السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

المتحف القبطى المسيح مر من هنا!

المتحف القبطى المسيح مر من هنا!
المتحف القبطى المسيح مر من هنا!


بين أحضان «حصن بابليون» والكنيسة المعلقة، ثمة آلاف التحف والمقتنيات النادرة، التى يزخر بها «المتحف القبطى».. انضوى المتحف الموجود بمنطقة مجمع الأديان، تحت مظلة الحكومة فى العام 1933م.. وكان قد تم تحديثه عام 2006م.. بدأ تشييده عام 1910م وذلك لجمع الآثار والوثائق التى تسهم فى إثراء دراسة الفن القبطى فى مصر.
لعب العالم الفرنسى «ماسبيرو» دورًا مهمًا فى نشأة المتحف، إذ عمل على جمع أعمال الفن القبطى وتخصيص قاعة له فى المتحف المصرى،  بعد ذلك طالب مرقس باشا سميكة عام 1893بأن تضم مجموعة الآثار القبطية إلى اهتمامات لجنة حفظ الآثار والفنون، وتمكن من إقامة المبنى الحالى للمتحف وعُيّن هو أول مدير له، أما أول دليل للمتحف فتم نشره عام 1930، ويبلغ عدد المقتنيات بالمتحف القبطى نحو 20 ألف مقتنى.
ويضم المتحف إبداعات مصر القبطية، فى 7 أقسام من ضمنها المنسوجات والملابس الكهنوتية، والعاج، والأيقونات، والمعادن، والزجاج والفخار والمصنوعات الخشبية، بالإضافة إلى مكتبة كبيرة فيها كتب ومخطوطات تاريخية نادرة.
مارلين بطرس، أحد الأمناء بالمتحف، قال: «تكثر أعداد الزائرين مع اقتراب أعياد الميلاد، ويصل لـ 1000 من جنسيات مختلفة، أما فى الأيام العادية 300 زائر، كما أن الكنائس تنظم زيارات رسمية له، وهناك زيارات المدارس والجامعات المصرية وموقع المتحف بجوار مجمع الأديان يجعل الزيارات للمتحف كثيرة».
وأضافت: «من أهم المقتنيات، شاهد قبر من الحجر الجيرى يظهر التداخل بين علامتى الصليب ومفتاح الحياة «نهاية القرن 4م»، قطعة نسيج عليها بعض الرموز المسيحية «القرن 6م»، نقش على مشط من العاج يظهر بعض معجزات السيد المسيح «القرن 7م»، تاج عمود من الحجر الجيرى مزين بشكل عناقيد العنب «القرن 7م»، مسرجة من البرونز لها مقبض على شكل الهلال والصليب «القرن 13م»، مشيرة إلى أن مقتنيات المتحف جاءت من أماكن مختلفة منها متحف المصرى،  والكنائس، والبيوت».
وتابعت: «المتحف به البوابة التى دخل من خلالها عمرو بن العاص مصر، فكانت المنطقة التى يقع عليها المتحف هى حصن بابليون الذى كان أقوى حصن بمصر فى ذلك الوقت، مشيرة إلى أن المتحف يقوم بعدد من الأنشطة التعليمية والعلمية بهدف عمل تواصل بين الأجيال، مع ربط مقتنيات المتحف بالمناهج التعليمية، وتنفيذ معارض بشكل دورى ويتم اختيار قطع من مقتنيات المتحف لتكون قطع الشهر»، موضحة أن مكتبة المتحف تم إغلاقها فى الوقت الحالى، وسيتم عمل ترتيب لها، وهى تضم كتبًا عن وصف مصر وهى من أقدم الكتب، بالإضافة لكتب قبطية وإسلامية قديمة.
يضم الجناح القديم للمتحف مجموعة من قطع الأثاث الخشبية والأبواب المطعمة، ويضم المتحف الباب المصنوع من خشب الجميز الخاص بحامل أيقونات كنيسة القديسة بربارة، وتم تركيبها فى العصر الفاطمى،  والمجموعة تستقر فى الجناح الجديد الذى يظهر مختلف الأنواع والطُرز والموضوعات، مثل التصميمات الهندسية، لفائف نبات الأكانتس وأوراق العنب، وافريزات مزدانة بأرانب، طواويس، طيور، والأنشطة الريفية، مرورًا بالتراث الهيللينستى  والقبطى حتى الصيغ الفنية الإسلامية فى مصر، كما يضم المتحف مخطوطات للكتاب المقدس تعود لآلاف السنين وهو عبارة عن تحفة معمارية.
طابقان
الطابق الأرضى يضم صالة الاستقبال، روائع، إهناسيا، الموروثات المصرية القديمة، سقارة دير الأنبا أرميا، باويط دير الأنبا ابوللو، المكتبة والمخطوطات، قاعة العرض المتجدد، قاعة الكنائس مصر القديمة، المدرسة المتحفية.
المكتبة
قاعة المكتبة التى تضم عشرة آلاف مخطوطة من أهم القاعات، إذ تم تجهيزها بوسائل تحمى المخطوطات من الرطوبة والإضاءة، وتوجد بالمتحف آثار منطقة إهناسيا أحد مراكز محافظة بنى سويف وهى آثار لها إطلالة الأساطير اليونانية التى تضم أفروديت التى كان يتم نحتها وكأنها مولود خارج من قوقعة، وتم استبدالها بشكل الصليب الخارج من القوقعة كرمز لبداية الحياة الجديدة بعد صلب السيد المسيح.
تضم القاعة عتبا معلقة، عليها نقوش بارزة تمثل منظرين من العهد الجديد «دخول السيد المسيح إلى أورشليم ومشهد الصعود» وأعلى المنظر أربعة أسطر غير كاملة من الكتابة اليونانية.
ويوجد أيضًا عدد من لوحات القديس باسيليدس يركب على حصان أبيض فى الركن العلوى الأيسر، ملاك على السحاب السيد المسيح مصور فى الركن الآخر ينتظره، وتعود للتاريخ 1760 وكانت داخل كنيسة العذراء الدمشيرية، وهناك تمثال للقديسين بطرس وبولس يحملان الكنيسة إشارة إلى تصعيد وحماية الكنيسة، والأيقونة محاطة بإطار من الصدف مزدان بلوحات تمثل مناظر دينية وترجع للقرن 17، من كنيسة العذراء الدمشيرية.
قاعة دير الأنبا أرميا
يضم المتحف محتويات الدير، وكان يقع دير الأنبا أرميا فى سقارة، جبانة منف العريقة، ويرجع للقرن السادس يضم عددًا من القطع، وكانت الكنيسة الرئيسية أهم مبنى للدير تجمعت حولها قلايات الرهبان، وكان لكل راهب قلاية مستقلة، وعثر بالدير على كثير من قطع النحت المعمارى الرائعة من أعمدة، ومعظمها قطع معاد استخدامها بعد جلبها من مبانٍ ترجع إلى نهايات العصر الرومانى،  وغالبًا كانت فى مقابر، ووجد المعمارى القبطى هذه التحف من النحت المعمارى جاهزة، فالتصاوير الجدارية معظمها كان يزين صوامع الصلاة فى قلايات الرهبان، منها لوحات للسيد المسيح جالسًا على العرش، والقديسة العذراء تحمل الطفل يسوع، وهى ترضع طفلها.
قاعة باويط دير الأنبا أبوللو
يرجع الدير للقرن السادس، وتقع أطلال دير الأنبا فى باويط بجوار أسيوط على الضفة الغربية للنيل جنوب القاهرة، وعثر على الدير بالقرن العاشر، ويضم المتحف عددًا من مقتنيات الدير، والتى يصل عددها إلى 50 تحفة، مثل واجهة باب على شكل نصف دائرة من حجر جيرى،  مزدانًا بأوراق العنب وثمار الرمان وزخارف هندسية وصلبان فى الوسط وقديس محاطُا بملاكين.
قاعة العملات
عثر على كنز دير الأنبا شنودة «الدير الأبيض» فى ديسمبر 1987، ويحتوى على عملات ذهبية من العصر البيزنطى ضمنها عملات من العصر الامبراطور فوكاس 602 إلى 610 م، الامبراطور هرقل 610 – 641 م قسطنطين، أما الآنية الفخارية التى كانت تحوى الكنز فترجع إلى القرن السابع.
الطابق العلوى يضم 12 قاعة، هي قاعة الموضوعات الدينية والنسيج، كتاب، القلالى،  والمناظر النيلية، أيقونات، معادن، فخار وزجاج.
قاعة النسيج
يضم المتحف عددًا من المنسوجات القبطية الأثرية الشهيرة بالعالم لدرجة تسميتها بالقباطى نسبة إلى أقباط مصر، ويعتبر النسيج أهم مميز للفن القبطى،  ويطلق مصطلح «النسيج القبطى» للدلالة على عشرات الآلاف من قطع النسيج التى عثر عليها، وترجع إلى العصور الرومانية والبيزنطية والإسلامية.
قاعة الطقوس
وأثرت طقوس الكنيسة القبطية فى تزيين جدران الكنائس، فظهرت مناظر إبراهيم يقدم إسحق كذبيحة، وتظهر مناظر العهدين القديم والجديد ممثلة على النسيج وفى التصاوير الجدارية والنحت والمعادن وغيرها، وتضم القاعة عددًا من المقتنيات مثل شوكة كتب عليها بالعربية «وقف البطريركية» عملًا بتوصية من الأنبا يوحنا الـ18 البطريرك المائة.
قاعة عنخ
يوجد بإحدى القاعات المتحف الصليب داخل علامة «عنخ» المعروفة لدينا بمفتاح الحياة وهناك قطع من البرونز ويظهر عليها الهلال وغصن الزيتون والصليب داخل علامة «عنخ» وهو يوحى بقوة الوحدة الوطنية فى العصور القديمة.
يضم المتحف العديد من اللوحات الجدارية أو «الشرقيات» التى كانت ملتصقة بالحوائط وجدران المتحف قبل ترميمها، وفى قاعة باويط «قرية قرب أسيوط» توجد شرقيات فى الحوائط تم ترميمها بوسائل علمية بالإضافة لعدد 2 لوحة واحدة للسيدة العذراء والأخرى للسيد المسيح.
كما توجد قاعة زاخرة بالعديد من الرسوم الجدارية من أماكن مختلفة سواء من دير الأنبا أراميا بسقارة، أبرزها رسم جدارى بأسلوب التمبرا يوضح منظرًا للسيد المسيح رافعًا يده اليمنى مانحًا البركة وحاملًا باليسرى الإنجيل وعلى الجانبين ملاكان ولوحة أخرى فريدة للسيدة العذراء وهى ترضع المسيح.
قاعة مكتبة نجح حمادى
تعبر مكتبة نجح حمادى إحدى أهم مجموعات البردى بالعالم، وهى مجموعة من المخطوطات التى ترجع للقرن الرابع الميلادى،  والتى تحوى معلومات جديدة وثرية لدراسات تاريخ الأديان والقبطيات والفلسفة وعلم صناعة الكتب وتقنية تجليدها وتاريخ مجموعات المخطوطات، وتم العثور على المخطوطات عام 1945، وعرف الكشف بمكتبة «نجع حمادى» حيث إنها أقرب مدينة كبيرة حديثة فى المنطقة، وتمثل المخطوطات المصدر الرئيسى لدراسة «الغنوسية» وهى حركة دينية كتب عنها وهاجمها أيام الكنيسة الأوائل مثل إرينيوس تُوفىّ حوالى 202 م، وكلمنت السكندرى حوالى 150 م إلى 215 م.
قاعة الكتابة
مصر أكثر بلاد العالم فى ثراء كتابات آثارها القديمة وشاع استخدام البردى والورق فى الكتابة الأدبية بالعصر القبطى،  واستخدام اللغة القبطية فى الوثائق التجارية خلال القرنين السابع والثامن الميلادين، أما وثائق الحياة اليومية الأخيرة والتى تمت كتابتها باللغة القبطية فترجع للقرن الحادى عشر، ويضم المتحف أقدم كتاب فى التاريخ وهو كتاب المزامير ولا يزال محتفظًا بغلافيه الخشبيين وبقايا جلد الكعب، يرجع للقرن الرابع وكان يوجد كتاب بقرية المضل بمحافظة بنى سويف.
قاعة الأيقونات
أيقونة كلمة يونانية تعنى «صورة» أو «شكل» وتزدان جميع الكنائس القبطية القديمة والحديثة بالأيقونات، وغالبية الأيقونات تمثل السيد المسيح والسيدة العذراء وقديسين وأيضًا مناظر من العهدين القديم والجديد. وتضم القاعة 30 لوحة مرسومة للأيقونات القبطية، كالقديس مينا العجائبى «مار مينا» صانع المعجزات هو شهيد مصرى بعد أن انخرط فى الخدمة العسكرية ذهب إلى برية وأعلن إيمانه المسيحى واستُشهد فى عام 296 م لوحة أخرى للقديس بقطر متوج ويرتدى زى العسكرية، يمسك بيده اليمنى قصبة على شكل صليب؛ بينما فى اليد الأخرى لجام الحصان أن يدوس التنين.