«العزبى» «ديلر الدواء» الذى هزم «الصيادلة»

سيد طنطاوي
صيدلى بحكم حصوله على بكالوريوس من كلية الصيدلة، وليس صيدليًا كونه مشطوبًا من نقابة الصيادلة لارتكابه مخالفات ضد قواعد المهنة.. فرغم شطبه يتولى رئاسة غرفة صناعة الدواء، ما يجعله من مراكز القوى التى تتحكم فى سعر تلك السلعة التى تعتبر من مقومات الأمن القومى.
هذا هو أحمد العزبى.. الاسم نار على علم بالطبع، فإعلاناته فى كل مكان، وسلاسل «متاجره» تنتشر فى كل زاوية من زوايا مصر، يضرب عرض الحائط بالقوانين بمنع امتلاك الصيدلى أكثر من صيدلية، ويجبرها على النقابة وفى الوقت الذى انتفت فيه صفة الصيدلى عنه لم يكتف بصيدلياته بل رفع من وتيرة مخالفة القانون وتولى رئاسة غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات، ورئيس شركة مالتى فارما للأدوية ورئيس مجلس أمناء بنك الشفاء المصرى.
مخالفات عدة ارتكابها رجل الأعمال أحمد العزبى ما بين الجمع بين أكثر من صيدليتين بل مخالفات فى كل صيدلياته بدأها بتدشينه خدمة توصيل الدواء للمنازل «ديليفرى» وهى مخالفة لعدة اعتبارات منها أنها تضيع حق المريض فى لقاء مباشر بينه وبين الصيدلى، كما أن احتمالية الخطأ تزداد فمن الممكن أن يؤدى إلى نطق غير سليم لاسم دواء عبر الهاتف إلى كارثة كبرى تزهق حياة مريض تناول دواء غير مناسب لحالته.
كما أن سلاسل صيدليات العزبى تخل بمبدأ مهم أقرته المحكمة الدستورية، حينما نصت على أن يكون هناك 100 متر فاصلاً على الأقل بين كل صيدليتين, باعتبار أن الصيدليات لها طبيعة عمل خاصة، وتدخل طبيعة عمل الديلفرى فى إطار المنافسة غير الشريفة.
والغريب أن العزبى برر قراره بالاستمرار فى «الديليفرى» رغم أنف القانون بأن هذه الخدمة «منحة من الله»، وقد قرر الاستمرار فيها بعدما قابله رجل فى صلاة الفجر وشكره على مساعدة هذه الخدمة له، فيما رفضت النقابة تهمة أنها تحارب الديليفرى من أجل العزبى كما يدعى البعض بل تحاربه لأنه مخالفة.. وقالت إنه قد يكون مقبولاً فى حال اقتصر على خدمات بسيطة من نحو قياس السكر والضغط.
من مخالفات العزبى أيضًا أنه يعلن عن صيدلياته فى كل مكان وبشتى السبل، وخاصة أمام المستشفيات وهو ما شجع صيدليات أخرى على أن تعلن عن نفسها كما أن تقديم خدمة الديليفرى بإعلانات مجرم أيضًا طبقًا للقانون.
يؤكد العزبى دومًا أن صيدلاياته لا تخالف القانون باعتبار أنها تحمل اسم طبيب آخر ويضطر كل فترة بين الحين والآخر لأن يغير اسم الصيدلى الذى يوضع بالطبع أصغر من اسم العزبى ومعروف فى النقابة أن هذا الصيدلى قد باع اسمه لرجل الأعمال أحمد العزبى.
أدوية مهربة
يمتلك العزبى شركة مالتى فارما للأدوية إلا أنه كل فترة يضبط جهاز حماية المستهلك أدوية غير مصرح بتداولها ومجهولة المصدر فى صيدلياته ومنها ضبط 32 صنفًا من المكملات الغذائية غير المسجلة ومجهولة المصدر بمخزن صيدلية العزبى فى 11 شارع سوريا بالمهندسين بالإضافة إلى أدوية غير مصرح بتداولها فى مصر مثل (Lipo 6 black , via prost ,Emergen , Warfarin , Artenol , Arginine powder , Day fat burn , Super carbo blast وتم تحريز تلك المضبوطات وتحرير محضر رقم 2786 لسنة 2015 جنح العجوزة.
كما أعلن جهاز حماية المستهلك عن ضبطه مكملات غذائية مجهولة المصدر وأخرى مهربة بصيدلية العزبى الكائنة بشارع سوريا بالمهندسين.
لم يقتصر الأمر على الأدوية فقط بل كان هناك تلاعب أيضًا فى الأسعار ففى محضر مسجل بجهاز حماية المستهلك على صيدلية العزبى الكائنة بشارع البحر الأعظم فى الجيزة باعت الصيدلية دواء Osteocare بسعر 140، رغم تدوين سعر 130 جنيهًا على غلاف الدواء، وبكشف هيئة التفتيش الصيدلى تبين أنه مهرب وغير مسجل بوزارة الصحة وتم تحرير محضر بالواقعة حمل رقم 12110 لسنة 2016 بقسم شرطة الجيزة.
ويواجه العزبى رفضًا من مجلس النقابة الحالى برئاسة النقيب محيى عبيد للسلاسل والذى أكد أن مجلسه ليس هو الذى أصدر قرارا بفصل الدكتور أحمد العزبى من النقابة وأن القرار جاء من مجلس سابق إلا أنه يدعم القرار وسينفذه لأنه ضد السلاسل المخالفة للقانون والتى وصفها بأنها لا تعمل إلا فى الأدوية المهربة والمستوردة والتى لا تخضع للرقابة المصرية وهو ما نفاه العزبى وقال إن صيدلياته تعمل فى كافة أصناف الدواء.
لم يواجه العزبى موجة رفض من النقيب السابق محمد عبدالجواد الذى كان مرشحًا على قوائم الإخوان المسلمين كالتى يواجهها الآن من المجلس الحالى.
يحاول العزبى دائمًا الابتعاد عن الإعلام والبقاء بعيدًا عن الأضواء ولا يظهر إلا فى المناسبات الخاصة به كافتتاح مصنع AUG PHARM التابع لشركته مالتى فارما وذلك بحضور عادل العدوى وزير الصحة السابق، وحمل الافتتاح مفارقة غريبة حيث إنه بمجرد انصراف وزير الصحة من الحفل وزع موظفو العلاقات العامة بالمصنع على الإعلاميين والصحفيين المتواجدين فى حفل الافتتاح شنطة هدايا بداخلها أجندة ورقية وقلم ومعهما علبتان لصنفى دواء من إنتاج شركته، أحدهما زوركال 40 مجم أقراص لعلاج الحموضة وقرحة المعدة والاثنى عشر، والآخر دابو كستارد 60 مجم أقراص لرفع قدرة الرجل على التحكم بعملية القذف وتقليل الإحباط والقلق من سرعة القذف وذلك لتحسين الإشباع الجنسى للرجل.. بعض الإعلاميين الحاضرين اعتبروا الأمر مجرد خرق للقواعد المهنية للصيادلة التى تمنع صرف الدواء إلا بروشتة طبيب، وتساءلوا: منذ متى والمنشطات الجنسية توزع هدايا، إلا أن الدكتور أحمد العزبى رفض وقتها التعليق على الأمر وترك موظفيه فى العلاقات العامة يواجهون الأمر.
نقابة الصيادلة كانت قد قررت فى نهاية عام 2011 إحالة الدكتور أحمد العزبى للجنة تأديبية لمخالفته قواعد المهنة وامتلاكه لأكثر من صيدليتين وقررت اللجنة شطبه من سجلات النقابة.