بانوراما الفيلم الأوروبى.. تنتصر للجمهور والسينما
هبة محمد علي
للسنة الحادية عشرة، تنطلق بعد أيام فعاليات بانوراما الفيلم الأوروبى المنعقدة فى الفترة من 7 حتى 17 من نوفمبر الجارى، تلك البانوراما التى أرسى قواعدها يوسف شاهين قبل وفاته، حيث كان يثق أن ذائقة المتفرج المصرى لا يمكن حصرها فقط فى الفيلم العربى، و«الأمريكانى»، فأوروبا تمتلك علامات سينمائية عظيمة، ولديها تراث سينمائى ضخم لا يمكن تجاهله، وكأنه كان يستشرف المستقبل، حيث يتهافت الشباب على أفلام البانوراما خاصة مع سعى القائمين عليها فى جلب أفلام مميزة عامًا تلو عام، وفى السطور التالية نستعرض 11 سببًا لنجاح الدورة الـ11 لبانوراما الفيلم الأوروبى.
1- ذكرى شاهين..احتفالية ممتدة
لم يمر وقت طويل على انتهاء فعالية أفلام «يوسف شاهين» والتى تم خلالها عرض 20 فيلمًا مرممًا من أفلامه، وقد أقيمت تلك الفاعلية بالتزامن مع مرور 10 سنوات على رحيله، وهو ما يتوافق أيضًا مع الدورة الـ11 من البانوراما، التى كان له الفضل فى وجودها، ووجود كل تلك المناسبات المتلاحقة، وارتباطها باسمه، يخلق نوعًا من الحنين لدى الجمهور العاشق لـ«شاهين»، ويجعل رواد سينما زاوية فى حالة احتفالية مممتدة طوال عام 2018 بعبقرى السينما، وأحد عظمائها.
2- من «أوديون» لـ«كريم»..تجديد وتطوير
ظلت عروض البانوراما وغيرها من فعاليات سينما زاوية تقدم فى القاعة الخلفية لسينما أوديون لسنوات طويلة، لم يكن الوضع فيها هو الأفضل، فكان القرار هذا العام من قبل القائمين عليها بالانتقال بشكل نهائى إلى سينما كريم بشارع عماد الدين بوسط البلد، ولكن هذا الانتقال لم يتم بشكل مباشر، فقد سبقه مرحلة من التجديد والتجهيز للسينما العتيقة، لتصبح فى استقبال عشاق زاوية، وقد شمل هذا التجديد كل النواحى وأدق التفاصيل والكثير من التجهيزات تضمن بالتأكيد لرواد البانوراما مشاهدة أمتع.
3- رقموا الكراسى يا زاوية..هاشتاج غاضب واستجابة سريعة
كان النظام المعمول به فى سينما زاوية منذ افتتاحها بعد التجديد هو الجلوس بأولوية الحضور، وهو ما خلق مشكلات عديدة، تتعلق بالعدالة، فمن يأتى أولًا قد يحجز الصفوف المميزة لعشرة من أصدقائه، بينما تجلس مجموعة أخرى متفرقين فى أماكن لا يرغبون الجلوس بها فقط لأنهم لم يأتوا مبكرًا، مما دفع محبي زاوية إلى إطلاق هاشتاج بعنوان #رقموا الكراسى يا زاوية، وهو ما سرى مثل النار فى الهشيم، ووصل إلى الإدارة، التى أعلنت دراستها للأمر، ثم عادت مرة أخرى للإعلان عن ترقيم المقاعد إيماناً منها بأن الجمهور دائمًا على حق.
4- تعددية وعروض مجانية
من الطبيعى أن يتم عرض برنامج البانوراما كاملًا داخل سينما كريم، لكن التوسع الذى بدأته زاوية منذ سنوات وتستمر به بشكل أكبر فى البانوراما سهل الأمر كثيرًا على جمهور ليس من رواد منطقة وسط البلد المزدحمة دائمًا، حيث تقام العروض هذا العام أيضًا فى سينما الزمالك، بالإضافة إلى إقامة عروض مجانية فى المعهد الفرنسى بالمنيرة، ومعهد جوته الألمانى، الأمر لا يقتصر فقط على القاهرة، حيث تقام عروض لمختارات من برنامج الأفلام فى سينما أمير بالإسكندرية، وسينما دنيا بالإسماعيلية، والمركز الثقافى ببورسعيد، وسى سينما بمدينة الجونة، كما شمل التوسع مجموعة محافظات أخرى، سيقام بها عرض واحد كخطوة على الطريق وهى أسيوط، ودمياط، والمنصورة، والمنيا، وقنا، والزقازيق، ليصبح إجمالى المحافظات التى ستستقبل عروض البانوراما 10 بعد أن كانت أربع محافظات العام الماضى.
5- اختيارات الأفلام.. التنوع هو العنوان
65 فيلمًا من 26 دولة أوروبية متنوعة ما بين أفلام روائية، وتسجيلية، وقصيرة، وأرشيفية، جميعها تم إنتاجها هذا العام، حصل أغلبها على جوائز من مهرجانات دولية عديدة، ولاسيما مهرجان كان، الذى حاز على نصيب الأسد من الأفلام المعروضة فى البانوراما بواقع 7 أفلام تنافست على السعفة الذهبية فى المهرجان.
6- محاضرات وجلسات نقاش
برنامج موازِ ثرى سيتم تقديمه على هامش بانوراما هذا العام، من أهمها المحاضرات والنقاشات التى ستلى عرض بعض أفلام هذه الدورة، والتى ستكون مع صناع تلك الأفلام القادمين خصيصًا من بلادهم من أجل هذا الحدث، وعلى رأسهم، المخرج الفرنسى «ماتيو بارير» الذى سيعرض له فيلم (عصر الشباب) الحاصل على جائزة من مهرجان لوكارنو السينمائى الدولى، كما سيعقد الإيطالى «فالريو مييلى» ندوة بعد عرض فيلمه (ذكريات) الحاصل على جائزة من مهرجان فينيسيا، وأخيرًا يجرى المخرج «أنطوان روسباخ» ندوة حول فيلمه السويسرى البلجيكى (أولئلك الذين يعلمون).
7- إنجمار برجمان.. 100 سنة من الإبداع
يحتفى العالم بمرور 100 سنة على ميلاد المخرج السويدى، وأستاذ فن الحكى «إنجمار برجمان»، وتحتفى البانوراما بعرض 4 أفلام مهمة له وهي (سوناتا الخريف) إنتاج 1978، الحاصل على جائزة أفضل فيلم أجنبى فى الجولدن جلوب، وفيلم الدراما السيكولوجية (شخصية،بيرسونا) إنتاج 1955، وفيلم (الختم السابع) إنتاج 1957، وفيلم (فراولة برية) إنتاج 1957حاصل على جائزة الدب الذهبى بمهرجان برلين.
8- الطفل على قائمة الأولويات
تهتم بانوراما الفيلم الأوروبى منذ دورتها الأولى بالتوجه إلى الأطفال من خلال برنامج (التعليم والسينما) وفى بانوراما هذا العام تم استحداث قسم بعنوان (أفلام الأسرة والطفل) سيعرض مجموعة من الأفلام الموجهة للطفل، بما فيها أفلام الرسوم المتحركة، إلى جانب فيلمين روائيين طويلين من فرنسا، وإيرلندا، وحرصت زاوية أن تكون عروض هذا القسم فى الحفلات الصباحية فى نهاية كل أسبوع حتى تلائم مواعيد الأطفال، ويضم هذا القسم 6 أفلام، بالإضافة إلى مجموعة من الأفلام القصيرة.
9- 3 نجوم فى علامات سينمائية
يعتبر قسم (علامات سينمائية) هو أحد الأقسام التى تعتبر ملتقى للنجوم فى البانوراما، حيث يهتم بعرض أفلام أوروبية أثرت فى مسيرة 3 من صناع السينما المصريين، ثم مناقشتها مع الجمهور بحضور هؤلاء النجوم وفى هذا العام وقع الاختيار على السيناريست «مريم نعوم»، والمخرج «أبوبكر شوقى»، ومدير التصوير «عبدالسلام موسى»، وقد اختارت «نعوم» فيلم (أندر جراوند) كما اختار «أبوبكر شوقى» فيلم (الشريط الأبيض) بينما اختار «عبدالسلام موسى» فيلم (قناع الغوص والفراشة).
01- السريالية.. التحليق فى الخيال
السريالية هى حركة فنية وأدبية تستخدم للتعبير عن ما فى العقل الباطن، وتستخدم فى السينما كصور للأحلام أو الخيال بشكل خالٍ من القيود، وفى البانوراما هذا العام تم استحداث قسم خاص للسينما السريالية، يعرض من خلاله أربعة أفلام مهمة، وهى (سحر البرجوازية السرى، أشعار لا تنتهى، المحركات المقدسة، متعقب)
11- الحجز on line سلاح ذو حدين
قررت إدارة البانوراما تفعيل الحجز الإلكترونى منذ العام الماضى، مع ترك 100 تذكرة لعملاء شباك الحجز فى جميع السينمات، وهو أمر ساهم فى التسهيل بشكل كبير على رواد البانوراما، وفى هذا العام، ستطرح كل تذاكر الأفلام إلكترونيًا قبل بدء البانوراما بأربعة أيام، دون ترك حصة لعملاء الشباك، مما يعنى أن الأفلام قد يتم حجزها كاملًا قبل موعد عرضها بأيام، مما قد يثير بعض الغضب بالنسبة لمن لم تصلهم المعلومة من قبل.>
