الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بيزنس ورش التمثيل

بيزنس ورش التمثيل
بيزنس ورش التمثيل


انتشرت خلال  السنوات الأخيرة ظاهرة «ورش التمثيل»، والتى تتعلق بها أحلام كثير من شباب الموهوبين، ورغم أن بداية هذه الورش الخاصة كانت مبشرة بتدريب عدد كبير من الوجوه الصاعدة على الأداء التمثيلى المتميز، فإن  كثرة انتشارها جعل العشوائية وعدم المصداقية عاملاً مشتركًا فى الأغلبية العظمى منها، وخاصة بعد أن أصبح الكثيرون يستخدمونها لتحقيق مكاسب مادية فقط دون تقديم أى إفادة حقيقية.

حاولنا من خلال السطور القادمة، وعن طريق عدد من الفنانين الذين يقيمون هذه الورش، معرفة مدى تأثير هذه الظاهرة على الساحة الفنية سواء بالإيجاب أو السلب. أيضًا تحدثنا مع نقيب الممثلين للتوصل إلى كيفية مواجهة النقابة لتلك الورش.
«نهى العمروسى» من الممثلين الذين يمتلكون ورشة، تقوم فيها بتدريب الهواة وراغبى احتراف التمثيل، تحدثنا إليها فى البداية عما إذا كانت تتبع منهجًا محددًا فقالت: «أتبع منهجًا عمليًا 100%، يتمثل فى تدريبى للهواة بشكل محترف أمام كاميرا، وكأن المتدرب متواجد بالفعل فى أجواء الاستوديو، كما أننى أهتم بالعديد من التفاصيل الخاصة  بعضلات الوجه وتعبيراته، أيضًا أقوم بالتدريب على تمدد عضلات الجسد وجلسات تأمل «ميديتيشن»، من أجل اكتساب المزيد من الثقة بالنفس والتحكم فى الأعصاب.. والتى تعد الآلة الأولى للتعبير.
«العمروسى» أكدت أنها لا تستعين بأحد لمساعدتها فى الورشة لأنها فنانة متخصصة ولديها رؤية، كما أن الورشة الخاصة بها ليست أكاديمية لكى تحتاج إلى متخصصين فى التدريس لأنها فقط تقدم (كورس) تمثيليًا، من دون استخدام أى نظريات أو مراجع.. وأضافت: «لدىّ عين واعية ومدركة عيوب وإيجابيات الموهوبين، وقد قمت من قبل بتدريب «نيللى كريم» فى فيلم «سحر العيون» على الدور الكوميدى الذى قدمته، وأخرجت منها طاقة واتجاهًا تمثيليًا جديدًا ومخالفًا لما حصرها فيه المخرجون بأنها فقط الفتاة الرومانسية الجميلة».
وعن اتهام هذه الورش بالفشل وأنها مجرد (سبوبة رزق) قالت: «لا أهتم بما يقال، وكل ما يهمنى أن كل من يتخرج فى ورشة التمثيل الخاصة بى يدخل بشكل ويخرج بشكل آخر. وهذا ليس كلامى فهو كلام تلاميذى بعد أن ساعدتهم فى التخلص من بعض العيوب التى جاءوا بها فى البداية، وخاصة فيما يتعلق بالكلام والتعبير. وأعتقد أن أى شخص لديه موهبة من حقه أن يمثل مهما كان شكله أو جنسيته، ولكن الشرعية تكون فى صقل هذه الموهبة وتدريبها وتوجيهها التوجيه الصحيح، أما الممثل القائم على ورشة التمثيل، فيجب أن تتوفر لديه بعض الإمكانيات فى أن يكون ممثلاً جيدًا ولديه رؤية».. فى النهاية أكدت «نهى العمروسى» أن ورشتها لا يوجد لها مثيل فى مصر، وأن ما يضاهيها هى « ورشة نيويورك فيلم أكاديمى» فى دولة الإمارات لأنه لا يوجد من يقدم ورشة تمثيل أمام الكاميرا إلا ورشتها فقط.
الممثل والأستاذ بمعهد الفنون المسرحية «فريد النقراشى» يقيم أيضًا ورشة لتدريب الممثلين وقد بدأ حديثه قائلًا: «لا يشترط على المدرب فى ورشة التمثيل أن يكون أكاديميًا، ولكن على الأقل يجب أن تكون لديه خبرة فى التمثيل، ومنهج وآليات ويمتلك أفكارًا خاصة بالأداء، وهذه الأشياء يجب تنقل الهاوى من مرحلة المتدرب إلى المتمكن، لذلك الأمر لا يتعلق بتدريبات نظرية، وإن كان يجب الاهتمام بالتفريق بين أنواع الأداء، فالمسرح غير السينما غير التليفزيون.. والفن فى كل العالم ليس حكرًا على أفراد معينين بما فيها موضوع التمثيل نفسه، لأن أى شخص يستطيع أن يقدم نفسه كممثل ومن يحدد نجاحه من عدمه  هو الجمهور، وكل المدارس والورش والمعاهد والأكاديميات خاضعة لفكرة السوق والعرض والطلب والكفاءة من عدمها، كما أنه ليس بالضرورة أن يكون المدرب نجمًا كبيرًا فمن الممكن أن يكون هذا النجم غير قادر على التدريب أو نقل خبراته للآخرين والعكس صحيح، فالقدرة على التدريب ليست بالشهرة».
وعن انتشار الورش التمثيلة بكثرة فى الفترة الأخيرة قال: «هناك بعض الورش التى تسمى «ورش تحت بير السلم» والتى لا تقدم تدريبًا  حقيقيًا، وكل هدفها الحصول على الربح، وأعتقد أن من سيحجم ذلك ويفرزه هو المتدرب نفسه، كما يجب تقنين هذه الورش بوضعها فى إطار شركات مشهرة النشاط».
وعن رأيه فى الورشة التى تقدمها نقابة المهن التمثيلية قال: «أعتقد أنها سوف تسد خانة مهمة جدًا، وأنها اتجاه صحيح فى مرحلة مهمة، ومن حق النقابة أن يكون لديها ورشة شرعية تساعد أعضاءها على التدريب واكتشاف المواهب. خاصة أن هذا الدور من أدوارها الأساسية وأعتقد أن الورش الحرة والخاصة ستظل موجودة  لأنه ليس كل من يدخل ورش التمثيل من الموهوبين أو من يريدون الحصول على كارنيه النقابة فهناك نجوم يتدربون من وقت لآخر لتنمية مهاراتهم أو اكتساب خبرات جديدة أو نوعيات جديدة من الأدوار وغيرها، وهو ما ستوفره الورش الحرة».
الممثل القدير «أحمد كمال» يقوم منذ فترة طويلة بتدريب الممثلين فى ورشة خاصة وقد بدأ حديثه قائلًا: «كان أول من شرع فى إنشاء ورش التمثيل فى مصر «د.نبيل منيب» فى منتصف السبعينيات وقد عملت معه وتدربت على يديه واستمرت الورشة 7 سنوات وتخرج فيها مدربون مهمون.. والممثل الذى يقوم بالتدريب لابد أن تتوافر لديه مواصفات معينة، منها أن يكون حاصلاً فى الأساس على قسط من التدريب وحاصلاً على خبرة من عدد كافٍ من المدربين، فأنا مثلا قام بتدريبى حوالى 23 مدربًا داخل مصر وخارجها فى أمريكا وألمانيا وإيطاليا، وتشبعت بالموضوع كى أكون مؤهلًا لتدريب آخرين. وهناك عدد لا بأس به من الفنانين المؤهلين للتدريب مثل: أحمد مختار ومحمد عبدالوهاب وعلى خليفة ومحسن صبرى ومحمد نبيل منيب، والمعيار الحقيقى هو الكفاءة ففى أمريكا مثلا لا يوجد ما يسمى مدرب أكاديمى، ومن الممكن أن يكون صغير السن بالنسبة للمتدربين، ولكنه يملك الحس والخبرة».
أما عن الانتشار العشوائى لهذه الورش فقال: «مثل أى مهنة تخضع مهنة التمثيل للصالح والطالح والحقيقى والمزيف، ولكن للأسف دائمًا النسبة الجيدة هى الأقل وفى القانون الذى من المفترض أن يتحكم فى هذه العشوائية يوجد الحق لأى شركة إنتاج أن تقدم  دورات تدريبة فى كل المجالات الفنية مثل ورش التمثيل وكتابة السيناريو والتصوير، وقد عملت لفترة طويلة فى التدريب فى شركة إنتاج تابعة للفنان محمود حميدة، وهناك الورش التابعة للمسارح ولكن فكرة (الشقق) مجهولة الهوية هى ما تمثل خطورة على المجال.. ولكن هذه العيوب لا تمنع أن ورش التمثيل أثرت الساحة الفنية، على الأقل من خلال تجربتى كمدرب، وعلى مدار عشرين عامًا خرج من الورش فنانون برعوا فى التمثيل والإخراج والكتابة، بل برعوا فى الحياة أيضًا، لأننى مثلا فى بعض الأحيان كنت أقوم بتدريب أشخاص لا يريدون التمثيل، ولكن يريدون اكتساب ثقة بالنفس لممارسة أعمالهم وحياتهم بشكل أفضل.. فليس معنى أن بعض هذه الورش غير سليم أن نحكم على الكل بعدم الجودة».
وعن إنشاء ورشة تمثيل تابعة لنقابة المهن التمثيلية قال: «خطوة رائعة تأخرت أربعين سنة وقد عرضوا علىّ الاشتراك بها وسأشارك، والمدربون الموجودون بها على أعلى كفاءة وأسعارها فى متناول الجميع، كما أن فكرة تديب وتأهيل الموهوبين ومنحهم عضوية النقابة خطوة مهمة وأتمنى أن يكون هناك فروع لهذه الورشة فى المحافظات وفى معهد الفنون المسرحية فى القاهرة والإسكندرية.. ولا أرى تعارضًا بين الورش الحرة وورشة النقابة، لأن هناك قاعدة تقول أن الممثل يجب أن يتدرب مع أكثر من مدرب وأن يظل فى تدريب مستمر حتى ينمى مهاراته الشخصية والفنية، وهو ما ستحققه الورش الحرة خاصة أن مصر بها 100 مليون شخص أعتقد أن ثلاثة ملايين منهم مثلا يريدون التمثيل».
أما نقيب الممثلين، الفنان «أشرف زكى» فقد علق على أمر عشوائية الورش الحرة قائلا: «فى البداية أريد أن أوضح أننى لن أقاضى أحدًا كما نشر فى بعض الأماكن، ولكنى قررت اتخاذ إجراءات أكثر عملية، بإنشاء ورشة التمثيل التابعة للنقابة بشكل شرعى ورسمي  وبدورها ستجُبّ كل هذه الورش وتعطى حق التصريح للتمثيل وهى على أعلى مستوى من المهنية،  وأعتقد أن هذا أنسب رد على  عشوائية وانتشار العديد من ورش التمثيل غير الشرعية، وسوف يكون المتقدمون خاضعين لاختبارات  وأسعار الورشة  مناسبة للجميع، ويوجد  بها متخصصون فى مجالات الكتابة والتمثيل والتصوير وغيرها من التخصصات الفنية، فقد انتهى عصر العشوائية والتمثيل بدون تصريح».
وتابع: «هناك بعض الورش المحترمة جدًا والبعض الآخر مجرد (أرزاق) أو (سبوبة).. وأؤكد أن خريجى الورش الحرة لن يستطيعوا ممارسة التمثيل إلا من خلال مشاركتهم فى ورشة النقابة»، وعلى حد قوله:  (يبقوا يورونى هيمثلوا ازاى أنا عاوز أتفرج).>