الجمعة 18 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ريهام المفلوتة ومعلهش والنبى..!

ريهام المفلوتة ومعلهش والنبى..!
ريهام المفلوتة ومعلهش والنبى..!


وعندما تعطل الكمبيوتر الشخصى لمواطن إنجليزي.. أعطاه لأحد مراكز الخدمة لإصلاحه.. وهناك اكتشف المركز عند فتح حسابات وملفات الكمبيوتر أن المواطن الإنجليزى مجرم محترف.. قام بالتخطيط لسرقة شهيرة لأحد البنوك الصغيرة.. وهى السرقة التى حيرت رجال اسكتلانديارد لدقتها الفائقة والدليل أن العصابة التى قامت بالسرقة لم تترك أثرا وراءها يساعد رجال الأمن فى البحث والتحرى!

بدافع من الالتزام والوطنية قام مركز الإصلاح بإبلاغ البوليس وأعطاه نسخة من ملفات الكمبيوتر الشخصى للمواطن المذكور.. وسارع البوليس بأداء الواجب.. وقبض على المجرم المحترف الذى دوخ الأمن شهورا طويلة.. واعترف المجرم وأرشد عن الشركاء وقدموا إلى المحاكمة.
أمام المحكمة حصل المواطن الإنجليزى وزملاؤه على البراءة.. وسجن المسئول عن مركز الإصلاح الإلكتروني.. ووجهت المحكمة اللوم العنيف إلى مسئولى اسكتلانديارد..  والسبب أنهم خانوا الأمانة.. واطلعوا دون وجه حق على الملف الشخصى للمجرم المحترف الذى يكفل له القانون الخصوصية.. قالت المحكمة إن المجرم أعطى مركز الخدمة الإلكترونى الكمبيوتر الشخصى بغرض الإصلاح.. فقام المسئولون هناك بالاطلاع على التفاصيل الشخصية ثم قاموا بدون وجه حق بإبلاغ البوليس وهو ما يعد خيانة للأمانة!
قالت المحكمة إن مركز الإصلاح الإلكترونى كالطبيب.. لا يجوز له إفشاء أسرار المرضي.. والدليل أن الكثير من المرضى يعترفون تحت تأثير المخدر الموضعى بأسرار كثيرة.. لا يجوز للطبيب إفشاؤها لأهل المريض لأى سبب من الأسباب.
وهكذا حرية الفرد وأسراره الشخصية تخضع للحماية المطلقة فى بلاد الخواجات.
عندنا الحال يختلف.
البنت الصغيرة ذهبت للبرنامج التليفزيونى تحكى عن تعرضها للتحرش والاعتداء.. وهناك طلبت وضع تليفونها المحمول على الشاحن.. فتفتق ذهن أسرة البرنامج عن نسخ الملف الشخصى للمجنى عليها.. ومن ضمن ذلك مجموعة كبيرة من صورها الشخصية.. صور شخصية تحتفظ بها.. ولا يهمك أبدا إن كانت ترتدى المايوه أو الحجاب.. لا يهمك إن كانت صورها بصحبة أقارب أو زملاء أو أصدقاء.. كلها صور شخصية محفوظة فى تليفون شخصي.. استباحها مجموعة من العاملين بالبرنامج.. نسخوا منها ما يشاءون ثم راحوا يبتزون بها البنت الضحية.. والست المذيعة تهددها عينى عينك: مش عاوزه أفضحك.. وعندى صور لك سوف تجعلك تندمين إلى الأبد!
تاهت القضية الأصلية.. وجريمة التحرش والاعتداء صارت مسألة جانبية.. والتركيز الأهم كان على الصور الشخصية للضحية.
كل منا عنده صور شخصية خاصة جدا.. لا يريد لأحد الاطلاع عليها.. كل منا عنده من الأسرار الشخصية يحتفظ بها داخل الكمبيوتر الشخصي.. فلماذا إفشاء الأسرار؟! ولماذا الابتزاز؟! وما الغرض من ذلك كله؟! ولماذا يدفعون الضحية إلى الصراخ: توبة لو لجأت للإعلام تاني.. إنهم يبتزوننى لأسباب لا أعرفها!
ولو أن ما حدث حدث فى دولة من دول العالم المحترمة لكانت المذيعة وفريق برنامجها يقضون أياما عصيبة بالسجون لاعتدائهم على الحرية الشخصية لمواطن وثق بهم وأعطاهم جهاز التليفون من أجل شحنه بالطاقة.
فى بلاد الخواجات الابتزاز جريمة كبرى يعاقب مرتكبوها بالسجن المشدد.
وفى بلاد الخواجات حرية الإعلام مكفولة بشرط ألا تعتدى على حرية غيرك.. وهناك لا توجد أى خطوط حمراء. ما عدا خطا واحدا واضحا محددا.. الحرية الشخصية للآخر.
فى بلاد الخواجات الإعلام يحاسب نفسه.. هم لا يعرفون الرقابة التى نعرفها.. الرقابة عندهم ذاتية.. ليست رقابة حكومية.. وإنما من داخل المؤسسة الإعلامية التى تختار لجنة من أعضائها.. واحد يمثل كل مؤسسة إعلامية.. وتجتمع اللجنة دوريا للرقابة على ما يعرض على الشاشات.. وظيفتها عقاب التسيب والفبركة  والتغول على حرية الفرد.. وإذا ما ارتكبت محطة تليفزيونية خطأ مقصودا بغرض جذب الإعلانات التجارية.. تعاقب القناة بالحجب المؤقت.. مع ضرورة الاعتذار العلنى ولا مانع من غرامة كبيرة.. ثم منع الإعلانات عن القناة التليفزيونية لفترة زمنية معقولة.. مع إنذارها بالحجب النهائى فيما لو تكرر الخطأ.
عندنا قل يا باسط.. والمسامح كريم.. ومعلهش والنبي.. وعفا الله عما سلف