الأحد 5 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

مستندات المال السايب فى «نايل لايف»

مستندات المال السايب فى «نايل لايف»
مستندات المال السايب فى «نايل لايف»


كتبت: هبة محمد علي
فى سابقة هى الأولى من نوعها فى ماسبيرو، صدر فى سبتمبر 2016 قرار بتولى المخرج خالد شبانة رئيس قناة (نايل كوميدي) منصب إدارة قناة (نايل لايف) خلفا للمخرج عمرو عابدين، وظن البعض وقتها أن القرار مؤقت ويعنى فقط تسييره للأعمال لحين توفير الشخص المناسب القادر على تحمل مسئولية إدارتها، بينما تحدث البعض بأنها خطوة للترقى، وهو ما يعنى وجود رئيس جديد لقناة النايل كوميدى ليحل محله خلال أيام.
لكن الحقيقة بقى الوضع على ما هو عليه، ليصبح شبانة أول رئيس لقناتين فى نفس الوقت داخل ماسبيرو منذ إنشائه.

ليست تلك هى المشكلة الوحيدة التى تطرح الكثير من علامات الاستفهام، فقد بقيت أيام معدودة ليكمل شبانة عامه الأول على تولى إدارة النايل لايف، لكن حجم المشكلات التى خلفها فى هذا العام داخل القناة نتج عنها العديد من الشكاوى التى تم تقديمها داخليا لرئيس قطاع المتخصصة، ورئيس الهيئة الوطنية للإعلام، بها اتهامات بالجملة له ما بين اختلاس وتربح وسب وقذف العاملين داخل القناة بينما وجدت بلاغات أخرى فى طريقها إلى أقسام الشرطة، والنيابة الإدارية، والتى لايزال البعض من مقدمى تلك البلاغات يباشرونها رافضين التنازل عنها مهما كلفهم ذلك الأمر، بينما قرر البعض الآخر التنازل تحت ضغط.
«روزاليوسف» حصلت على نسخة من الملف الكامل للشكاوي، والبلاغات المقدمة، بينما حاورت العديد من شهود الإثبات داخل أروقة المبنى العتيق، ليتجدد السؤال مرة أخرى حول سبب ترك الأوضاع لتتفاقم داخل القناة بهذا الشكل المؤسف دون محاسبة أو سؤال من قبل المسئولين فى ماسبيرو.
فساد مالي
(كلنا فاسدون لا أستثنى أحدا.. حتى بالصمت العاجز قليل الحيلة) قالها الراحل أحمد زكى صارخا ضد الفساد فى فيلم (ضد الحكومة) لكن هل الصمت العاجز وقلة الحيلة يعتبر فسادا إذا ما كان مقابله هو التنكيل، وقطع الأرزاق؟ الأمر حينها يحتاج إلى مزيد من التدقيق، فعندما يرى العاملون بقناة النايل لايف ما حدث لزميلهم من تنكيل بعد كشفه لواقعة تزوير بغرض التربح المالي، فمن المؤكد أنهم سيفضلون الصمت العاجز، حتى لو تكررت تلك الوقائع يوميا أمام أعينهم، وإليكم الآن وقائع الفساد وبالتفصيل:
فى يونيو الماضى تقدم أحمد عبدالجواد المخرج بالدرجة الثانية فى قناة نايل لايف بشكوى إلى رئيس القناة خالد شبانة، بعد اكتشافه واقعة فساد بطلها هو (أ.م) مدير التقارير بالقناة الذى يضيف أسماء لم تشارك فى إنتاج تقارير برامج (نهارك سعيد/ إيه الأخبار/ صفحة جديدة) إلى أذون صرف أجور العاملين (الماستر)، والأخطر فى هذه الكشوف وجود اسم زوجته (ر.ش) ضمن المساهمين فى تلك التقارير، رغم أنها لا تعمل فى التقارير من الأساس، وبما أن الشكوى إلى رئيس القناة  لم يكن منها أى جدوي، تقدم «عبد الجواد» بمذكرة رسمية إلى أسامة بهنسى رئيس قطاع القنوات المتخصصة، الذى طلب منه حل الموضوع وديا، دون إحالته للتحقيق، لكن المفاجأة كانت تنتظر أحمد بعد عودته من إجازة عيد الفطر، حيث فوجئ بأربع مذكرات مقدمة ضده فى الشئون القانونية، من ضمنها مذكرة تطالب بإيقافه عن العمل لعدم كفاءته، بعد ستة عشر عاما قضاها فى التليفزيون، إيقاف أحمد عن العمل دفعه إلى تقديم بلاغ إلى النيابة الإدارية بما تحت يديه من مستندات، لكن المؤسف أنه اضطر إلى سحب ذلك البلاغ مؤخرا قبل تحريكه من قبل النيابة، تحت ضغط الإيقاف عن العمل، ليعود مجددا لإخراج تقارير القناة، ويتعلم زملاؤه الدرس من قصته.
استيلاء على مال عام
المخرج شريف عبد الهادى بطل آخر من أبطال الوقوف أمام الفساد داخل نايل لايف، حيث تقدم فى شهر رمضان الماضى ببلاغ لرئيس النيابة الإدارية بماسبيرو، متهما (ع.ك) المشرف على برنامج «أحاسنكم أخلاقًا» بالتلاعب وتسهيل الاستيلاء على المال العام من خلال تزوير توقيعه أيضًا على إذن صرف مستحقات العاملين بالبرنامج الذى أذيع طوال الشهر الفضيل على شاشة قناة النايل لايف من إعداد وتقديم الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، حيث تم إضافة أسماء إلى إذن الصرف لم يكن لهم أى دور فى إنتاج حلقات البرنامج وهم معدتان، ومنفذ إنتاج ذكر شريف أسماءهم فى بلاغه، قبضوا أموالا دون اشتراكهم فى البرنامج، أو حتى إدراج أسمائهم على التتر، وهو ما ترتب عليه شطب جملة من إعداد وتقديم الدكتور أحمد كريمة التى ظهرت على تترات الحلقات الأولى من البرنامج، لتتحول فى باقى الحلقات إلى (مع الدكتور أحمد كريمة) لتمر القصة بلا محاسبة أو عقاب، فحتى اليوم لم تنظر النيابة فى بلاغه، لكن الأخطر هو ما يواجهه شريف عبدالهادى من تنكيل، ترتب عليه إيقاف بث البرنامجين اللذين يقوم بإخراجهما، وجلوسه فى منزله بلا عمل، طالما أنه لم يسحب البلاغ مستجيبا للمساومات.
سب وقذف
قد تختلف حكاية ولاء شعراوى المعدة بقناة النايل لايف والتى قام رئيس القناة بسبها فى اجتماع عام عن بقية حكايات خالد شبانة، وقد يرجع ذلك إلى أنها بدأت فى فبراير الماضي، بينما لا تزال تبعاتها مستمرة حتى اليوم، لكن السبب الأهم هو كم الأحداث التى شهدتها تلك القصة، والتى عوقب على إثرها طاقم برنامج (حكايات ماسبيرو) بأكمله لأنهم شهدوا مع زميلتهم بما حدث من وقائع ضد رئيس القناة، وهو ما ترتب عليه إيقاف هذا البرنامج الناجح عن البث من قبل رئيس القناة، دون إبداء أسباب مقنعة.
القصة تعود إلى حلقة تم تسجيلها مع رئيس الاتحاد الأسبق المخرج شكرى أبوعميرة، قبل موعد بثها بأسبوعين، لكن رئيس القناة قرر عدم بثها لأنه لم يتم إعداد برومو لها، بدلا من محاسبة المقصرين، لكن اعتذار ولاء للضيف قبيل موعد العرض المقرر بساعات، وتدخله لإذاعة الحلقة فى موعدها فتح النار على ولاء، وتسبب فى نوع من الخلاف بينها وبين رئيس القناة بوصفها تفشى أسرار القناة للضيوف، ورغم أن الخلاف يبدو عاديا ومتكررًا فى أى مجال عمل، إلا أن تطاول شبانة عليها فى الاجتماع، وسبها، وسب عائلتها بالأم على مرأى ومسمع من الجميع دون مبرر -وفقا لأقوال شهود الإثبات فى البلاغات المقدمة أمام النيابة الإدارية- كان له دور كبير فى تفاقم الوضع، لتتسع الدائرة فيما بعد، والتى شملت محمد الملا المشرف على الإنتاج، الذى تقدم بشكوى فى مارس الماضى إلى حسين زين، الذى كان يشغل حينها منصب رئيس قطاع القنوات المتخصصة، جاء فيها أن شبانة قد احتجزه فى مكتبه لمدة ساعة بعد واقعة سب وقذف ولاء بهدف منعه من الإدلاء بشهادته فى المحضر رقم 448 إدارى بولاق، بالإضافة إلى إرساله رسائل تهديد له عبر الموبايل يحذره من الذهاب للشهادة فيما بعد، لكن وبما أن الملا ذهب للشهادة تم سحب مهمة الإشراف على الإنتاج منه، بالإضافة إلى إيقاف البرنامج عقابا لبقية المجموعة التى شهدت بواقعة السب والقذف.
وفى تظلمها الذى قدمته ولاء إلى نائب رئيس الهيئة ومدير نيابة الإعلام قبل أيام نظرا لحفظ القضية إداريًا، والتى حصلت روز اليوسف عن طريق مصادرها الخاصة على نسخة منه، قالت إن شهود النفى الذين أحضرهم شبانة لنفى الواقعة (يعملون تحت رئاسته فى قناة النايل كوميدي) لم يكونوا متواجدين فى نفس المكان أثناء واقعة السب والقذف، وقد كان من الأولى حدوث مواجهة بين شهود الإثبات، وشهود النفي، والشاكية، والمشكو فى حقه، بدلا من الحفظ الذى أضاع الحقوق.
وفى نفس السياق، لايزال فريق عمل برنامج (حكايات ماسبيرو) ينتظر ردا على الشكوى الرسمية التى تم تقديمها إلى رئيس النيابة الإدارية بماسبيرو، وأسامة البهنسى رئيس قطاع القنوات المتخصصة، ضد خالد شبانة رئيس قناة النايل لايف، وعبير عبدالحميد، مدير عام البرامج بذات القناة، ومقدمة برنامج (حكايات ماسبيرو) - تجمع بين وظيفتين بالمخالفة للقانون- مطالبين إياه بالتدخل ضد الوقف التعسفى للبرنامج، حيث يشترط عليهم رئيس القناة إما أن يتم جمع توقيعات ضد المعدة حتى لاتكمل معهم العمل، أو تقديم فكرة لبرنامج جديد كبديل عن برنامجهم الموقوف، والانتظار حتى الحصول على موافقة من الجهات المعنية داخل القناة، وهو الحل الذى قد يقبل به الفريق للخروج من المأزق.
المخرج المتحرش
فى مارس الماضى استقدم رئيس قناة نايل لايف خالد شبانة،  أحد الإداريين بالعلاقات العامة، ليشغل منصب مخرج ومونتير ومصور تقارير يدعى (م.ص)  وقام بالتصوير داخل منطقة الضبعة، إلى جانب عدد من اللقاءات مع عدد من المحافظين بالكاميرا الخاصة به، مستغلا فى ذلك اسم التليفزيون المصري، المشكلة التى أثارها العاملون ضد هذا الشخص فى حينها فضلا عن أنه تم فرضه على القناة بلا سابق خبرة، هى أنه يحصل على «الماتريال»، الخاص بالقناة ليقف على مونتاجه بمنزله دون رقابة، كما أنه يقوم برفع تلك الفيديوهات والتقارير على قناته الخاصة على موقع «اليوتيوب»، قبل إذاعتها على شاشة التليفزيون، تبع ذلك واقعة أخرى بطلها نفس الشخص، الذى قام بالتحرش اللفظى والجسدى بالمراسلة (أ.خ)  التى تقدمت بشكوى لرئيس القطاع، اضطرت الشاكية سحبها تحت ضغط فيما بعد، وقد شهد العديد من العاملين بقيام محمد عبدالجواد رئيس قطاع الأمن بماسبيرو بتوبيخ ذلك الشخص بشكل شديد اللهجة أمام العاملين نظرا لما أحدثه من تجاوزات أثناء فترة التحاقه بالقناة، وقد نتج عن ذلك إيقاف التعامل معه دون تحقيق مما نسب إليه، سواء فى واقعة استخدام كاميرا خاصة باسم اتحاد الإذاعة والتليفزيون أو سرقة مواد إعلامية يتم تصويرها لصالح التليفزيون، أو حتى فى واقعة التحرش بالمراسلة، لكن الغريب هو ما تفاجأ به كل العاملين بالقناة منذ أسبوعين، حيث تمكن ذلك الشخص من النجاح فى اختبارات الإخراج التى عقدت داخل القناة، ليحصل على فرصة كان يستحقها أحمد عصام الذى تدرب فى القناة لسنوات.
مصالح شخصية
هيثم الشاولي، اسم لمغنى سعودى ظهر فى التسعينيات، لكنه لم يتمكن من تحقيق أى شهرة فى مصر، أو حتى فى موطنه الأصلى سوى على نطاق محدود، يظهر ذلك جليا من متابعة أغانيه المصورة بنظام الفيديو كليب، والموجودة على قناته الخاصة بموقع اليوتيوب، والتى كان آخرها عام 2015، بعنوان (ارحل) وهى من إخراج خالد شبانة نفسه، وقد تم استضافة الشاولى من قبل فى برنامج نهارك سعيد، كما فوجئ العاملون ببرنامج (الليلة) منتصف أغسطس الجارى بأمر مباشر من شبانة باستضافة الشاولى بمفرده لمدة ساعة كاملة على الهواء، وهو أمر يخالف عرف البرنامج الذى يستضيف خلال الحلقة ضيفين معا، وفى واقعة جديدة لإهدار المال العام طلب شبانة من المونتيرة نهى غالب إعادة مونتاج الحلقة مرة أخري، لأن الضيف يرغب فى إضافة مواد مصورة تخصه لتذاع خلال الحلقة، وهو ما حدث بالفعل، الغريب أنه يتردد داخل القناة وجود حلقة أخرى مسجلة لهيثم الشاولى فى برنامج آخر من برامج النايل لايف سيتم إذاعتها خلال عيد الأضحى المبارك!!
والسؤال هنا هل سيظل الفساد يرتع فى أروقة المبنى العريق بلا حساب أم ستشهد الأيام القادمة ردودا على أسئلة ظلت عاما كاملا بلا إجابات. 