ جيدة، فهناك «بنخاف»، و«هاتلنا بالباقى لبان»، ويبقى الحكم الأول والأخير للجمهور، فهذا المقال كتب من باب مناقشة واحد من جمهور «كايروكى» وليس مصادرة على أفكارهم وتوجههم فى الألبومات الأخيرة.>