الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

كل الطرق تؤدى إلى القاهرة

كل الطرق تؤدى إلى القاهرة
كل الطرق تؤدى إلى القاهرة


 أنا تاج العلاء فى مفرق الشرق ودراته فرائد عقدى
أنا إن قدَّر الإله ممـاتى لا تـرى الشرق يرفع الرأس بعدى
برهنتْ القاهرة خلال الأيام والأسابيع الماضية؛ على صدق كل كلمة قالها شاعر النيل «حافظ إبراهيم» قبل ما يزيد على 90 عامًا فى قصيدته «مصر تتحدث عن نفسها».
 على ثلاثة أصعدة قادت القاهرة جهودًا دبلوماسية وسياسية لحسم الخلافات بين أشقاء البيت العربى الواحد، مؤدية بذلك مهام دورها الذى فرضته عليها حقائق التاريخ وقواعد الجغرافيا.
 تنقلت القضية الفلسطينية بين عدد كبير من العواصم العربية وغير العربية فى المنطقة بحثًا عن حل حقيقى للشقاق الحاصل، فلم تجد ملاذًا آمنًا يعمل أهله بصدق وإخلاص على تحقيق مصلحة الشعب الفلسطينى سوى فى القاهرة.
 تمكنت القاهرة من إجراء المصالحة بين حركتيّ فتح وحماس بعد خلاف دام 11 عامًا، ونجحت جهود الدولة المصرية فى إذابة الخلافات «الفلسطينية- الفلسطينية» عبر سلسلة من المباحثات التى قادها ورعاها الوزير «خالد فوزى» - رئيس جهاز المخابرات العامة- بين قيادات وممثلى الفصائل الفلسطينية،  وانتهى الأمر بصياغة بيان مشترك فى 2017 يبنى على ما أسسته القاهرة فى 2011.
 على الجبهة السورية؛ تمكنت مصر من وقف إطلاق  النار جنوب العاصمة دمشق وتنفيذه فى إطار إقرار الحل السياسى للأزمة السورية، بعد أن ثبت للجميع بالدليل والبرهان مدى دقة وواقعية الرؤية المصرية للأوضاع فى الإقليم وطرق حلها.
 كان موقف القاهرة حاسمًا ولم تتزحزح عنه، وهو أنه لا سبيل للحل إلا بالجلوس على طاولة المفاوضات سلميّا دون  استخدام السلاح، وها هى تصبح مصدر ثقة جميع الأطراف، كونها لم تتورط فى إراقة قطرة دم عربى واحدة.
 فى ليبيا؛ تواصل الجهود المصرية نجاحاتها فى تقريب وجهات النظر بين الأشقاء الليبيين، فقد استطاعت لجنة المصالحة الليبية التى يرأسها الفريق محمود حجازى- رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية- حسم الكثير من  نقاط الاختلاف بين حكومة فائز السراج وقيادة الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر، تأسيسًا على اتفاق الصخيرات الذى ترعاه الأمم المتحدة.
 كانت القاهرة وستظل حصن العروبة وقلبها النابض، أبَى من أبَى وقبلَ من قبلَ.