الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الجنس تحت تهديد «الحذاء»!

الجنس تحت تهديد «الحذاء»!
الجنس تحت تهديد «الحذاء»!


كشفت دراسة حديثة للمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية أن %21 من الأزواج فى مصر يتعرضون للضرب على يد زوجاتهم.
واعتبر بعض المتخصصين هذه النسبة قليلة مقارنة بالواقع، نظرا لأن الكثير من الأزواج لم يبلغوا أقسام الشرطة خوفًا من النظرة المجتمعية المهينة فى حقهم.
الدراسة كشفت أن ضرب الزوجات لأزواجهن يحدث لسببين الأول هو التوسع فى عمل المرأة والذى يستتبعه تعرضها لضغوط متزايدة بالتوازى مع مواجهة متطلبات الأدوار المنوطة بها كأم وزوجة، ما يؤدى فى النهاية لوجود عنف فى سلوكها.
والسبب الثانى هو الارتفاع النسبى لمستوى تعليم المرأة وما قد يرتبط به من تغير مفهومها عن ذاتها وصعوبة تقبل أن تكون فى مرتبة أدنى من الزوج أو تتعرض للضرب على يديه، فضلا عن قيامها بدور الأب وتحمل مسئولياته بالوكالة فى ظل عمله لأكثر من عمل أو سفره أو غيابه مدة طويلة خارج المنزل، الأمر الذى قد يؤدى إلى إصدارها العديد من السلوكيات التى تهدف إلى ضبط سلوك أفراد الأسرة وحيث تشعر أن زوجها اصبح ينافسها على دورها الجديد ينشأ النزاع بينهما، الأمر الذى يدفعها للانتقام منه بالضرب.
واعتمدت الدراسة فى الحصول على معلوماتها وبياناتها عن ضرب الأزواج على يد الزوجات من بلاغات ومحاضر أقسام الشرطة لحوادث الاعتداء وقضايا العنف أمام المحاكم والمشكلات الإنسانية المنشورة فى وسائل الإعلام والمستشفيات بالإضافة إلى الأشخاص العاديين وطلاب المدارس والجامعات الذين يشهدون على العنف داخل أسرهم أو الأسر المجاورة.
ورصدت لهم الدراسة ستة محاور أدت إلى ضرب الأزواج وهى خصال الزوج وتصورات الزوجة حول الزوج والعلاقة بين الزوجين، وطبيعة الخلافات بينهما ومعدلات حدوث العنف وأسبابه، وقالت الدراسة: إن الزوجات اللاتى ارتكبن عنفًا ضد أزواجهن نسبتهن %21.3 من مرتكبى جرائم العنف، وأن الغالبية من الأزواج الذين تم ضربهم أميون وهؤلاء نسبتهم %75 وباقى النسب %25، من هؤلاء الرجال من يحمل شهادة متوسطة وأقل من المتوسطة، و%90 منهم يشغل وظيفة عامل عادى وحرفى و%9 موظف كتابى والغريب أن %65 من هؤلاء الزوجات كن يعرفن الزوج قبل الزواج لأنه إما قريب لهم أو جار أو صديق العائلة.
وسألت الدراسة الزوجات اللاتى يضربن أزواجهن عن صفات الزوج, فالغالبية العظمى منهن وبنسبة %85 أكدن أنه عنيد وغيور وبخيل وعصبى ونصف الزوجات قلن شخصيته قوية ومتمرد و%25 قلن إن أزواجهن أذكياء ومتسامحون وأخريات أكدن أن أزواجهن مهتمون بأنفسهم.
وقال %80 منهن إنهن غير راضيات عن أزواجهن وأن حياتهن قبل الزواج كانت أفضل من الآن وأن المشاكل تزداد يومًا بعد يوم.
وفسرت الدراسة هذه النسبة من عدم الرضا عن الأزواج بأن الرضا لا يقتصر على الجوانب المعيشية فقط بل قد يمتد ليشمل الجوانب الوجدانية، حيث تشعر الزوجة بأن زوجها أقل اهتمامًا بمشاعرها على عكس ما كانت تشعر به وهى فى منزل أسرتها.
وأكد %70 من الزوجات اللاتى قمن بضرب أزوجهن أن إصابته بعاهة أو قتله لأن زوجها كان يأخذ معظم القرارات التى تخص الأسرة دون الرجوع إليها والاختلاف على أساليب  تربية الأولاد وأن طباعها مختلفة عن زوجها.
وأكدن أنهن لم يحكين لأزواجهن عن مشاكلهن الشخصية ولم يخرجن معا للفسحة، وأكد %40 منهن أن أزواجهن يقيمون العلاقة الزوجية معهن غصبًا عنهن، وأكد 50% أن أزواجهن يشكون فيهن ويتجسسون عليهن.
وقالت الغالبية العظمى من هذه الزوجات وبنسبة %75 أن علاقة أزواجهن بأسرهن سيئة وفسرت الدراسة هذه النسبة بأنها قد تؤدى إلى تدهور العلاقة بين الأزواج، وقد يتسرب إلى عقل الزوج من خلال ملابسات معينة شعور بأن أسرة زوجته تحرضها ضده مما يدعوه إلى التحدث عنهم بطريقة غير لائقة والتعامل معهم بجفاء.
ومن جهة أخرى، فإن إدراك الزوجة للاتجاه السلبى لزوجها نحو أسرتها وما يرتبط من سلوكيات غير مناسبة حيالهم، والذى ليس له ما يبرره يجعلها أكثر تقبلا لتدخلاتهم اعتقادا منها أنهم يعملون لمصلحتها، فضلا عن أنه يضعها فى حالة من التنافر فهل ترضى زوجها أم تتمسك بأسرتها أم تحاول تنقية الأجواء أم تنحاز لأسرته، وهذا يخلق مناخًا غير صحى يجعل الزوجة أكثر استثارة وأكثر عنفًا.
وسألت الدراسة عن السلوكيات الاستفزازية للأزواج التى تجعل الزوجة تسعى إلى ضربه أو ارتكاب جريمة ضده، %50 من الزوجات أكدن على استفزازية أزواجهن لهن، ويتمثل هذا الاستفزاز فى سب أهلها وإهانتها أمام الناس وانتقاد تصرفاتها بطريقة مبالغ فيها، وقد يصل الأمر إلى الخيانة الزوجية ويتحدث عن محاسن النساء الأخريات أمامها ويسيء معاملة أولادها ويضربهم بقسوة دون مبرر ويتعاطى مكيفات وقالت %70 منهن إنه يتدخل فى اختيار ملابسها.
■ وكان السؤال المنطقى بعد هذا: هل عندما تحدث مشكلات يكون زوجك حريصًا على حلها؟
%60 قلن يحدث هذا بدرجات متفاوتة ولكنه يعود للغضب بسرعة.
وقالت %35 منهن إنه يهددنى بالطرد من المنزل مع كل خناقة وجاءت أسباب الخلافات بينهما بالترتيب، سوء معاملته وخلافات مالية ومشاكل أسرية ثم تأتى بعد ذلك غيرته الشديدة واهتمامه بنفسه، وبسبب الأولاد بنسب متساوية.
وكشفت الدراسة أن قرابة الثلث من الزوجات اللاتى يرتكبن عنفًا ضد أزواجهن قمن بشتمهم (عنف لفظى) قبل ضربهم وأن %30 منهن ضربن أزواجهن بعنف بسيط بينما قامت %45 منهن بارتكاب عنف شديد ضد أزواجهن أدى إلى إيداعهن بالسجن.
فيما كشفت الدراسة أن %20 من هؤلاء الزوجات ارتكبن عنفًا ضد أزواجهن قبل ذهابهم للعمل و%70 فى المساء و%50 منهن يرتكبن هذا العنف فى منتصف الشهر و%60 فى شهور الصيف.
وسألت الدراسة عن آخر اتصال جنسى بينها وبين زوجها قالت %30 كان يوم الاعتداء و%15 كانت قبلها بيوم و%10 بيومين أو ثلاثة و%55 فى غضون ثلاثة أيام و%10 ما بين 4-7 ايام والباقى بأكثر من شهر ووجهت الدراسة سؤالا حول شعور الزوجة بعد ضربه أو قتله والتسبب فى عاهة له.
%95 منهن قلن لم يشعرن بأنهن ارتكبن جريمة ما، وقالت الدراسة إن هذا يعنى أنهن تلقين معاناة ثقيلة جعلتهن غير نادمات على ما حدث وقالت %30 أنهن شعرن بارتياح.
الدكتورة فادية أبو شهبة الأستاذ بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية والمشاركة فى الدراسة قالت:
%68 من الجرائم التى تحدث داخل الأسر المصرية جرائم بين الزوجين و%32 من جرائم داخل الأسرة تقع بين الآباء والأبناء أو بين الإخوة، وأن %20 من جرائم العنف بين الزوجين تكون من الزوجة تجاه الزوج.
وأكدت الدكتورة فادية أن %10 فقط من الجرائم التى تحدث داخل الأسرة تصل إلى أقسام الشرطة والمحاكم وباقى الجرائم 90%لا يتم الإبلاغ عنها مثل السب والقذف والضرب واغتصاب وهتك عرض الزوجة.
وأن كثيرًا جدا من الأزواج الذىن يتعرضون للضرب من قبل الزوجة لم يتقدموا بإبلاغ الشرطة ضدهن خوفا من رد فعل الأهل والجيران والأصحاب الذين قد يسخرون منهم.
وأوضحت أن الغالبية العظمى من جرائم الضرب بين الأزواج تتم فى الأوساط الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتعليمية المنخفضة وإن ظهرت جرائم حديثة بين الزوجين وهى الخيانة عبر الإنترنت واغتصاب الزوجة الزنى وهو ما تقوم بدراسته حاليا.
قال نصر الدين حامد عيد المحامى بالاستئناف ومجلس الدولة:
فى البداية يجب التنويه أن المجتمع يحتاج لتصحيح شامل فى المفاهيم التى أدى الفهم الخاطئ لها إلى الرجعية والعنصرية وانتشار العنف والإرهاب ومن هذه المفاهيم الخاطئة مفهوم قوامة الرجل والتى أدت إلى تجبر الزوج على الزوجة وإيذائها جسديا ونفسيا وذلك بالمخالفة لأحكام الشرعية والدستور والقانون.
وفى المادة الثانية من الدستور نصت على أن مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع ولكن أيضا هذا لايمنع أن الدستور فى المادة 11 فى الفقرةالرابعة ألزم الدولة حماية المرأة ضد كل أشكال العنف.
 والمادة 53 جعلت المواطنين لدى القانون سواء وهذه المواد حسب ترتيبها ؟؟ المادة الثانية وتخص علاقة الزوجة بزوجته ثم الدولة تحمى المرأة بشكل عام سواء زوجة أو ابنة أو شريكة فى المجتمع من كافة أشكال العنف إلى الإيذاء وهو ما نهت عنه الشريعة.
 وجاءت المادة 53 لتضع المساواة لدى القانون لحماية الحقوق والحريات وعليه نتحدث عن جرائم العنف الأسرى مجرمة بقانون العقوبات حسب نوع الجريمة إذا كانت جريمة ضرب بركنها المعنوى وهو قصد الإيذاء سواء كان الزوج هو من تعدى على زوجته بالضرب والسب والقذف أو الزوجة هى من تعدت على زوجها بالضرب أو السب والقذف.
 ونادرا ما نجد الزوج يتقدم ببلاغ أن زوجته ضربته أو سبته ويخضع التوصيف حسب نوع الإصابة وطريقة حدوثها فالضرب البسيط حددت عقوبته المادة 242 من قانون الجنايات وعقوبة العاهات حددها المادة 240 وعقوبات السب والقذف حددتها المادة 302 و306 عقوبات ويكون الإعفاء من العقوبة إذا كانت نية مرتكبيها سليمة وتنازل عنها الطرف الآخر.>