الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

قفاز المخابرات الغربية: 5 دول تحرك «التنظيم الدولى» للإرهابية

قفاز المخابرات الغربية: 5 دول تحرك «التنظيم الدولى» للإرهابية
قفاز المخابرات الغربية: 5 دول تحرك «التنظيم الدولى» للإرهابية


لو سمح لهم الظرف لذبحونا فى الشوارع، ولكن يد الله رعتنا.. لو تمكنوا منا لعشنا تحت رحمة السيوف وجز الرقاب وتقطيع الأوصال وصدى التفجيرات وتحويل الأبرياء منا إلى أشلاء والأحياء إلى أذلاء، ولكن صدور رجال قواتنا المسلحة أخذت الرصاصة بدلاً منا.. اختصر سيد قطب أشهر وأبرز منظريهم كل تاريخهم ومنهجهم فى التفكير فى عبارته الشهيرة «ما الوطن إلا حفنة من تراب عفن».
التطور الطبيعى فى عبارة محمد مهدى عاكف مرشد الإخوان الراحل «طز فى مصر».. وكان التسلسل المنطقى هو ارتماء التنظيم الدولى للجماعة فى أحضان أجهزة مخابرات 5 دول أجنبية (أمريكا وبريطانيا وتركيا وإيران وقطر)، لكن خيانة الوطن جريمة لا تُغتفر ولا تسقط بالتقادم.. ليست ذنبًا يمكن التوبة منه أو مرضًا يمكن علاجه.. الخيانة هى خروج عن الملة الإنسانية وموت للضمير.
 إخوان فى الكونجرس
من حين لآخر تلتقى قيادات فى التنظيم الدولى بأعضاء فى الكونجرس الأمريكى والبرلمانات الأوروبية ومسئولين فى الغرب، لتقديم ملفات ضد الدولة المصرية، وتحرص قيادات الجماعة الإرهابية على التقاط صور لأنفسهم بجوار البرلمانات الأوروبية، وفى طرقات الكونجرس الأمريكية(!) .
الأمر لم يتوقف عند حدود الكونجرس والبرلمانات والمخابرات الغربية، فبالعودة أيامًا قليلة إلى الوراء سنقف أمام بطولة جديدة سطرها جهاز المخابرات العامة المصرية بعدما أوقعت الصقور المصرية بشبكة تضم عددًا كبيرًا من المتهمين داخل وخارج البلاد للتخابر مع تركيا والإضرار بالاقتصاد القومى بارتكابهم جرائم تمرير مكالمات دولية بطريقة غير مشروعة للتجسس على مكالمات المصريين الواردة إلى داخل البلاد وإمداد عناصر من الاستخبارات التركية بها لتحليلها وتدعيم التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية بمعلومات أمنية وسياسية واقتصادية عن مصر لاستغلالها فى توجيه عمليات إرهابية داخل البلاد وتنفيذ مخطط الجماعة الإرهابية الذى ترعاه تركيا الداعمة للإرهاب لإسقاط الدولة المصرية عن طريق خطة محكمة تنتهى بتصدير الزخم الثورى والعودة بالبلاد إلى الفوضى.
 الشبكة التركية الإخوانية
المثير فى قضية التخابر مع تركيا التى تحقق فيها نيابة أمن الدولة العليا مع 29 متهمًا أنها انعكاس واضح وصريح للاتفاق بين تركيا والتنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية الذى تم تجديده بعد 30 يونيو 2013، حيث تولت عناصر استخباراتية تركية الاتفاق مع الإخوان لوضع مخطط للسيطرة على الحكم بمصر متحدية رغبة المصريين بإسقاط حكم الجماعة الإرهابية. ومن أجل ذلك اعتمدت تركيا مرحلتين أساسيتين لإسقاط الدولة المصرية، وكلفت التنظيم الدولى لجماعة الإخوان بتنفيذهما وبدعم مفتوح منها، بحيث تعتمد المرحلة الأولى على إرباك مؤسسات الدولة وشل حركتها لإضعافها وإظهارها بدور العاجز وعدم القادر على خدمة المواطنين بهدف إثارتهم، وذلك من خلال بث الشائعات والأكاذيب بشكل مستمر، والمرحلة الثانية تعتمد على تنفيذ عمليات إرهابية فى أماكن مختلفة داخل البلاد وتحت ستار جماعات تحمل مسميات متعددة.
الرئيس السابق لوحدة الاتصال بالمسلمين فى شرطة لندن، الدكتور روبرت لامبرت، كشف فى مجلة «نيو استيتسمان» فى 5 ديسمبر 2011 عن علاقات لندن بالإخوان منذ نشأتها، ففى عام 1928 نشأت الجماعة فى منطقة الإسماعيلية تحت سمع وبصر سلطات الاحتلال البريطانى، وبدعم من أكبر رموز الاحتلال فى مصر، وهى شركة قناة السويس، التى موّلت الجماعة بـ500 جنيه فى بداياتها.
 المخابرات البريطانية الأب الشرعى للجماعة
تاريخ خيانة الإخوان المسلمين للوطن ممتد منذ نشأتها حتى يومنا هذا، ففى عام 1955، وبعد إعلان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حظر الجماعة وملاحقة قادتها، اتخذ الإخوان من لندن مقرًا لنشاطهم الدولى، ومنها إلى كثير من بلدان العالم، وبعد إسقاط نظام مرسى فى يوليو 2013 بثورة شعبية وحظر نشاط الجماعة سارع الإخوان بالعودة إلى حاضنتهم بريطانيا، ليؤسسوا مقرًا جديدًا بشمال لندن، فالمخابرات البريطانية هى «الأب الشرعى» لجماعة الإخوان، ويكفى أن نشير إلى أن المقر الرئيسى لموقع «إخوان أون لاين» باللغة الإنجليزية منذ تأسيسه عام 2005 وهو موجود فى لندن، وكذلك مقر «مركز المعلومات العالمية» الذى أسسته الجماعة فى التسعينيات.
وليس كل هذا بالمفاجئ فكتابات بريطانية عديدة أكدت على وجود علاقة بين الإخوان والمخابرات البريطانية منذ عهد حسن البنا، مؤسس الجماعة، وكشفت أن بريطانيا كانت ترى ضرورة أن يكون للإخوان دور فى المشهد السياسى لتحقيق أهداف بريطانيا، كما أن عدة دول وثقت الجماعة علاقتها بها خلال فترة السبعينيات من القرن الماضى، خاصة مع بداية وجود التنظيم الدولى للجماعة، حيث لعب كل من حسن رمضان، زوج نجلة حسن البنا ويوسف ندا، مسئول ملف العلاقات الخارجية سابقًا للإخوان، الذى لقب بوزير خارجية الجماعة دورًا كبيرًا فى توثيق علاقة التنظيم بأجهزة مخابرات بريطانيا وإيران على وجه الخصوص، حيث كان ندا من مؤيدى الثورة الإيرانية، وأوكلت له الإخوان كذلك مسئولية التواصل مع أجهزة المخابرات الإيرانية، حيث رأى الطرفان أن كليهما سيحقق مصالح الآخر، خاصة أن إيران سعت لاختراق التنظيم، وهذا اتضح كثيرًا من الزيارات المتبادلة بين الطرفين.
كما نقلت مجلة «بوليتيكو»، الأمريكية عن تقرير لـ«سى أى إيه» أن جهاز المخابرات الأمريكى يحاول إقناع الرئيس ترامب بضرورة تفادى النزاع المسلح مع متطرفى جماعة الإخوان، بحيث يتم استخدامها كفزاعة للأنظمة التى لا تتعاون مع أمريكا، كما تقف وكالة الاستخبارات المركزية حائلاً بين إدارة ترامب وتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، ولعل تصريحات سابقة لقيادات إخوانية، خلال الأزمة الداخلية للجماعة، كشفت تلك العلاقات، خاصة تصريح حمزة زوبع، القيادى بالإخوان فى تركيا، الذى أكد أن هناك مخابرات دول أجنبية تلعب داخل أروقة الجماعة وتتحكم فى قراراتها، وخص بالذكر فى ذلك التوقيت المخابرات البريطانية.
 التاريخ الأسود للعمالة الإخوانية
تم تأسيس أول مكتب للتنظيم الدولى للإخوان فى سويسرا عام 1960 برئاسة سعيد رمضان زوج نجلة مؤسس الجماعة «وفاء حسن البنّا»، ولكن أول جهاز مخابرات تفاعل وتواصل معه التنظيم هو المخابرات الإنجليزية وذلك منذ نشأة الجماعة عام 1928 بدعم من بريطانيا فى الأساس، إلى أن منحت التنظيم أول مكتب له فى العاصمة البريطانية ثم لعبت دورًا مهمًا ومؤثرًا فى هروب عدد من قيادات التنظيم بعد القبض على سيد قطب وإعدامه عام 1965، وبعد رحيل مؤسس التنظيم سعيد رمضان، لعب أمين عام التنظيم الدولى وهو الملياردير إبراهيم منير نفس الدور، حيث كوّن فريقًا استخباراتيًا من العملاء كان يشرف عليهم، وتم تتويج هذه العلاقة مع ما يسمى ثورات الربيع العربى، حيث الدعم الإعلامى الإنجليزى لجماعة الإخوان من الصحف والقنوات الإنجليزية، وكان واضحًا تمامًا تحرك الإعلام البريطانى لصالح جماعة الإخوان فى مصر قبل رحيل الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك.
وفى مذكرات اللواء فؤاد علام مفتش النشاط الدينى بمباحث أمن الدولة الأسبق تطرق للعلاقة التاريخية بين تنظيم الإخوان والمخابرات الأمريكية قائلاً: إنه فى 27 يوليو 1953 عقد اجتماع لمدة ثلاث ساعات بين حسن الهضيبى ومستر التنج السكرتير السياسى للسفارة الأمريكية بالقاهرة.. وتحدث فيه الهضيبى عن موقف الإخوان المسلمين من مجلس قيادة الثورة، مشيرًا إلى أن الإخوان يعلمون أن النظام حسن النية، وأنهم كإخوان ضد تحديد ملكية الأراضى الزراعية، ويسعدهم إزالتها، وأنهم يرغبون فى إزاحة بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة مثل ناصر، وأنهم يخططون لعزل العسكريين من السلطة، وإحلال مجموعة مختارة محلهم من الأحزاب، وأن على المعارضة أن تنسق جهودها لتتعامل بالقوة مع الظروف إذا ما سقط النظام. وأكد الهضيبى أن حكومة الثورة سوف تسقط فى وقت قريب؛ لأنها تبنت أحلامًا كبيرة لن تستطيع أن تحققها مثل إخراج الإنجليز من القنال، وإصلاح الأوضاع الاقتصادية، وقال إن مجلس قيادة الثورة ارتكب خطأ فاحشا بتبنيه رسميًا للعمليات العسكرية ضد الإنجليز؛ فقد كان واجبهم أن يتركوا آخرين يفعلون ذلك (!)، وأن يتوقفوا عن التصريحات الرسمية التى جعلتهم فى فوهة المدفع، وكان يمكن للحكومة أن تعمل بشكل سرى ضد الإنجليز دون التورط الرسمى. ويستطرد علام فى مذكراته: هذه عينة من التقارير التى تتضمن اتصالات الإخوان بالأمريكان مثل الصدام المباشر بينها وبين الثورة فى مصر، تؤكد أن المعلومات التى قدمها الإخوان للأمريكان فى مختلف الشئون السياسية والعسكرية والاقتصادية تخضع لوصف الخيانة العظمى فى قانون أى دولة، ولم يجد الهضيبى وأعوانه أى غضاضة فى عقد اجتماعات سرية مع السفراء الأجانب، والعاملين بالسفارات الأجنبية فى مصر.
وتم تتويج كل هذا التاريخ الحافل من العمالة فى يوم السبت 16 سبتمبر الماضى عندما أصدرت محكمة النقض، حكمًا نهائيًا بتأييد حكم السجن المؤبد ضد الرئيس الإخوانى المعزول محمد مرسى و6 آخرين من قيادات الجماعة ومساعديه فى قضية التخابر مع قطر، حيث تم اتهامهم بتسريب وثائق تضر بالأمن القومى للبلاد.