الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

9 أوبئة.. تكفى لتدمير العالم

9 أوبئة.. تكفى لتدمير العالم
9 أوبئة.. تكفى لتدمير العالم


 بعد أن تعرفنا على أحدث الأسلحة البيولوجية وكيف تدار المعامل وتحاط بالسرية، لم يتبق سوى أن نتعرف على أخطر  هذه الأسلحة حتى اليوم والتى تمت تجربتها من خلال تطوير الكائنات الحية المسببة للأمراض والسموم لإيذاء الإنسان أو الحيوانات والنبات أو قتل البشر ، وخاصة بعد إدخالها إلى مجال التطبيقات العسكرية الاستراتيجية أو التكتيكية، يمكن استخدام الأسلحة البيولوجية فى الاغتيالات السياسية أو التسبب فى خلق كوارث بيئية.
1 - الجمرة الخبيثة
تعتبر بكتيريا العصوية الجمرية، العامل المسبب للجمرة الخبيثة، أحد أخطر العناصر المستعملة كسلاح بيولوجى، حيث تم تصنيفها من قبل مراكز مكافحة الأمراض واتقائها،  الأمريكية CDC  كعامل بيولوجى من تصنيف A، مما يشكل خطرًا كبيرًا على الأمن القومى، وتوجد بكتيريا العصوية الجمرية بشكل طبيعى فى التربة، ويمكن إنتاجها داخل المعامل وتستمر لمدة طويلة فى البيئة.
وقد استخدمت الجمرة الخبيثة كسلاح بيولوجى لحوالى قرن تقريبًا مختلطة بالمساحيق والبخاخات والطعام والماء، ومن ضمن العوامل التى جعلت من الجمرة الخبيثة سلاحًا حيويًا مرنًا، كونها جرثومة غير مرئية ومعدية، ليس لها رائحة وعديمة المذاق، وفى عام 2001 تم إرسال خطاب يحتوى على مسحوق الجمرة الخبيثة عن طريق البريد الأمريكى، مما أدى إلى إصابة 22 شخصًا، بينما توفى منهم 5 أفراد.
لم تكن هذه المرة الأولى التى يتم فيها استخدام الجمرة الخبيثة، فقد بدأ الاهتمام العسكرى لاستخدام الجمرة الخبيثة كسلاح فى الحرب العالمية الأولى، حيث استخدمه الألمان لتلويث الأعلاف الحيوانية والثروة الحيوانية، لكنها على عكس الغازات الكيميائية لم تستخدم مباشرة ضد قوات العدو.
هذا كما يقال إن اليابانيين قد جربوا استخدام الجمرة الخبيثة كسلاح بيولوجى فى منشوريا، مما أدى إلى إصابة حوالى 1000 سجين بالعمى نتيجة لذلك، وبالانتقال إلى العراق انتشرت مخاوف كبيرة من استخدام الجمرة الخبيثة كسلاح أثناء حرب الخليج عام 1991، حيث كان يعتقد أن العراق تقوم بشرائها من الولايات المتحدة فى ثمانينيات القرن الماضى من أجل تطوير القدرة على استخدامها كرءوس حربية فى الهجمات الجوية.
ولكن بعد الحرب دمرت اللجنة الخاصة للأمم المتحدة فى العراق ما تبقى من منشآت إنتاج وتخزين الأسلحة البيولوجية فى العراق، بينما فى المقابل صرح «سكوت ريتر» مفتش الأمم المتحدة السابق أنه بحلول عام 1998 تمكنوا من إثبات أن العراق ليس لديه قدرة على إنتاج أسلحة بيولوجية.
2 - سم البوتولينوم
وهو عبارة عن سم يستخرج من بكتيريا يعتبر من السهل نسبيًا إنتاجها، كما أنها ذات فعالية كبيرة وشديدة الفتك، ويمكن نشرها عن طريق  الهباء الجوى، جزيئات عالقة فى الهواء، أو تلوث الماء والمواد الغذائية، والخطير أنه يمكن لجرام واحد من هذا السم أن يقتل أكثر من مليون شخص فى حالة إذا ما تم استنشاقه.
ويعد السبب وراء مرض «التسمم السجقى» أو «التسمم الوشيقى» الذى يتسبب فى شلل عضلى خطير هو سم عصبى ناتج عن بكتيريا تسمى «كلوستريديوم بوتولينيوم»، وهى بكتيريا موجودة فى تربة الغابات بشكل طبيعى، وأيضًا فى رواسب البحيرات والجداول والقناة المعوية لبعض الأسماك والحيوانات، ويتسبب هذا المرض فى ضعف العضلات وصعوبة البلع والكلام وازدواجية الرؤية أو عدم وضوحها.
 ويذكر أنه أثناء احتلال اليابان لمنطقة منشوريا بشمال شرق الصين فى عام 1931 خلال الحرب العالمية الثانية قامت قوات يابانية بتنفيذ بعض التجارب الخاصة بالأسلحة البيولوجية على سجناء الحرب من بينها إصابتهم بـ«سم البوتولينوم» C.
3 - الجدرى
يتسبب «فيروس فايرولا» فى الإصابة بمرض الجدرى، وهو مرض شديد العدوى لا يوجد له علاج، لكن يمكن منعه فقط عن طريق التطعيم، ويعتقد أن الجدرى قد استخدم كسلاح بيولوجى ضد الأمريكيين الأصليين وأيضًا خلال ما كان يعرف بـ«الحرب الثورية الأمريكية» أو «حرب الاستقلال» التى استمرت فى لفترة ما بين عامى 1775 و1783.
وفى عام 1980 بدأت الحكومة السوفيتية برنامجا لتطوير الفيروس المسبب للجدرى وإنتاجه بكميات كبيرة كان يتم تخزينها فى خزانات مبردة لاستخدامها كأحد عناصر الأسلحة البيولوجية، لكن خطر استخدام الجدرى كسلاح بيولوجى انخفض حينما أطلقت منظمة الصحة العالميةWHO برنامجًا عالميًا ناجحًا للتحصين ضد المرض فى عام 1967.
4 - تولاريميا أو حمى الأرانب
تقف وراء هذا المرض وتتسبب فيه بكتيريا «الفرنسيسيلة التولارية» التى تتميز بكونها سريعة الانتشار، معدية جدًا ويمكن أن تؤدى إلى الوفاة، فكل هذه العوامل تضافرت لتجعل منها سلاحًا بيولوجيًا خطيرًا.
يعانى الأشخاص المصابون ببكتيريا «الفرنسيسيلة التولارية» من أعراض تشمل قرحة الجلد والحمى والسعال والقىء والإسهال، فقد كشف الدكتور «كينيث البيبك»، العالم السابق الذى شارك فى برنامج الاتحاد السوفيتى للأسلحة البيولوجية، أن الجيش السوفيتى الأحمر استخدم «الفرنسيسيلة» ضد القوات الألمانية فى معركة ستالينجراد خلال الحرب العالمية الثانية، حيث تمت دراسة البكتيريا التى صنفت كعنصر بيولوجى من الفئةA، من قبل وحدة أبحاث يابانية للأبحاث الجرثومية وبعض القوى العسكرية الغربية من أجل أهداف عسكرية.
5 - إيبولا
يعد فيروس «إيبولا» من الأمراض المميتة، وهو ناجم عن الإصابة بالعدوى من أحد أشكال فيروس إيبولا الخمسة، حيث تم اكتشاف «إيبولا» لأول مرة فى عام 1976 فى جمهورية الكونغو الديمقراطية واتضح أنه ينتقل من الحيوانات البرية إلى البشر، مما يتسبب فى حدوث حالات وفاة بمتوسط نسبة 50 %.
يشكل فيروس إيبولا تهديدًا كبيرًا على الإنسان نظرًا لارتفاع معدلات الوفاة الناتجة عن الإصابة به، ولا يمكن إغفال حقيقة أن الاتحاد السوفيتى قد استخدمه فى إنتاج أسلحة بيولوجية فى إطار خطة خمسية نفذت بين عامى 1986-1990، ولكن فى المقابل لم يتم العثور على أى دليل يؤكد استخدامه بالفعل.
6 - الطاعون
 بكتيريا «يرسينيا الطاعونية »، التى تسبب الطاعون الرئوى، يمكن إنتاجها فى المعامل بكميات كبيرة من أجل استخدامها كسلاح بيولوجى، وينتقل الطاعون الرئوى من شخص إلى آخر مسببًا أعراضًا كالحمى والضعف والالتهابات فى مرحلة مبكرة وإذا لم يتم علاجه مبكرًا فإنه قد يؤدى إلى فشل الجهاز التنفسى والصدمة والموت.
بدأ استخدام الطاعون عمدًا كسلاح منذ القرن 14، وخلال الحرب العالمية الثانية ألقى الجيش اليابانى البراغيث المصابة بالطاعون على المناطق المأهولة بالسكان فى الصين ومنشوريا، فى حين أنتج علماء السوفييت كميات كبيرة من المضادات الحيوية المقاومة للبكتيريا المسببة للطاعون والمناسبة للأسلحة خلال 1980.
7 - ماربورج
وهو فيروس «الحمى النزفية الفيروسية»، وقد تم تصنيفه أيضًا من قبل «المركز الأمريكى لمكافحة الأمراض والوقاية منها»  CDC كعامل بيولوجى من فئة A، ويحمل هذا الفيروس خفاش الفاكهة الأفريقى، لكن المؤكد أنه يمكن عزل وحصر الفيروس وإنتاجه كسلاح بيولوجى.
فقد أجرى الاتحاد السوفيتى تجارب على فيروس «ماربورج» لتحويله إلى سلاح بيولوجى استراتيجى عملى، حيث أفادت التقارير أن هذا الفيروس مفضل أكثر من بكتيريا «الكُوكْسِيلَّةُ البُورنيتِيَّة»، وهى البكتيريا المسببة لـ«حمى كيو»، فمعدل حالات الوفاة بسبب فيروس ماربوج قد يصل إلى 90 %.
8 - فيروس بونيا
تتضمن عائلة الفيروسات «البُنياوية» أو «فيروسات بونيا»  3 أنواع منه وهى: «فيروس نايرو» و«فيروس فليبو» و«فيروس هانتا». وقد تسبب الفيروس الأخير فى انتشار الحمى الكورية النزفية خلال الحرب الكورية، مما أدى إلى إصابة ما يقدر بنحو 3 آلاف جندى أمريكى وكورى، ولكن لم يتم العثور على دليل يؤكد استخدامه بشكل مباشر كسلاح بيولوجى.
يتسبب فيروسات «بونيا» فى حدوث أنواع من العدوى البشرية مثل متلازمة فيروس الهنتا الرئوية HPS»، و«حمى الوادى المتصدع»، و«حمى القرم-الكونغو النزفية» وينتقل هذا الفيروس من حيوانات مفصليات الأرجل كالحشرات والعناكب والقشريات، والقوارض ويصيب البشر فى بعض الأحيان.
9 - أفلاتوكسين (السموم الفطرية)
 تعتبر الأفلاتوكسين من المسرطنات السامة تنتج عن الأعفان التى تنمو فى التربة والخضروات المتحللة والقش والحبوب، وإذا تغذى الحيوان على أعلاف ملوثة بهذه المادة فإنها تنتقل فورًا إلى البيض واللحوم ومنتجات الألبان وتتسبب السموم الفطرية بأضرار كبيرة للكبد، وقد تصل إلى حد الإصابة بسرطان الكبد، ويمكن تطوير السموم الفطرية  بشكل يؤدى فى النهاية إلى موت الخلايا أو الأجهزة أو الإصابة بسرطان الكبد كما ذكرنا.
ففى عام 1995 قامت لجنة الأمم المتحدة الخاصة UNSCOM بتحديد إنتاج العراق للذخائر المختلفة المصنوعة من الأفلاتوكسين التى تم تدميرها بعد حرب الخليج، وعلى الرغم من أن شدة سمية الناتج الأيضى قليلة فإنه مطلوب بكميات كبيرة حتى يكون منتشرًا فى ساحات الحروب والمعارك نظرًا لكونه فتاكًا ومميتًا. 