السبت 10 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

النبى إبراهيم.. مفكراً !

النبى إبراهيم.. مفكراً !
النبى إبراهيم.. مفكراً !


الحج فريضة لها توقيت يتكرر كل عام، وهو يشبه دورة تدريبية للنفس لترتقى وتتقى، وأول من قام بتأدية مناسك الحج هو النبى إبراهيم عليه السلام، كما قام باستخدام عقله فى التفكير للوصول إلى الله: (وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ) الأنبياء 51.
فقد ترك النبى إبراهيم لعقله مهمة البحث عن الخالق، وبدأت رحلته لليقين من أنه لا يمكن لهذا الكون أن يتم خلقه بالصدفة ولابد له من خالق، ولذلك آمن بالله لا شريك له دون أن يراه.
وبعد أن أصبح مؤمناً ترك عقله يفكر فى كيفية إحياء الموتى، فلم يتوقف عن تساؤلاته العقلية حتى بعد إيمانه: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِى كَيْفَ تُحْيِـى الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِى..) البقرة 260.
لقد أراد أن يقطع الشك باليقين فى أمر لا يتحقق معه الإيمان إلا بالتسليم غيبًا بقدرة الله تعالى على بعث الموتى للحياة، وقد استجاب الله تعالى له لأن سؤاله لم يكن بسبب عدم إيمانه بالغيب فهو مؤمن، ولأن سؤاله هدفه الفهم واليقين وليس مثل أسئلة الكفار هدفها السخرية والتعجيز.
وباستخدامه للعقل صار النبى إبراهيم يعدل أمة كاملة: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا..) النحل 120، ووصف تعالى طريقة عبادته بالملة الحنيفية: (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا..) النحل 123.
وسماه تعالى بالمسلم: (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) البقرة 131، وسمى كل من يتبع دينه مسلماً: (..مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ..) الحج 78، فإذا كان النبى إبراهيم عليه السلام رمزاً للعقلانية فليس من العقل أن يحرم المسلمون أنفسهم من التفكير، وليس من الحكمة ألا يكون المسلمون روادًا للفكر بين الناس.