الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

سيول الخريف تربك حسابات الحكومة

سيول الخريف تربك حسابات الحكومة
سيول الخريف تربك حسابات الحكومة


رغم تأكيد اللواء محمود شعراوى، وزير التنمية المحلية، أمام البرلمان أن الحكومة اتخذت كل الاحتياطات والإجراءات اللازمة لمواجهة موسم الأمطار والسيول، ومنع تكرار المشاكل السنوية مرة أخرى، فإن بوادر التعامل الحكومى تشير إلى تزايد احتمالات الخطر، رغم أن فصل الصيف لم يبدأ بعد.
الوزير اعترف أن السيول كانت تمثل مشكلة كبيرة خلال السنوات الماضية، وكانت تسفر عن خسائر كبيرة على المستويين المادى والبشرى، واستدرك: خلال السنة الحالية تم التنسيق مع وزارة الرى واتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لمنع تكرارها، وأنشانا مخرات سيول فى كل المحافظات.
البيانات الصادرة عن وزارة الرى فى الشأن ذاته تقول إن الحكومة أنفقت ما يقرب من 22 مليار جنيه لمواجهة أزمات السيول بجانب مليار جنيه دعمًا من صندوق «دعم مصر»، وأنشأت وشغلت 95 سد إعاقة، و253 خزانًا أرضيًّا، و140 بحيرة جبلية بسانت كاترين لخدمة الأهالى وحمايتهم من السيول.
كما جرى إنشاء 29 بحيرة صناعية، وأكثر من 250 خزانًا أرضيًّا تتراوح سعتها من 5 مترات إلى 500 متر مكعب مياه ومعابر أسفل الطرق الرئيسة باستثمارات بلغت 17 مليار جنيه، فضلاً عن تشييد سدود وخزانات بأسوان، والانتهاء من إنشاء بحيرة لحماية وادى الصعايدة والعمدة «1 – 2» ضمن أعمال الحماية والاستفادة من مياه السيول باستثمارات تبلغ 47 مليار جنيه.
من أسيوط جاء الرد الميدانى على تصريحات الوزراء، إذ بلغ عدد المنازل المتضررة من السيول هذا العام نحو 25 منزلاً تضررت بالكامل، بالإضافة إلى 25 منزلاً أخرى غمرت المياه الدور الأول منها.
وقال المهندس ياسر عمر شيبة، عضو مجلس النواب عن دائرة مركز أبنوب والفتح بمحافظة أسيوط:  إن اللواء جمال نورالدين محافظ أسيوط وغرفة عمليات مجلس الوزراء، تابعوا وقائع تعرض عدد من المنازل فى عزبة سعيد التابعة لقرية المعابدة بمركز أبنوب محافظ أسيوط للسيول.
وأوضح عمر أن هذه المنازل تقع تحت الجبل مباشرة وهى عرضة لمياه الأمطار بشكل مباشر، لافتًا إلى أن محافظ أسيوط أبلغه أنه تم نصب 50 خيمة بمدرسة عزبة سعيد مكان المنازل التى تضررت بشكل مؤقت، وأنه لا يوجد مفقودون أو حالات وفاة جراء السيول التى ضربت العزبة، باستثناء عامل كان يعمل بسور أحد الأديرة المقامة بالجبل والذى فُقد جراء السيول.
لا تقتصر المناطق المعرضة للسيول على أسيوط وحدها وإنما تمتد لجميع المحافظات الجبلية كالبحر الأحمر وجنوب سيناء وبعض مناطق الساحل الشمالى وعدد من قرى حضن الجبل فى محافظات الصعيد مثل قنا وسوهاج.
من سيناء أكد المهندس عبدالله حامد مدير عام الإدارة العامة للمياه الجوفية بجنوب سيناء، أن منظومة الحماية من مخاطر السيول التى جرى تنفيذها بمنطقة فيران التابعة لمدينة أبورديس نجحت بالفعل، حيث إن السيول التى تعرضت لها المنطقة منذ أمس كانت ستؤدى إلى خسائر مادية وبشرية فادحة، مشيرًا إلى أن السدود نجحت فى احتجاز كميات من المياه تتراوح بين 400 و500 ألف متر مكعب، وسيتم الاستفادة منها فى أغراض الشرب والزراعة.
وأضاف «حامد» أن المياه الجوفية قدرت كمية المياه التى حدثت جراء هذه السيول بنحو مليون متر مكعب جرى احتجاز من 400 إلى 500 ألف بسدود وادى الأخضر الجديد والقديم، وسد أسلاف الذى جرى الانتهاء من تنفيذه منذ ما يقرب من 20 يومًا فقط بتكلفة تصل إلى 13.7 مليون جنيه، بينما بلغت تكلفة سد وادى الأخضر الجديد 10 ملايين جنيه وتكلفة سد وادى الأخضر القديم 4 ملايين جنيه، ومن المقرر أن يتم إعادة تأهيل وصيانة سد وادى الأخضر القديم لتطوير وتوسيع السعة التخزينية له موضحًا أن منطقة وادى فيران تعد ثانى أخطر المناطق تعرضًا للسيول بجنوب سيناء بعد منطقة وادى وتير بنويبع.
وأوضح مدير عام الإدارة العامة للمياه الجوفية أن كميات المياه التى سقطت على الأوديـة التـابعــة لمنـطقـة فيـران، قــدرت بـ500 ألف متر مكعب، ولكن لم يتم احتجاز أى منها نظرًا لأنه لم يجرِ إنشاء أى من أعمال الحماية بها لاعتبارها أودية فرعية وغير رئيسية، ولم تشكل خطورة، مؤكدًا أن السيول التى حدثت بها صارت فى مجراها الطبيعى، ولكنها أدت إلى غلق طريق «فيران – سانت كاترين» حتى الآن نظرا لكثرة الإطماءات التى أتى بها السيل من الجبال، حيث حملت مياه السيل الأحجار والصخور وجذوع الأشجار والرمال.