الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

عادل عبد المنعم: «فيس بوك» و«تويتر» و«ياهو» أذرع خفية لـ«C.I.A»

عادل عبد المنعم: «فيس بوك» و«تويتر» و«ياهو» أذرع خفية لـ«C.I.A»
عادل عبد المنعم: «فيس بوك» و«تويتر» و«ياهو» أذرع خفية لـ«C.I.A»


أصبحت قضية أمن المعلومات من أهم القضايا التى تشغل الدول، فمع انفتاح العالم، تراجع تركيز أجهزة الاستخبارات العالمية على الاستعانة بالجواسيس وزرعهم داخل الدول للحصول على المعلومات، وسلطت جانبا كبيرا من اهتمامها على سرقة البيانات واختراق أنظمة المعلومات، وتحليل البيانات عبر مواقع التواصل الاجتماعى.
الدكتور عادل عبد المنعم رئيس مجموعة «أمن المعلومات» فى غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات، كشف فى حواره مع «روزاليوسف» عن الدور الذى تلعبه مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«توتير» و«ياهو»، وغيرها الكثير لصالح المخابرات الأمريكية، مؤكدًا  امتلاك مصر للعديد من الكوادر المؤهلة للتعامل مع أمن المعلومات، وهذا نص الحوار:-
> يخلط الكثيرون بين أمن المعلومات والأمن السيبرانى.. ما الفرق بينهما؟
- أمن المعلومات هو ما يتعلق بسرية المعلومات وسلامة المعلومات وإتاحة المعلومات ويرمز لهاconfidentiality integrity availability اختصارها CIA، أما الأمن السيبرانى فهو المعنى بحماية شبكات الاتصال عندما يكون هناك عدد كبير ونوعيات مختلفة من الأجهزة متصلة بالإنترنت، مثل أنظمة المرور وأجهزة ألعاب الأطفال مثل x-box وplay station، أجهزة التليفزيونات الذكية وأجهزة GPS فى السيارات،وأجهزة العدادات الذكية ،فالأمن السيبرانى لا يقتصر على تأمين المعلومات،بل شبكات الاتصالات والبنية التحتية وأنظمة الاتصالات وشبكات نقل البترول وكاميرات التصوير، وكل ما يتصل بالإنترنت.
> أصبحت الجريمة الإلكترونية تهديدًا جديدًا للعديد من الأنظمة والدول فى ظل عدم معرفة مرتكبها.. كيف ترى ذلك؟
- الجريمة الإلكترونية، يرتبط بها بعض التحديات، فغالبا ما يكون الفاعل مجهولًا حيث يعتمد المخترق على أدوات وتقنيات تكنولوجية تمكنه من إخفاء هويته، وكلما كان المخترق محترفًا فى مهارات الاختراق يصعب الوصول إليه.
> هل توجد فى مصر مؤسسات بها كفاءات علمية مؤهلة لتفعيل الأمن السيبرانى؟
- خلال الثلاث سنوات الأخيرة بدأ الوضع يتغير فى مصر، مع اهتمام كل الهيئات والقيادة السياسية بأمن المعلومات، وتمتلك مصر عناصر جيدة جدا سواء من حيث الخبرات والتدريب أو كخامة يمكن صقل مهاراتها بتدريب قصير، وعلى سبيل المثال فاز فريق مصرى للهاكينيج بالمركز الأول فى مسابقة أقيمت فى اليابان منهم اثنان من الصعيد، فمصر تمتلك كوادر ممتازة ولكنها تحتاج إلى اكتشاف ورعاية ودعم وتدريب.
> هل هناك خبرات متبادلة بين مصر والدول العربية أو أمريكا فى مجال الأمن السيبرانى؟
- مصر تتعاون مع الدول العربية وبعض الدول الأفريقية وبعض دول منظمة التعاون الإسلامى فى مجالات أمن المعلومات، فضلا عن وجودها ضمن كيانات عالمية متخصصة فى هذا المجال ومن بينها فرق استجابة طوارئ الحاسبات بالمركز الوطنى للاستجابة للحوادث الأمنية والطوارئ المعلوماتية CERT، وهى فرق خاصة بالاستجابة للطوارئ تتعاون مع بعضها فى تناقل الخبرات، ومصر لا تشارك فقط فى مثل هذه الكيانات، ولكنها تحاول أن تقدم توثيقًا على ذلك ،حيث استضافت مصر العديد من المؤتمرات من بينها مؤتمر دولى عالمى فى أمن المعلومات فى نوفمبر عام 2016 بشرم الشيخ، واستضافت كذلك التمرين الوطنى لمحاكاة مناورة إلكترونية لفرق استجابة الطوارئ من دول عربية عديدة انقسمت إلى فريقين: فريق يهاجم وفريق يدافع وذلك من أجل تبادل الخبرات فى أحدث تقنيات الهجوم والدفاع السيبرانى فى الغردقة عام 2016.
> كيف يمكن لأجهزة المخابرات الاستفادة من المعلومات والبيانات التى توفرها مواقع التواصل الاجتماعى؟
- عند الحديث عن دور وسائل التواصل فى التعاون مع أجهزة الاستخبارات، لابد من التفرقة بين ما تفعله أجهزة الاستخبارات الأمريكية ونظائرها فى دول العالم الأخرى، ففى أمريكا تتواجد مقرات شركات جوجل و تويتر وياهو وفيس بوك وهى فى الأصل شركات أمريكية، تخضع بموجب القانون وبموجب الضغوط السياسية إلى التعامل مع جهات استخباراتية أمريكية وتمدها، وهناك أدلة كثيرة على ذلك لعل أشهرها ما كشفه إدوارد سنودن عميل المخابرات الأمريكية السابق، عند قيام المخابرات الأمريكية بالتنصت على العديد من الأنظمة باستخدام بيانات فيس بوك وغيرها من شركات التكنولوجيا.
> وماذا عن أجهزة الأستخبارات الأخرى؟
- أجهزة المخابرات غير الأمريكية تعمل فى اتجاهين للحصول على معلوماتها مثل رصد توجهات الشارع من خلال الموضوعات الأكثر اهتماما أو الأقل اهتماما، برامج تحليل توجهات المستخدمين وهذه البرامج ليس معناها أن أجهزة المخابرات تراقب أشخاصًا بعينهم ،إنما تراقب توجه المستخدمين فى حد ذاته أو قياس رأى عام أو تحلل سلوكيات مستهلكين ورصد سلوكيات الشراء للمستهلكين حتى توجه إليه إعلانات محددة، والاتجاه الثانى تلجأ إليه بعض أجهزة المخابرات يتمثل فى اختراق إحدى مجموعات الواتساب أو فيس بوك سواء بأساليب تقنية أو بأساليب تسمى الهندسة الاجتماعية،بحيث يحاول فرد الاحتيال إلى أن يتم إضافته الى الجروب أو يقوم بسرقة حساب من الحسابات ويدخل بديلا لأحد الأعضاء.
> إذا فجميعنا معرضون للاختراق على مواقع التواصل؟
- نعم.. فى فيس بوك وشبكات التواصل الاجتماعى نقول للناس أن أمنهم يتعلق بأمن المحيطين بهم، فإذا تم اختراق حسابك سيتم اختراق حسابات أصدقائك بكل ما فيها من صور وبيانات بالتبعية.
> وهل تستطيع أجهزة المخابرات تحليل كل هذا الكم من البيانات الموجودة عبر مواقع التواصل؟
- أجهزة المخابرات لا تحلل البيانات الموجودة على مواقع التواصل مثل فيس بوك بل تتيح للبرامج التحليلية مثل برنامج API أو Application Programming Interface أن تتواصل مع فيس بوك ويعطيها المعلومة، فمواقع التواصل الاجتماعى هى التى تجرى التحليلات، كما أن البرامج التحليلية تستطيع الاتصال مع فيس بوك أو واتساب أو يوتيوب أو تويتر بشكل معلن،ولكن بأدوات برمجية خاصة للحصول على البيانات، فالفكرة ليست قائمة على قدرات ومهارات المحلل ولكنها قائمة على مبدأ علمى هو أن فيس بوك يتيح لأى شخص يريد إجراء تحليل البيانات المجهلة.
> الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية أنشأت وزارة خاصة بالأمن السيبرانى، هل من المتوقع أن تقدم مصر على هذه الخطوة؟
- لا أتصور من وجهة نظرى أن نصل إلى مرحلة وزارة ولكن هناك اهتمام شديد من كل الهيئات فى الدولة ومن القيادة السياسية بهذا الملف، فمصر دولة كبيرة جدا، وإذا أردنا فرض ضوابط لأمن المعلومات على مستوى الدولة, فلدينا قطاعات كبيرة مثل قطاع الطاقة الذى يحتوى على البترول، الكهرباء والنقل، بالإضافة إلى البيانات الكثيرة فى وزارة الصحة والتأمين، لذلك لن يتم التأمين بين عشية وضحاها، فمازال ينقصنا البعد التشريعى ونحتاج لأدوات التنفيذ على الأرض للهيئات التى أنشئت،على سبيل المثال المجلس الأعلى للأمن السيبرانى الذى أنشئ فى ديسمبر 2014، فأتصور أن إنشاء جهة أعلى من المجلس الأعلى للأمن السيبرانى تتكامل معه, أما إنشاء وزارة فهو أمر غير وارد فى الأجل القريب.