الإثنين 5 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

وقائع رحلة طيران «سرية».. لتهريب رؤوس نووية!

وقائع رحلة طيران «سرية».. لتهريب رؤوس نووية!
وقائع رحلة طيران «سرية».. لتهريب رؤوس نووية!


شهد مطار «هارتسفيلد جاكسون أتلانتا الدولى» الأمريكى،  والمعروف بأنه المطار الأكثر ازدحامًا فى العالم، انقطاعًا غير مسبوق فى الطاقة فى يوم 19 ديسمبر 2017، أدى إلى إلغاء العديد من الرحلات، وأثناء تلك المحنة التى استمرت نحو 11 ساعة، لاحظ بعض الركاب المحاصرون داخل المطار مغادرة طائرة واحدة غامضة، رغم إصدار مسئولى المطار أوامر بعدم إقلاع، أو هبوط أى طائرة.

ومن جانبها ادعت «جورجيا باور» إحدى أكبر الهيئات الكهربائية هناك، أن انقطاعًا للتيار الكهربائى الذى أدى إلى إلغاء أكثر من ألف رحلة، منذ نحو الساعة الواحدة ظهرًا كان نتيجة لحريق صغير، مما سبب حالة من الفوضى العارمة نتيجة تعطل آلاف المسافرين.
السجل الرسمى لرحلات الطيران أشار  إلى أنه لم يكن مسموحًا بإقلاع أى طائرة حتى الساعة 12:56 بعد منتصف الليل.
 الحادثة غامضة ومريبة على مطار بحجم «أتلانتا»، المعروف بأنه من أكثر المطارات كفاءة فى العالم، وكما يوضح موقع المطار الرسمى،  فهو يخدم أكثر من 100 مليون مسافر فى العام الواحد، كما يخدم ما متوسطه 250 ألف راكب يوميًّا، وتصله وتغادر منه ما يقرب من 2500 طائرة كل يوم، مما جعله يفوز العام الماضى بـ11 جائزة، ويعد أيضًا الجوهرة الاقتصادية لولاية «جورجيا»، بعائد مادى يصل إلى 34.8 مليار دولار.
وبناءً على تلك الكفاءة المثالية، فإنه من الطبيعى أن تظهر علامات الشك، حول سر عدم استخدام تقنيى المطار المولدات الكهربائية، أو طرق استرجاع الطاقة البديلة، وبالفعل  تساءل المسافرون عن سبب عدم استخدام الأنظمة الاحتياطية المتاحة، للتصرف فى حالة الطوارئ، خاصة أن المطار حاز عام 2016 على جائزة «أعلى أداء للطاقة التكنولوجية».
الغامض حقًا فى هذا الأمر، هو تأكيد موقع الطيران الجوى «FlightRadar24» الشهير، أن رحلة واحدة هبطت فى المطار قبل انقطاع التيار الكهربائى مباشرة، ثم غادرت فى منتصف الأزمة.
وحسب شهود عيان، كانت الطائرة، هى طائرة شحن من نوع «بوينج 747»، التى تحمل رقم «4X-ICB»، وكانت قادمة من مدينة «مكسيكو»، وأقلعت مرة أخرى بعد نحو خمس ساعات، رغم إيقاف جميع الرحلات من قبل عمدة المدينة أيضًا.
وما يحول الشك إلى تأكيد، هو ادعاء مسئولى «أتلانتا»، بأن الرحلة لم تغادر المطار حتى الساعة «12:26» بمنتصف الليل بعد استعادة الطاقة، فى الوقت الذى أوضح فيه أيضًا سجل الطائرة الخاص، أنها غادرت من «أتلانتا» فى الساعة «6:27» مساء الأحد، أثناء الانقطاع.وبالبحث عن نوع ورقم الطائرة، اتضح أن شركة «كال كارجو إيرلاينز»، وهى شركة طيران إسرائيلية، مقرها «تل أبيب»، تنفرد بهذا النوع من الطائرات، ويتكون أسطولها من ثلاث طائرات من نفس الطراز فقط.
كما أوضح موقع الشركة الإسرائيلية أن مهمتها نقل مجموعة متنوعة من البضائع، بما فى ذلك «المستحضرات الصيدلانية، والسلع الخطرة، والشحنات الضخمة والثقيلة».
ويذكر أيضًا، أن الموقع أدرج اثنين من مجلس إدارتها يتصل أحدهما بالحكومة الإسرائيلية، وهما: رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذى «أوفير جِلبوع»، والآخر هو نائب رئيس مجلس الإدارة «مولى رافينا»، وهو رجل أعمال إسرائيلى،  عمل سابقًا كمساعد للمدير العام فى وزارة المالية الإسرائيلية، أى قد تكون الشركة على علاقات قوية ومباشرة مع حكومة الكيان الصهيونى من خلال الرجل الثانى.
كما تفتخر الشركة على شبكة الإنترنت بتخليصها الجمركى، الذى يسمح بإعطاء شركة «كال» نفسها، القدرة على تحميل وتفريغ الشاحنات، دون وجود وكيل جمركى،  وهو ما يعنى أنه لا يوجد أحد خارج الشركة يعرف ماهية البضائع المحملة.
وراء عملية التعتيم نفسها، سبب فى غاية الخطورة، وهو إتمام العمليات القذرة، والتى كشفها طيارون متخصصون، فعملية التعتيم، جزء من عملية للتحرك سرًا لنقل مواد «W80» -وهى رؤوس حربة نووية حرارية فى الترسانة النووية الأمريكية، ذات قوة تفجير متغير- إلى أيدى الإسرائيليين.. لأن انقطاع التيار الكهربائى،  جزء ضرورى فى تلك الحيلة من أجل إعماء أجهزة الكشف النووية، التى يعد وجودها أمرًا أساسيًّا فى المطارات، خاصة مطار بهذا الحجم.
هذه العملية ليست الأولى لطائرة شحن إسرائيلية، التى تدور أحداثها فى ظروف غامضة، ففى عام 1992، تسبب تحطم طائرة «إل عال» الإسرائيلية -وهى أكبر شركة طيران إسرائيلية، تتخذ من مطار «بن جوريون» مركزًا لها، وتعد الناقل الوطنى للكيان-  برحلة رقم «1862» ضجة كبيرة، عندما تم الكشف أنها كانت تحمل سرًا مكونات لغاز الأعصاب «السارين».
وبالفعل كشف الناطق باسم «إل عال»، «نحمان كليمان» علنًا فى عام 1998، أن 190 لترًا من «ثنائى ميثيل الفوسفونات»، وهى مادة ضمن الفئة الثانية من «اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية»، والتى يمكن استخدامها فى توليف الغاز العصبى «السارين»، قد أدرجت ضمن حمولة الطائرة.
وبالعودة إلى طائرة مطار «أتلانتا» المشبوهة، فأوضحت سجلات الطائرة أنها طارت أولاً إلى «لييج» ببلجيكا، ثم هبطت فى وجهتها إلى «تل أبيب»، الاثنين الماضى،  بعد أن توقفت لحظات فى «لارنكا» بقبرص.