السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فخ السوشيال ميديا

فخ السوشيال ميديا
فخ السوشيال ميديا


منذ الساعات الأولى لحادث الواحات كان هناك تضارب فى تقدير عدد الضحايا من شهداء الشرطة، فبدأت وكالة أنباء رويترز فى بث المعلومات المغلوطة للعالم نقلاً عن مصدر أمنى غير معلوم أن عدد القتلى 14 والمصابين 8، ثم عادت بعد ساعات قليلة لتقول إن عدد القتلى 30 قتيلاً ووصل العدد فى صباح اليوم التالى إلى 52 قتيلاً رغم أن تقريرها جاء فيه بيان وزارة الداخلية بالأرقام الرسمية الصحيحة.. وسارت الـ «B B C» على نفس النهج وذكرت أن عدد القتلى فى حادث الواحات 53 ضابطا ومجندا.. ما الهدف من تكرار الإيحاء بكثافة العمليات ضد الجيش والشرطة؟! ولمصلحة من تقوم هذه الوكالات بترويج تلك الشائعات والأكاذيب؟! وهذه الأرقام المغلوطة هى ما تناولتها أيضاً مواقع التواصل الاجتماعى السوشيال ميديا منذ اللحظات الأولى للحادث وتلقفها الإعلام الأسود الذى يعمل ضد مصر ويتصيد أى خبر لضرب الاستقرار المصرى وهذا ما تعودناه من الجماعة الإرهابية التى تستغل الحوادث الإرهابية لنشر أكبر عدد من الشائعات والأكاذيب والفيديوهات المفبركة لإضعاف الروح المعنوية للأجهزة الأمنية وبث حالة من الخوف والإحباط والفزع بين الشعب المصرى.
والكارثة الحقيقية هى أن وسائل الإعلام أصبحت تعتمد على ما يبث عبر مواقع التواصل الاجتماعى وأصبحت السوشيال ميديا مصدرا لأغلبية برامج التوك شو والدليل على ذلك أن إحدى القنوات وقعت فى فخ التضليل واستسهال المعلومة والرغبة فى الحصول على سبق وعرضت فيديو مفبركا عن الحادث كان قد تم تداوله من قبل عدد من المواقع الإلكترونية وقنوات فضائية تابعة للإخوان يعرض تفاصيل غير واقعية ولا تمت للحقيقة التى شهدتها المواجهات الأمنية بطريق الواحات بصلة.. الحقيقة التى لم يعلن عنها الإعلام العسكرى ولديه مبرراته التى تجعله يتحفظ فى الإفصاح عن المعلومات لأنها تضر بالأمن، وعلى الإعلاميين أن يبذلوا جهداً فى الحصول على المعلومة بدلاً من اللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعى لأنها بلا ضوابط أو قواعد ولا رقابة، ومعلوماتها غير موثقة فالمطلوب أن تكون الدقة مقدمة على السبق والانفراد، فالخبر الصادق المتأخر خير من خبر عاجل كاذب.
وما نحتاجه لبناء مصر فى المرحلة الحالية هو إعلام واعٍ له رؤية مستقبلية يعمل بمهنية على استقرار الوطن.