الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ياحبيبتي يا شادية

ياحبيبتي يا شادية
ياحبيبتي يا شادية


رغم غيابها عن الأضواء منذ فترة فإن حضورها مستمر وممتد.. تشاركنا بصوتها فى أجمل اللحظات ترصد الانفعالات النبيلة من مشاعر الطفولة والأمومة حتى المراهقة والخطوبة وأيضا النجاح.
 الفنانة القديرة «شادية» أو «صوت النيل» سجلت أيضا بصوتها النادر الفترات التاريخية الحاسمة بإحساس خاص وأداء بسيط متمكن فمن «وطنى الأكبر» إلى «مصر اليوم فى عيد» وما بينهما رائعتها «يا حبيبتى يا مصر» و«أم الصابرين» وغيرهما من الأعمال الخالدة العابرة للأجيال
 الحضور الأسطورى لـ«شادية» سواء على الشاشة أو أمام الميكروفونات أو  شادية التى لا يعرفها أحد ترسم لنا صوراً جميلة ابنة شقيقها الفنانة التشكيلية «ناهد شاكر» أو ابنتها التى تربت على ضفاف  حياتها الفنية وإبداعاتها.
«ناهد شاكر» تنقل لنا بورتريهات للفنانة الكبيرة «شادية» بألوان وخطوط وملامح وأحجام تعكس لنا عظمة «صوت النيل» ومشوارها وظلاله بكل حب وصدق.

 حدثينا عن شخصية شادية الإنسانة؟
-  إنسانة جميلة جدا، وكريمة لأبعد الحدود، وبالرغم من مرحها، فإنها ليست اجتماعية، فهى تحب العزلة وهى صاحبة شخصية قوية جدا، عكس ما يراها الجمهور على الشاشة، وهى لطيفة وجميلة وتستطيع من نظرة واحدة بأن تفهم ما يدور أمامها وحولها، كما أن الرجال فى عائلتنا يهابونها احتراما. وهى وطنية وتحب مصر بجنون فهى تحقننى بحقن الوطنية، ولنا العديد من المناقشات  السياسية سويا.
 هل تذكرين أبرز المناقشات السياسية الحادة بينكما؟
- فى إحدى زياراتى لها أثناء ثورة 25 يناير 2011 حدثتها عن تأييدى للبرادعى مثل حال الكثير فى هذا التوقيت وكنت مؤمنة به إلى حد كبير فقالت لى: (إيه ده، أنا مش حباه)، فقلت لها: (ليه، فهو شخص جيد من حديثه، وبكى فى إحدى الندوات خوفا  فردت بحزم (الراجل ده مش كويس) وأثبتت الأيام قولها.
وموقف ثان: فى ثورة 30 يونيو، بعدما رجعنا لها من الاتحادية بصورة المشير (عبدالفتاح السيسى)، وهى لم تكن تعلم من هو فجأة نظرت للصورة وقالت: (أنا عايزة الصورة دى، علقوها لى، الراجل ده كويس).
 ثم تبادلنا المزاح وقلت لها بأنه رجل جميل، فردت: (الراجل  ده خطيبى أنا، محدش يتكلم عنه تانى، خلى صورته هنا جانبى).
وهى عموما فى السنوات الثلاث الماضية لم تتابع الصحف كعادتها، بل أصبحت تقرأ العناوين الرئيسية سريعا.
 ماذا عن رد فعلها بعدما علمت بنزولك الميدان فى ثورة 25 يناير ؟
- شاركت ونزلت  الميدان منذ أول يوم، لكنى لم أقل لها إننى أذهب إلى هناك، وفى أحد الأيام، بعدما علمت باتصالاتها الكثيرة ولم تجدنى فيها قالت لابنتى: (فين مامتك أنا خايفة عليها)، فقالت لها الحقيقة كاملة بشأن نزولى الميدان، ومشاركتى فى أحداث الثورة وانفعالى بها، فردت عليا : (يا جزمة إزاى الحاجات دى كلها بتحصل من ورايا).
 ومن الرؤساء الذين كانت تحبهم الفنانة الكبيرة قبل ثورة 30 يونيو ؟
- كانت وأبى، يحبان الرئيس الراحل (أنور السادات)، وزوجته (السيدة جيهان السادات) بشكل  مرضى، وغنت بعد حادث استشهاده بالمنصة (مصر جنة ربنا، مصر نعمة ربنا) وهى أغنية لمصر تحمست لتقديمها بعد الحادث وغنتها بتأثر شديد فهى دائما تقول إنها تحب الغناء للوطن، وليس لأشخاص.
 لكن الفنانة القديرة غنت لجمال عبدالناصر ؟
- لست متأكدة من هذا وأتصور لو حصل فإنه طلب منها وبالأمر.
 متى بدأت إقامتك معها؟
- أنا كنت الطفلة الثانية، ووالدتى عندما علمت بحملها بى، حاولت إجهاضى خوفا، لأن الطفل الأول قبلى كان متأخرا عقليا، ولكنها فوجئت بالحمل، وأن الوقت تأخر على الميل للإجهاض. وهنا قررت عمتى شادية أن تتبنانى، أو تتولى رعاية تربيتى وقالت لأمى: (البيبى ده بتاعى) ومنذ ولادتى وأنا ألقى عناية منها فى بيتها لدرجة أن أول  كلمة قلتها قبل نطق (بابا وماما)، كانت (آيا) أى (شادية)، ومازلت حتى الآن أناديها بهذا الاسم. أما بقية العائلة فتناديها باسم (فتوش)، وهو اسم تركى معناه (فاطمة) وهو اسمها الحقيقى وتحولت إقامتى إلى دائمة بعدما توفى والدى وأنا بعمر الثالثة عشرة عاما، إلى أن تزوجت وأنا فى العشرين من عمرى وهى من قامت بإلحاقى بالجامعة، فهى أم لى تقريبا منذ ولادتى وحتى الجامعة ثم بعد الزواج وحتى الآن.
 أين تقيم شادية الآن ؟
- كانت تسكن فى شقتها المواجهة لحديقة الحيوان، وبعد أزمتها الصحية الأخيرة، نقلها أخى (خالد) إلى شقة بجواره، لتكون تحت رعايته الكاملة، وهى أمام  مجلس الدولة.
 نجاح الفنانة القديرة.. كيف رأته الفنانة ناهد شاكر؟
- من البداية كان جدى (كمال شاكر) وهو مهندس زراعى، وكان يعمل بالمزارع الملكية فى عهد الملك فاروق  وكان شخصية صعبة، جدا، وكانت فكرة غناء (شادية) لأول مرة شيئا صعباً، أو شبه مستحيل وعندما مثلت أختها (عفاف) قبلها كانت مصيبة، وحدثت مشاكل كبيرة، أدت لابتعاد عفاف عن الفن رغم موهبتها الكبيرة، وعندما تقدمت فاطمة شاكر أو شادية بأول أغنية لها (بتبص لى كده ليه)، كانت مرعوبة خوفا من أن يضربها والدها، فكانت  طوال الوقت تغنى وعينها على أبيها، ثم بدأ الجميع فى إقناعه أن تغنى فقط، ثم أقنعوه بالتمثيل، وبعد ضغوط وافق بشرط وهو حضوره معها كل الأفلام، إلى أن تزوجت من الفنان عماد حمدي.
 هل تزوجت من (عماد حمدى) عن حب ؟
- لا.. أحبته بعد الزواج بفترة أما سر الزواج هو اكتشاف زوجة (عماد حمدى) بعض الرسائل المتبادلة من الطرفين، وهنا هددت الزوجة بأن تنشر  الرسائل وهذا التهديد كفيل بإنهاء مستقبلها، ومن هنا قامت شادية بإسراع وإتمام عملية الزواج، واستمر زواجهما 5 أو 6 سنين، بعد الطلاق ربت شادية ابن عماد حمدى (نادر) وأحبته بشكل يفوق الوصف.
 من هو الحب الوحيد فى حياة صوت النيل ؟
 - هو الشخص الذى كان له التأثير فى إيقاف حياة شادية العاطفية مرات عديدة وهو الفنان الراحل (فريد الأطرش). كان حب حياتها إلى الآن، كما كانت هى حب حياته. وكانت قصة أشبه بقصة (روميو وجولييت).
 ولماذا لم يتزوجا؟
- كانا سيتزوجان بالفعل (فريد) كان إنسان، كما كان أميراً بمعنى الكلمة. وكانا قد اتفقا بالفعل على الزواج، وقال لها إنه سيسافر وسيتزوجان بعد العودة من سفره، وكلمها فى التليفون ليؤكد على زواجهما عند عودته لكن الزيجة فشلت، بسبب جمعية منتفعى فريد، الذين تدخلوا لإفشال العلاقة بكل الأشكال الممكنة، مثل إطلاق الشائعات، والأخبار المزيفة التى أدت لتراجع فريد عن قراره.
 هل تذكرين آخر لقاء بينهما؟
- أذكر أننى ذهبت مع عمتى فى اللقاء الأخير بينهما، وكان (فريد) مريضاً وقال لشادية بإرهاق: (شوفتى يا شوشو رجليا حمرا إزاى ؟)، ولم أكمل الحديث فقد ذهبت لألعب فى غرفة الاستقبال فى شقة (فريد الأطرش).
 هل شادية ارتبطت بعلاقة عاطفية بعبدالحليم كما تردد ؟
- ليس كل من قام بأدوار رومانسية على الشاشة أن يكونا مغرمين على الرغم من أنهما ظاهرياً مناسبان  لبعضهما.
 كم مرة تزوجت الفنانة شادية؟
- تزوجت أربع مرات (عماد حمدى).. (عزيز فتحى)، (مصطفى أمين)،  (صلاح ذو الفقار).
ومازالت حتى الآن تحترم سيرة (مصطفى أمين) لأنه كان «حنين» وكان يكرمها دائما وتقول عنه «الراجل الوحيد وللأسف اتاخد منى» حسب ما تقول وأحبت صلاح ذوالفقار.
 كيف تسير حياتها اليومية الآن؟
- الآن لست مطلعة على بعضها، لأنى لم أعد أعيش معها بعكس الماضى، ويومها اختلف الآن، فعمرها الآن 85 عاما.
 وماذا عن حياتها اليومية فى الماضي؟
- كانت تستيقظ فى الساعة العاشرة صباحا تقريبا، بعدما اعتزلت الفن، وتصلى صلاة (الضحى)، وتقرأ (القرآن) إلى أن يؤذن الظهر، ولم يكن يجرؤ أحد على أن يتصل بها، أو يكلمها فى تلك الأوقات، فمن يقع فى هذا الخطأ كانت تنهره قائلة: (وأنت مش عارف أن أنا دلوقت بصلى، هو أنتوا مش بتصلوا !!).
بعد الظهر تتجه إلى قراءة الأخبار، فهى مجنونة قراءة صحف، ومجلات بكل أسمائها المختلفة، وكانت تقرؤها كلها بلا استثناء، ثم تقوم بحل الكلمات المتقاطعة، وتنتهى منها بعد 5 دقائق، وكان (مصطفى أمين) من له الفضل فى هذا، هو من نمى لها تلك الموهبة.
وعمتى شادية طاهية ماهرة جدا، وأشهر أكلة تعشقها تركية اسمها (إمام بيض)، وتعنى (الإمام أغمى عليه)، كما كانت ماهرة فى عمل (الحمام) إلى أن قالت إنه حرام أن نقوم بطبخه، لأنه كائن طيب وضعيف، ورمز السلام.
 آخر زيارة قمت بها للفنانة القديرة؟
- (يوم الثلاثاء) قبل الماضى وكانت زيارة عائلية جميلة، وكانت حالتها جيدة، وحركتها جيدة، وتشرب، وتأكل «أكل خفيف» عدا (الفول والطعمية) صباحا، وتحب المزاح، والضحك، ومازالت تطمئن علينا «واحد واحد» وأخى يرعاها جيدا.
 هل تتابع الفضائيات؟
- دائما خاصة قنوات الأفلام القديمة، لأنها تعشق الأفلام، وزيارتى الأخيرة كنا نشاهد فيلم (نص ساعة جواز).
 ما تعليقاتها عندما تشاهد أفلامها؟
- غالبا ما تكون سعيدة، إلا أنها تنتقد نفسها أحيانا كثيرة، سواء فى التمثيل أو طريقة حركتها، أو تعبيراتها، وتقول : (كنت ممكن أعمل المشهد ده أحسن من كده). كما تحب أن تسمع آراءنا حول أفلامها.
 هل هناك أفلام لشادية لم تعجبها؟
- فيلما (دليلة، ومعبودة الجماهير) وهما أكثر فيلمين انتقدتهما شادية، لأن تصويرهما كان فى وقت طويل، خاصة (معبودة الجماهير)، فقد تم تصويره فى وقت طويل جدا، لأن العندليب كان مريضا، وعلاجه أخذ أكثر من عام، وكانت شادية فى نفس الفترة فقد تزوجت من (صلاح ذو الفقار)، فقد زاد وزنها  بتلك الفترة، مما ضايقها وقد علقت على هذا الأمر معى مرارا وتكرارا، منبهة لتلك المشاهد، مثل مشهد ركوب البطلين الدراجة أثناء أغنية (علشان إحنا مع بعضينا)، فقالت لى: (بصى الفستان أنا هنا رفيعة، أنا هنا مليانة).
 وما المشاهد الأخرى التى انتقدتها فى أعمالها السينمائية غير دليلة ومعبودة الجماهير ؟
- فى فيلم (الزوجة 13) المشهد الأخير التى كانت تغرق فيه وأصر المخرج التصوير بمياه تصل  لركبتيها وهى لا تعرف السباحة، وقالوا لها (مثَّلى) الغرق ومشهد آخر مازلت أنا وهى حتى الآن نتذكره كلما تقابلنا، وهو مشهد ضربها لـ(رشدى أباظة)  فى فيلم الزوجة 13 أيضا فكانت الضربة حقيقية ورد فعله واقعياً وليس تمثيلاً لأنه لم يكن يعلم بها قبل التصوير بينما كان المخرج قد طلبها منها قبل التصوير وكانت مفاجأة لرشدى الذى كان سيرفض لو علم بها.
شادية كانت خائفة جدا من الفعل ورد الفعل أكثر، لذلك هى انكمشت لأنها توقعت رد فعل عنيفاً منه.
 ماذا عن تجربتها الوحيدة للمسرح؟
- كنت ملازمة لعمتى فى مسرحية (ريا وسكينة)، التى مثلت فيها دور (ريا)، أول ما رأت الاسكريبت وضعته فوق التليفزيون يوماً كاملاً وهى تنظر إليه من بعيد ونظراتها بين القلق والحيرة إلى أن اقتنعت وقامت بتمثيل المسرحية حتى وفاة والدى والمشهد الذى كانت تبكى فيه على ابنتها المقتولة كان حقيقيا، لأنها كانت تسترجع ذكريات والدى ووفاته الذى مثل صدمة كبيرة لها لأنه إلى جانب ارتباطها الشديد به كان مدير أعمالها، ورفيق عمرها فكانت ضربة قاضية ومن أهم الأسباب التى أدت لاعتزالها بعدها بسنوات قليلة.
 كواليس الاعتزال والابتعاد عن الأضواء ما هى تفاصيله ؟
- بعد موت أبى بفترة بدأت فى الاتجاه الدينى، وغنت أغنية (خذ بإيدى)، وبدأت تتعرف على الشاعرة (علية الجعار)، والدكتور (مصطفى محمود) وتعلن رغبتها فى الابتعاد وأن تعيش لنفسها، وأنها لن تستطيع أن تعطى أكثر للفن، والتزمت بالحجاب.
 هل السبب فى حجابها وتدينها الشيخ الشعراوى كما قيل ؟
- موضوع الشيخ الشعراوى (كبر أوى)، هى رأته مرة واحدة وفى لقاء قصير جدا وأعتقد أن الدكتور مصطفى محمود هو من كان أقرب إليها، خاصة أنها تحدثت معه عن موضوع اعتزالها.
 ماذا عن شكل علاقاتها مع زملائها فى الوسط الفني؟
- علاقتها كانت رائعة بـ(سعاد حسنى) التى رشحتها لبطولة القاهرة 30 لرغبتها فى الإنجاب، و(سامية جمال) التى كانت شادية تتحدث معها على التليفون كل يوم لآخر لحظة قبل وفاة سامية ومن الجيل التالى كانت مقربة لـ(يسرا)، و(ريتا) ابنة مصطفى أمين.
 وماذا عن علاقتها بكوكب الشرق؟
- أكثر من رائعة، فأم كلثوم كانت تحب شادية جدا، ففى إحدى المقابلات عندما كانت شادية صغيرة، قابلت أم كلثوم، وكانت ترتجف من البرد، ولاحظت كوكب الشرق هذا، فقامت بخلع معطفها من الفراء، وألبسته لشادية وقالت لها سوف تكونين شأنا عظيما.
 ما هوايتها ؟
- تعشق لعب (الطاولة) كل جمعة مع أبى بينما تنهى اليوم بأكلة كباب.
 هل كانت لها انتماءات وهوايات رياضية؟
شادية أهلاوية من صميم قلبها، والنادى الأهلى كرمها عدة مرات.
 ما الشيء الذى يؤرقها فى الآونة الأخيرة ؟
- أى شيء سيئ يحدث لمصر وأتذكر أيام الثورة لم تنم شادية طوال الليل، وكانت تكلمنى، وتبكى ليل نهار.
 ما هى النصيحة التى كانت تقدمها لك؟
- أنا فنانة بورتريه، وعمتى تشجعنى كثيرا، ومازالت تعلق على رسوماتى، ودائما تنصحنى بالاستمرار.
 وما هى أفضل لوحاتك؟
- أحب رسم الفنانات، وأكثرهن شادية طبعا آخر معرض طلب منى رسم (سامية جمال، وتحية كاريوكا، وشادية، وليلى مراد). 