الثورة الثانية.. «تدق أبواب معركة الإعادة»!

مرفت الحطيم
فيما أبدت العديد من الصحف العالمية اهتمامها بنتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المصرية، والتى أسفرت عن وصول محمد مرسى وأحمد شفيق إلى جولة الإعادة، حذرت هذه الصحف من اندلاع أعمال عنف جديدة وربما قيام ثورة ثانية فى مصر!
وقالت صحيفة الاندبندت البريطانية إن الأقباط والعلمانيين دعموا شفيق رغم كونه أحد عناصر نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، لأنه فى نظرهم الخيار الأفضل لمصر فى مواجهة تصاعد التيار الإسلامى ومنع استحواذه على السلطة كاملة بالبلاد بعد حصوله على أغلبية مقاعد البرلمان.
وحذرت الصحيفة من أن يؤدى الصراع المتوقع خلال الإعادة بين مرشح حزب الحرية والعدالة محمد مرسى ورئيس الوزراء الأسبق أحمد شفيق إلى اندلاع أعمال عنف جديدة وربما قيام ثورة ثانية فى مصر، وما سمته «معركة تكسير عظام» بين الإخوان والفلول.
وقالت الإندبندت: إن دخول شفيق الإعادة سبب صدمة للكثيرين، خاصة أن الضغط الشعبى قد دفعه للاستقالة من رئاسة الوزراء، لكنه أسعد جنرالات المجلس العسكرى موضحة أنه خلال حملته الانتخابية تمكن أنصاره من رسم صورة له كرجل صارم وقادر على إصلاح أزمات البلاد الاجتماعية وبناء حصن يقف أمام هيمنة التيار الإسلامى، مؤكدة مرة أخرى أن شفيق حصل على أصوات الأقباط بسبب خوفهم من أن تقوم جماعة الإخوان المسلمين التى تسيطر على مقاعد البرلمان بتحويل مصر إلى دولة إسلامية متشددة، ونقلت الصحيفة عن أحد أعضاء منظمة مصرية ناشطة قوله: إن نتيجة جولة الإعادة قد تكون مصحوبة بإراقة الدماء، محذرا من اندلاع ثورة ثانية لتخليص البلاد من عناصر نظام مبارك ومن الإسلاميين معا.
من جانبها توقعت صحيفة الجارديان البريطانية أيضا عودة التوتر لمصر مجدداً، خاصة أن المؤشرات تعتبر أن جولة الإعادة الشهر المقبل ستكون مواجهة حامية بين الإسلاميين والفلول الذين يسعون بكل جهدهم لاستعادة النظام القديم، لافتة إلى ثمة مخاوف من أن تكون مصر مقبلة على أسابيع من التوتر.
وأضافت أن الأسابيع المقبلة تبدو وكأنها تحمل المجهول بالنسبة للمصريين، وذلك بما قد تجلبه لهم من توتر وعدم يقين حول ما سيحدث فى بلدهم الذى يسير الآن بدون رئيس منذ الإطاحة بمبارك إثر ثورة شعبية عارمة، وتابعت أن ما يصفه البعض بالسيناريو الكابوس يعنى أن جولة الإعادة ستكون سمتها الاستقطاب والعنف بين مرسى وشفيق، وأشارت إلى أن الأول هتف بشعار «القرآن هو دستورنا» فى أول مهرجان خطابى له إثر ترشيح حزبه له لخوض الانتخابات الرئاسية، فيما تعهد الثانى أمام ناخبيه بإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد.
أما صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فرأت أن نتيجة الانتخابات ستلقى بظلالها على الأوضاع داخل فلسطين، خاصة أن المتنافسين فى جولة الإعادة يمثلون وجهتى نظر مختلفتين فى التعامل مع هذه القضية، فى الوقت الذى تترقب فيه إسرائيل ما ستسفر عنه جولة الإعادة خوفا من قدوم الإسلاميين الذين يدعمون حركة المقاومة الإسلامية حماس.
وأشارت إلى أن مرسى وشفيق تعهداً من قبل باحترام معاهدة السلام مع إسرائيل، لكنهما يختلفان كثيراً فى نهجهما خاصة فيما يتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية، فمن المتوقع أن يواصل شفيق إذا وصل للحكم رعاية حركة «فتح» التى تقود السلطة الفلسطينية وتتعاون مع إسرائيل معتبرة أن دوره كرئيس للوزراء فى عهد مبارك أحد حلفاء إسرائيل يبرهن على أنه سيبتعد عن حماس المسيطرة على قطاع غزة، أما مرسى فقالت الصحيفة إنه مرشح جماعة لديها تاريخ طويل من العداء لإسرائيل، حيث تعتبر الإسرائيليين مصاصى دماء مشيرة كذلك إلى أن مرسى انتقد زعيم حركة فتح محمود عباس لتعاونه الساذج مع الدولة الصهيونية فى ظل عدم وجود دولة فلسطينية، وأنه أشاد بمقاومة حماس للاحتلال.
ونقلت نيويورك تايمز عن جمال عبدالجواد مدير مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية قوله: حماس ستشعر من خلال هذه الانتخابات بالفرق بين النظام القديم والجديد، فقادة الإخوان ينوون استخدام نفوذهم عند فتح وحماس لحثهما على التحالف وتشكيل ضغط على إسرائيل من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية.