السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

نائلة عبدالله: عبدالناصر كرَّمه فى حياته والسيسى بعد وفاته.. وفخورة ببطولاته

نائلة عبدالله: عبدالناصر كرَّمه فى حياته والسيسى بعد وفاته.. وفخورة ببطولاته
نائلة عبدالله: عبدالناصر كرَّمه فى حياته والسيسى بعد وفاته.. وفخورة ببطولاته


 عندما تدفع الأم بابنها والزوجة بزوجها نحو الخطر ومواجهة الإرهاب وهى تعلم أنه قد يعود إليها شهيدًا، فاعلم أنهم قد أدركوا عظمة هذا الوطن وأن حبه والدفاع عنه إنما هى عقيدة ترسخت فى الوجدان.
 عيد الشرطة لم يكن مجرد يوم خصص للاحتفاء برجالها، إنما  هو تخليد لذكرى واحدة من مئات بل آلاف البطولات التى سجلها التاريخ لجهاز الشرطة، وتم اختيار بطولة الشرطة فى مواجهة المحتل الإنجليزى يوم 25 يناير 1952  يوما للاحتفاء بعيد الشرطة، وهذا العام هو العيد الـ 67، وكل عام تزداد لوحة الشرف بعدد الشهداء، والبطولات أيضا تزداد.
احتفال  الشرطة بعيدها يأتى تخليدا لذكرى معركة الإسماعيلية 25 يناير 1952 وذلك فى صباح يوم الجمعة 25 يناير عندما استدعى القائد  البريطانى – إكسهام – بمنطقة القناة ضابط الاتصال المصرى وسلمه إنذارا بأن تسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية وتخلى وجودها عن المحافظة.
 رفض المحافظ الإنذار وأبلغه إلى وزير الداخلية- فى ذلك الوقت – فؤاد سراج الدين الذى رفض المطالب الإنجليزية وطلب من رجال الشرطة الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام وهو ما أغضب القائد البريطانى وحاصر قسم البوليس بقواته ودباباته وأسلحته وكان عدد القوات المصرية المحاصرين لا يزيد على 800 فى الثكنات و80 فى المحافظة لا يحملون غير البنادق.
 وأمام صمود القوات المصرية استخدم الإنجليز كل أسلحتهم فى قصف  مبنى المحافظة واستمر صمود وبسالة الجنود المصريين حتى سقط 50 شهيدا وجرح 80 الأمر الذى جعل القائد البريطانى – إكسهام – يطالب جنوده بإعطاء التحية العسكرية لجثث شهداء الشرطة المصرية لدى خروجها من المبنى بسبب شجاعتهم ووطنيتهم.. ومنذ ذلك التاريخ وبطولات وتضحيات الشرطة لم تتوقف يوما.
«روزاليوسف» التقت السيدة نائلة عبدالله الفضل زوجة اليوزباشى مصطفى رفعت أحد أبطال هذه المعركة، وتقول: تعرفت على زوجى قبل معركة الإسماعيلية وكانت قصة حب طويلة، وزواجنا تم عام 1955، وبعد زواجنا حكى لى معركة العزة والكرامة ورفض الاستسلام للإنجليز، وقال إنه كان عائدا من بعثة دراسية فى إنجلترا عام 1951، وتم تعيينه مدرسا فى كلية البوليس، لكنه تركها وتطوع لتدريب المقاومة  فى القناة مع زميله صلاح دسوقى الذى أصبح  محافظا للقاهرة فيما بعد، وكان معهما صلاح ذو الفقار، والثلاثة حصلوا على فرقة قتال مدنى فى القوات  المسلحة وقادوا المقاومة التى كانت الداخلية جزءا منها.
 وأضافت زوجة البطل : «زوجى أدار المعركة بعد دعم وزارة الداخلية لهم، ودخل فى مفاوضات طويلة مع القائد  الإنجليزي، وبعد  نفاد الذخيرة واستشهاد 50 بطلا، وإصابة 80 آخرين تفاوض على الخروج الآمن، رافضا وضع اليدين على الرأس أو إنزال العلم المصرى من فوق المبنى، ونفذوا مطالب النقيب مصطفى رفعت الذى اعتقل 5 أشهر وعُزل  من الشرطة حتى قامت ثورة يوليو وكرمه الرئيس جمال عبدالناصر ومنحه وسام الجمهورية واستمر فى عمله حتى وصل إلى مساعد وزير الداخلية وتوفى فى 10 يوليو 2012».
وقالت : «أنا الآن أكثر فخرًا، لأن زوجى اليوزباشى مصطفى  رفعت كرمه الرئيس جمال عبدالناصر فى حياته، والرئيس السيسى بعد رحيله تخليدا لدوره فى معركة الإسماعيلية، ورغم إصابتى بكسر فى الذراعين ذهبت لحضور الاحتفالية التى كرمه فيها الرئيس السيسي، وهذا موقف إنسانى من الرئيس لا يمكن أن أنساه، لأننى تأكدت أنه جابر بخواطر كل البسطاء وخاصة أمهات الشهداء والمصابين من أبناء الشرطة المصرية».
 تعود السيدة نائلة زوجة البطل وتتذكر زوجها وتقول كان رجلا عسكريا يعشق الانضباط ، وكان حريصا على أن يغرس فى أولادى تماسك الأسرة، ولذلك أنا وولداى مدحت وألفت لا نفترق أبدًا، وكنت أقوم بدور رجل الشرطة فى المنزل، وأعرف معاناة أمهات وزوجات ضباط الشرطة، وأسأل الله أن يمنحهن الصبر وأن يحفظ مصر من كل شر.
وبسؤالها عن سبب عودته من البعثة الدراسية التى كانت فى لندن عام 1951، تقول : «اندهشت من عودته من البعثة، وقال : أنا مصرى ولست إنجليزيا وهذه مصر، والوطن عندى أهم من الدراسة مهما كانت، وبعد ذلك حصل على دراسات أخرى فى أمريكا وهولندا».
 وتضيف : «من حبه فى العمل الأمنى من أجل مصر كان غاضبًا جدًا من الفوضى التى حدثت فى 25 يناير 2011، وكان يقول حرام عليهم مصر لا تستحق هذه الفوضي، وهذا ما يريده أعداؤها. وعن أقرب أصدقائه، أكدت: إحسان عبدالقدوس كان من أصدقائه  المقربين، وكنا نتزاور أنا وزوجته، كما أنه حتى وفاته كان يلتقى بزملائه الذين كانوا معه فى الإسماعيلية».
 فى نفس الاحتفالية التى كرم الرئيس السيسى أرملة بطل معركة الإسماعيلية قالت له أم شهيد إن لديها 3 ضباط شرطة وابنها استشهد العام الماضي، لكنها تؤكد أن أبناءها فداء للوطن، وهذا دور كل أم مصرية ليبقى الوطن.
وتقول السيدة غادة السيد أرملة الشهيد مقدم شريف طلعت إنها لم تصدق ما قاله ابنها الطفل خالد للرئيس السيسى بأنه يطالب رجال الشرطة بالقصاص لدماء والده وأنه  حينما سيكبر سيقتص من قتلة أبيه مضيفة:  فخورة بابني، لأن اللى خلف مماتش، كما كرمت وزارة الداخلية خلال الاحتفالية أسرة العميد ساطع النعمانى، فالوزارة تؤكد دائما أنها لم ولن تنسى أبناءها.>